عبدالله السكوتي ويروى (كلامه هوا بشبج) والشبج هو الشبك ، ومفردها شبكة، وهي مايستعمله الصياد لصيد السمك، واصول هذا المثل (ريح في قفص) ، وكان شائعا بين الناس في مصر في المئة الثامنة للهجرة (كلامه ريح في قفص) وشاع بين اهل بغداد في المئة الخامسة للهجرة ، وضمنه احد الشعراء فقال :
ان ابن آوى لشديد المقتنص/ وهو اذا ما صيد ريح في قفصوهذا المثل يضرب لما يذهب هباء، وللنصيحة لاتجد اذنا صاغية؛ وقطعا ان كل ماقيل بشأن القاعدة واستعداد القوات الامنية العراقية لم يكن (هواء في شبك)، ومع ضربات القاعدة الاخيرة في بغداد والمجازر التي احدثتها، ومع ما معروف لدى الجميع ان الانجاز وتحقيقه مهم جدا لكن تكمن اهميته بالحفاظ عليه، والحفاظ على المنجز من الصعوبة وربما يكون اصعب من تحقيق المنجز ذاته ؛ وكذلك بالنسبة للامن ، لكن تبقى القوات الامنية مع حداثة تاريخها درع العراق الواقي ، فقد ضربت القوات الامنية بقوة واوجعت القاعدة في اكثر من مكان، واصابتها بمقتل حين انقذت الناس من براثن المجرمين، البغدادي والمصري، وقلنا في وقته: على هذه القوات ان تديم زخم الانتصار، لتحضر للضربة القاضية خصوصا وان القاعدة قد فقدت سيطرتها وبدأت هزيمتها في الانبار وديالى والموصل، وكانت على وشك الشروع بالخروج من العراق بعد تفكيك بنيتها التنظيمية في قتل والقاء القبض على اغلب قادتها ، لكن للاسف فالخرق الذي حصل في يوم الجمعة في مناطق مزدحمة وفقيرة في بغداد ربما سيزيد من تمسك القاعدة بمواقعها وستحاول في القريب العاجل تعويض عناصرها.ومع اهمية الذي حدث بذهاب ارواح بريئة ضحية لعنت هؤلاء السفاحين، لكن تبقى القوات الامنية تحمل مسؤولية مقارعة اعتى قوة فرزها التاريخ ، قوة ظلامية لاتؤمن بالانسان ولاتعطي قدسية لاية مقدسات ، تريد القتل للقتل فقط وهي بعد لاتملك قضية واضحة ولااهدافا معينة، وليست فكرا مطروحا للحوار كي تستطيع اية جماعة اخرى ان تسير معها لاقناعها ، او لثنيها عن الشر، لقد عجت المساجد قديما بجماعات وانتماءات مختلفة وكانت تدور معارك كلامية وتحتويها بطون الكتب في مجلدات وصلت الينا وربما تلتقي بعد هذه المعارك مجموعة مع اخرى لتتحد بذات الاهداف ، لكن الغريب في امر القاعدة انها لاتلتقي مع احد في ماتذهب اليه وجله سفك الدم وقتل الابرياء، لاجادلهم بالتي هي احسن ولا ادفع بالتي هي احسن ، لقد وضعت القاعدة كل شيء ادراج الريح واعتمدت على فتاوى المخبولين والحاقدين اعداء الحضارة والتمدن؛ هذا الفكر الاعوج هو الاخطر من بين الكثير من الحركات على مر التاريخ القديم والحديث يقتل كل واحد ؛لايعترف بالرسالات السماوية، بمعنى ان هؤلاء لو يمتلكون اسلحة دمار شامل لدمروا الجميع لانهم يتهمون الجميع بالكفر ، ويبرئون انفسهم ولحاهم العفنة، التي نبتت على الفسوق والجريمة وليس اكثر من دليل على فسقهم مافعلوا في الانبار وديالى حيث عبروا عن ساديتهم حين اجبروا الفتيات الصغيرات على الزواج منهم .العراق على شفا حفرة اذا مابقي يعتمد فقط على القوات الامنية وهي غير قادرة بحسب الوقائع ان تقف بمفردها ضد هؤلاء القتلة، ونحن لسنا بدائيين كي نبحث عن وطن آخر يستوعب آلامنا، نرسل احدهم ليبحث لنا عن وطن بمواصفات خاصة ، وطن يليق بنا بعيدا عن القتل والموت، وعلينا ان نترك قاعدة (اني شعليه) وندافع عن وجودنا وحضارتنا.وتبقى النملة حين يأتي اجلها ينبت لها جناحان ، وقد ضمن ذلك شعرا ابو العتاهية:وان استوى للنمل اجنحة/ حتى يطير فقد دنا عطبه وكذلك القاعدة، مع ماتقوم به فهي ترفس رفستها الاخيرة، وانا على ثقة انها اتت بعوامل موتها في يوم تأسيسها، لانها لاتؤمن بشيء، ولانحتاج سوى مزيد من الجهد والتفهم، ونترك العداء الشخصي؛ لايجوز اطلاق الاحكام الجاهزة، انا ضد رئيس الوزراء واريد ان انال من الحكومة اقول: الحكومة ، فاتهمها بالارهاب، هذه الاعمال تقوي من العدو المشترك وفي هذا الحديث خدمة للقاعدة ، نتهم البريء، ونترك المجرم الاساسي يحركنا في ذلك العداء الشخصي، هذه الافعال معيبة ولاتنم عن حس وطني ومن يقول بها يريد عودة العراق الى الخلف لانه يشترك مع القتلة في قتل الابرياء، وفي النهاية هي معركة الشعب اجمع ، فاما ان نكون اولانكون.
هواء فـي شبك: (هواء في شبك )
نشر في: 24 إبريل, 2010: 08:07 م