متابعة اخبارية:تعتقد واشنطن ان حل ازمة السلام في الشرق الاوسط، وتحديدا في الملف الاسرائيلي الفلسطيني، سيمكنها، الى حد بعيد، من امتلاك قوة ونفوذ جيدين في مجابهة ما تسميه، هي، "محور الشر".لذلك، فان المواقف الدبلوماسية الاخيرة للبيت الابيض في الفترة الاخيرة تعكس هذه الرؤية، الادارة الجديدة تحاول كبح جماح تل ابيب في مواصلة الاستيطان،
 وهي من المرات القليلة النادرة ان تتفق الوجهة الامريكية مع الموقف العربي. كما ان العلاقات بين واشنطن وتل أبيب لم تكن على مايرام، رغم بعض التطمينات التي يعلنها دبلوماسيون في هذين البلدين.ويوم امس اقترحت واشنطن بدء مفاوضات مباشرة بين اطراف الصراع وهذا الاقتراح، جاء مباشرة بعد رغبة اسرائيلية في تبني فكرة دولة فلسطينية مؤقتة.وأكدت الولايات المتحدة ان الطريق الوحيد للسلام في الشرق الاوسط هو مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العامة فيليب كراولي قال ان بلاده تحاول ان تحرك الاطراف في هذا الاتجاه "لكننا لسنا هناك بعد".واضاف "اذا عاد جورج ميتشل الى الولايات المتحدة وابلغ وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بان الأطراف المعنية جاهزة للتفاوض غير المباشر فستكون هذه خطوة مهمة".واكد المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل للزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين الذين التقى بهم امس السبت وامس الاول في نطاق جولته الحالية في المنطقة على تصميم الرئيس باراك اوباما على تحقيق تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي في اقرب وقت ممكن.واخبر المبعوث الامريكي المسؤولين الذين التقى بهم بأن اوباما مصمم على ان تتحقق التسوية "قريبا، وليس في المستقبل غير المنظور".ويصر الرئيس الامريكي، الذي وصف تحقيق السلام في الشرق الاوسط بأنه ضرورة استراتيجية للولايات المتحدة، على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في غضون اسابيع.وطمأن ميتشل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بتصميم الرئيس اوباما الاكيد على ضمان امن اسرائيل، التي تدعي بأن وجودها مهدد من جانب البرنامج النووي الايراني. كما يؤكد الرئيس الامريكي ضرورة ان يكون للفلسطينيين دولة مستقلة خاصة بهم. وقال ميتشل لنتنياهو بهذا الصدد: "كانت هذه سياسة امريكا، ومازالت هي سياسة امريكا وستستمر كذلك في المستقبل." ومن المقرر ان يجتمع ميتشل مع نتنياهو ثانية اليوم الاحد.واصدر المبعوث الامريكي تصريحا ضمنه دعما قويا لتطلعات الفلسطينيين للاستقلال، وذلك قبيل اجتماعه برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مساء الجمعة.وقال ميتشل في تصريحه: "لا يصح ان يكون السلام الشامل في هذه المنطقة محض حلم، بل يجب ان يكون - ويمكن ان يكون - حقيقة. ونحن نريد ان تتجسد هذه الحقيقة قريبا، وليس في المستقبل غير المنظور".الا ان وزارة الخارجية الامريكية حذرت من الافراط في التفاؤل في انفراج قريب في العملية السلمية، كما اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأنه ينبغي على ميتشل بذل المزيد من الجهد قبل ان تتحقق الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة.وركز ميتشل خلال اجتماعاته على الخطوات التي يمكن ان تتخذ لتحسين مناخ السلام وكيف يمكن المضي قدما بالمحادثات غير المباشرة مشيرا الى ان كلينتون تتطلع الى الاستماع الى تقرير ميتشل بعد عودته الى واشنطن يوم الاحد. ولفت الى ان "الهدف الفوري هنا هو جعلهم يدخلون المحادثات المباشرة حيث يمكنهم معالجة المضمون ونأمل ان نتمكن من اعلان هذه الخطوة في وقت قريب".وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اعرب عن امله في ان تسمح الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الموفد الاميركي الخاص جورج ميتشل باستئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين "خلال اسبوعين".وقال باراك في حديث للتلفزيون الاسرائيلي "لدي انطباع بان هناك جهودا مكثفة تبذل من اجل اطلاقها".واضاف "اتصور وامل كثيرا في ان تجرى مباحثات غير مباشرة ربما خلال اسبوعين".