متابعة محمود النمراحتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء، بالشاعر سميع داود  بمناسبة صدور مجموعته-  مراثي ميزوبوتاميا – أدار الجلسة الشاعر عمرالسراي قائلا:ان عوالم الشعر هي عوالم استثنائية دائما ،لاشك وشاعرنا هو جزء من تراثنا الحي ،الذي يسير على قدم وقلب ،لاشك فهو شاعر يكتب بابداع ثاقب ويصر على نشر علامات الورد بكل ما أوتي من قلم حر واصيل ،
 هو هادىء لحد  لايترك لنا مجالاً نتعقب به كل ابداعه الجميل ،فهو يؤمن بابداعه الثر، ويؤمن بعوالمه السحرية والهادئة البعيدة عن العيون لانه شاعر ثاقب يستطيع ان يلم كل احشاء الكون بجرة شعرية واحدة.ثم تحدث الشاعر سميع داود عن البدايات الاولى لتكويناته الشعرية الاولى قائلا : بداية كان بي ميل فطري الى حفظ كل شيء جميل ،الكلمات المؤثرة القطع  الشعرية الصغيرة، الاناشيد وانا في الابتدائية ،وكنت احفظ القطع الشعرية التي تكتب على السبورة التي كانت تسمى المحفوظة ،بعدها عندما كنت  في المتوسطة بدأت خطواتي الاولى في الكتابة ،وكنت اعتبرها نزوة او نوعاً من الترف ،وقد وشى بي احد اصدقائي الى احد مدرسي العربية بانني اكتب الشعر فاستغرب وحين عرضت عليه بعضا من قصائدي ،ربت على كتفي وقال انك شاعر،بعدها انتقلت من متوسطة النعمانية قي محافظة واسط  الى مركز المحافظة –الكوت – ومارست الكتابة وقد مزقت الكثير مما كتبت ولاادري لماذا ؟وبقيت اكتب الشعر حتى ثورة تموز 1958الى 1963كانت لدي مجموعة محتفظ بها وضاعت ،وبعدها سجنت في الكوت وصادفت مجموعة من المثقفين في داخل السجن  هم الاستاذ فاضل ثامر والراحل سلمان العقيدي  والشاعر حسن العبادي وهو شاعر صامت ومجموعة من الشباب يمارسون كتابة الشعر ايضا ،وصادفت وجود مجموعة شعرية للشاعر –لوركا أغان غجرية  – مكتوبة باللغة  الانكليزية ،عكف الاستاذ فاضل ثامر وسلمان العقيدي على ترجمتها وكانت في الحقيقة عرساً بالنسبة لي ان اقرأ  هذا الشاعر لاول مرة ،هذا الشاعر الرومانسي الكبير والمهم جدا والمؤثر جدا .بعدها حكمت  بثلاث عشرة سنة  ونصف  ونقلت الى نقرة السلمان ،وهناك بدأت الخطوات الحقيقية لتجربتي الشعرية ،اذ وجدت في السجن مجموعة مثقفة كبيرة ومهمة جدا ،وجدت فاضل ثامر كان قد سبقني الى هناك منذ مدة واسماء كثيرة مثل الشاعر الكبير مظفر النواب والشاعر الفريد سمعان وعدد كبير من الشعراء البصريين وجاسم المطير ،وكنت سابقا اكتب قصيدة العمود ،لكن في سجن نقرة السلمان وبعد شيوع قصيدة التفعيلة – كتبت امارس الكتابة الجديدة للقصيدة والحقيقة ان سجن السلمان كان حاضنة ثقافية كبيرة وسياسية ايضا ،فيها هذه الانسانيات والملاكات  الكبيرة  المثقفة وفيها نشاط سياسي وواسع جدا ،ومكتبة كبيرة فيها امهات الكتب سياسية وادبية وفكرية وفلسفية وقد استفدت منها كثيرا ،بعدها انتقلت الى سجن الحلة وايضا استفدت من مكتبتها ووجدت هناك ايضا الشاعر الفريد سمعان ومظفرالنواب وشعراء اخرين والشاعر سلمان العقيدي ،ومن هناك ارسلت عدة قصائد الى الصحف وتم نشرها ،وفي عام 1967ارسلت قصيدة الى الاداب اللبنانية وتم نشرها ايضا.بعد خروجي من السجن ضاعت كل قصائدي وانا ايضا لااهتم كثيرا ولكن تجربتي  نضجت واتفقنا على اصدار مجموعة شعرية بعنوان –نوارس الموجة الاتية – اشترك بها الشعراء وهم الناقد حاتم الصكر والشاعر عادل العامل والشاعر حميد حسن جعفر والشاعر جواد الظاهر وانا صدرت عام 1974.يبقى الشعر بالنسبة الي على جميع الوانه  شعرا، شريطة ان يحمل مقومات الشعر، صحيح هناك اشتراطات كثيرة وحديثة ولكن يبقى الشعرهو الشعر مادام يحمل صفة الابداع  .وقال الناقد  بشير حاجم :سميع داود من شعراء الجيل الضائع  بين الستينيين والسبعينيين وهؤلاء الشعراء هم خمسة كما ذكرت ،حميد حسن جعفر وحاتم الصكر وعادل العامل وجواد الظاهر وسميع داود،ان سميع داود يشتغل على البحور الصافية واكثر البحور تداولا هو البحر المتدارك والمتقارب وايضا الكامل ،اهم سمات البنية الايقاعية لديه ،انه يستخدم التدبير الدلالي الايقاعي ،وهناك البنية النسقية وقد لاحظت ان قصائده وخاصة منها القصيرة دائما تعتمد على حركة نسقية غنائية .ثم قرأ الشاعر محمود النمر قصيدة –طوق من نفاش – مهداة الى  الشاعر جاء فيها / المندائياتُ رغبن هواك / فاستترت برغيف الخبز امرأةٌ مندائية / المندائية ُ قطعت خنصرها طمعاً فيك / وانت َ تطرز ُ بالقبلات ِ جسدَ امرأة ٍ مخبؤها البردي / وشهوتها  من ماء / ياعود البردي كم انت َ نحيل ٌ بالبرد / كم انت َ سترقص ُ في الريح ِ/ وتنثرُ  طوقا ًمن نفاش ٍ في رغبتها / هذا طلع ٌ آخر / ستظهر ُ حبلى / وسيظهر ُ طفل ٌ آخر / مسكونا ً بالماء ِ/ يسمى  سومر .