TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مصالح الفقراء وتأخير تشكيل الحكومة المقبلة

مصالح الفقراء وتأخير تشكيل الحكومة المقبلة

نشر في: 24 إبريل, 2010: 08:22 م

بغداد/وائل نعمةالساعة السادسة صباحا، اخذ ابو حيدر صندوقه الخشبي ووضعه على عربته الحديدية البطيئة السير ودفعها متوجها الى الباب الشرقي حيث يفترش الارض ببعض العدد اليدوية، اعتاد ان تمر اقدام السائرين مسرعة من جانبه ولكن منذ أكثر من ثلاثة أسابيع  والحركة قد خف وقعها وقل المتبضعون في السوق، ابو حيدر كان يتوقع ،
 انه رأس الشهر الذي ينفض الجيوب وينخرها هو السبب في تعطيل الحركة، وحينما جاءت بداية جديدة لشهر جديد لم يحدث أي تغييرفي حركة السوق!فما زال المواطن العراقي ينتظر ولادة حكومة جديدة بأسرع وقت، بعد ان ساهم في إنجاح الانتخابات التشريعية رغم الصعوبات التي أحاطت بها من انفجارات وتهديدات بالقتل في حالة خروجه للتصويت، ووسط قلق مراقبين من ان تشكيل الحكومة سيستغرق زمنا طويلا ربما يمتد أشهرا ما قد يلحق ضررا كبيرا بمصلحة البلاد، حيث تتواصل المشاورات والاجتماعات بين الكتل الفائزة في الانتخابات تمهيدا لتشكيل حكومة شراكة وطنية او توافقية أو اي اسم آخر. وفيما يعتبر بعض المراقبين ان مثل هذه المشاورات ايجابية قد تؤدي الى نتائج مرضية، وانها تجري ضمن السقف الزمني الدستوري والقانوني، لم يخف بعض المتابعين لمجرياتها، مخاوفهم من إمكانية تأخر تشكيل الحكومة مع كثرة الخلافات والتقاطعات السياسية، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على بنية البلاد الاقتصادية مع انعكاسه الواضح على امن المواطن.حينها عرف ابو حيدر بأن السوق مصابة بضعف الحركة جراء التجاذبات السياسية والتأخر في تشكيل الحكومة ويتوقع ان التأخر في تشكيل الحكومة من خلال مراقبته أجواء السوق واطلاعه على شاشات الفضائيات سيزيد من حالة الشلل في الاسواق العراقية ، معبراعن قلقه من ان تستغل الجماعات المسلحة انشغال السياسيين بالمفاوضات وتوزيع المناصب، لتشن عمليات ارهابية مسلحة كما حدث مؤخرا في تفجيرات مدينة الصدر ومناطق أخرى بسبب ما يعتقده بضعف الرقابة والمتابعة على العمل الميداني الامني. وبينما كان يرمي الطابوقة من يده ليتلقفها بالثانية قال عادل ساجد في العشرينات من عمره وقد ضربت الشمس فوق رأسه على سطح احدى البنايات في منطقة الكرادة: ان حركة البناء ضعيفة ، حيث المواطن ينتظر ماستؤول اليه نتائج الانتخابات النهائية وتشكيل الحكومة ، ويعتقد عادل  بأن الحديث عن تأخر في اعلان تشكيل الحكومة مبالغ فيه في بعض الاحيان ومعد للاستهلاك الإعلامي وللتشويش على سوق العمل في البلاد، ويرى عادل بأن الفترة التي ينبغي ان تشكل فيها  الحكومة لم تبدأ بعد لذلك هذه التجاذبات بالرغم من خطورتها على الشارع العراقي الا انها تجري في وقتها القانوني كما يسمع من السياسيين والمراقبين!.وأيد حاجم راضي صاحب محل لتأجير (السكلات ) ومواد البناء في منطقة ساحة الطيران بأن عملهم شبه متوقف. قبل الانتخابات والعمل بدأ يضعف لان المواطن كان ينتظر اجراءها وكان متخوفا  من الشروع بأي بناء حتى الانتهاء منها، بعدها انتظر نتائج الانتخابات والان ينتظر اعادة العد والفرز ومن ثم تشكيل الحكومة. ويعتقد حاجم بأن الشلل في سوق العمل وخاصة البناء سوف يطول مع اطالة فترة تشكيل الحكومة، بل يذهب الى ابعد من ذلك حينما يصف ان عملهم مرتبط اكثر بأستقرار الوزارات والدوائر الحكومية التي تقدم مقاولات البناء وبالتالي المقاولين سوف يلجأون لنا لنمدهم بمواد البناء. حاجم يتذكر انه قبل الانتخابات كان يؤجر اكثر من خمسة (سكلات) يوميا، اما منذ الانتخابات والى اليوم فأنه لم يؤجر سوى ثلاث (سكلات).فيما يتخوف خالد غازي سائق (تاكسي) من تواصل الحوارات والمشاورات لتشكيل الحكومة و التي قد تمتد شهوراً دون الوصول الى نتيجة، ما قد يصيب المواطن بخيبة امل في ظل صراع الكتل على توزيع المناصب. ويعرب خالد عن امله في ان تختصر الشهور بأيام لان عمله اليومي مرتبط ارتباطا مباشرا بحركة المواطن في الشارع وفي حركة السوق، فخالد يقف بالقرب من سوق الشورجة منتظرا بسيارته المتبضعين الحاملين اغراضهم والخارجين من السوق، ولكنه يجد بأن عمله قد خفت وتيرته منذ شهر على اقل تقدير والسبب يعود للانتخابات ومن بعدها التجاذبات بين الاطراف الفائزة . ويتمنى على السياسيين ان يتوصلوا  الى قرارات مرضية تضع اولويات المواطن في قمة هرم اهتمامات الكتل، وان تجري الحوارات بهدوء وايجابية وأن لاتصل  الى التشنجات والتقاطعات التي تضر بالشارع العراقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram