TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك: لا بديل للقانون

شبابيك: لا بديل للقانون

نشر في: 24 إبريل, 2010: 04:19 م

عبد الزهرة المنشداوي حدثني زميل قال :في احد شوارع العاصمة بغداد جلب انتباهي مشادة قامت بين شرطي مرور مكلف بواجب السيطرة على السير في الشارع وبما يمليه عليه الواجب اشار الى سائق كيا ،فاوقفه لمخالفته السير السائق ادعى بأن الشرطي لم يوقفه بسبب خرقه القانون بقدر ما اوقفه عن موقف مبيت له وانه اي السائق سوف يلتجأ لعشيرته لكي تنجده على هذا التعدي !
الشرطي بدوره انكر ذلك وذكر بانه ليس له معرفة سابقة به وان مخالفته صريحة ولا تحتاج الى موقف مسبق او عداء مضمر في هذه الاثناء قام السائق بمسك الشرطي من ثيابه وجمع قبضته مهددا بالعشيرة .!البعض من الذين تجمعوا حاولوا التدخل لكن السائق تطاول مستفزا الشرطي لأقصى حالة من الاستفزاز ،عنده اودع الشرطي مسدسه لدى احدهم ونزع قبعته ليحسر عن رأسه ولينبري بصفته الشخصية لا بصفته الرسمية لهذا المعتدي الغاشم برأي الجميع .الشرطي ذكر قائلا بما انه يريد الامور تسير على قانون العشائر لا الدولة فله ذلك وبالفعل أشبعه ضربا مبرحا أثلج صدور الآخرين الذين وجدوا فيه شخصاً غير سوي يريد بعشيرته فرض الراي على الآخر وعلى القانون .انتهى حديث الزميل .  هذا الموقف صادفته شخصيا في منطقة الباب المعظم عندما أوقف شرطي مرور صاحب سيارة كيا فأثار ذلك السائق على الرغم من انه قد خالف السير المروري وعندما طلب منه الشرطي ابراز مستمسك السيارة وجه سؤاله للشرطي قائلا اتعرف من اكون ؟ثم ذكر له بانه من العشيرة (الفلانية)اي انه يستقوي بها على الشرطي وعلى الدولة .هذا المفهوم الخاطئ الذي بدا يشيع في شوارعنا وفي تجمعاتنا يمكن ان يستدل به على ان البعض يريد ان يعود بالامور الى الماضي البعيد وصراع الاقوياء وان المشاكل التي تنشأ ليس لها من حل غير إطاحة الخصم لخصمه بقوة الذراع .كذلك يشير الى ظاهرة سبق وان جلبت الانتباه منذ عشرات السنين هو ان مجتمعنا البعض منه يعيش في المدينة لكنه يبقى ابنا للقرية لايريد ان يغادرها الا جسدا اما روحا وثقافة وسلوكا فتبقى كما هي مما يضر كثيرا في التحولات التي ندعو اليها من اجل سيادة القانون وعدم التمييز بين هذا وذاك لا في عشيرة ولا في عرق او لون او منصب .الذي يهم في ما ذكرناه هوتحصين الشرطي او غير الشرطي من المكلفين باداء واجبات رسمية من البعض من هؤلاء الذي يمكن وصفهم بالذين لا يريدون ان (يتمدنوا رغم كونهم داخل مدينة ).لذلك ندعو الجهات التشريعية والتنفيذية ان  تقف بقوة وراء كل من عهد اليه بتطبيق القانون وتعتبر الاعتداء والتعرض لشرطي في واجبه اعتداء على الدولة والمجتمع والقانون لكي تعطي الدرس الذي لابد من إعطاءه للبعض من الذين يستقوون ضاربين الدولة وتشريعاتها عرض الحائط .كان الشرطي مهابا لا لشيء الا لانه يرتدي البزة الرسمية .في زمن ما ان دعت الضرورة يستعان بالشرطي لحل مشكلة في محلته قد تنشأ بين عائلتين والذي رأيته ان الشرطي اول ما يقوم به هو ارتداء بدلته الرسمية وان كان خارج الواجب لانها توحي بالاحترام والتبجيل من كافة فئات الشعب .اما الذي نراه اليوم فهو على العكس،وسببه ضعف تفعيل القانون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram