د. مؤيد الونداوي * هذا الموضوع (استنادا للوثائق الرسمية البريطانية : الموقف البريطاني - الأمريكي من محاولات إسقاط الزعيم عبد الكريم قاسم (1962 – 1963) هو جزء من كتاب الدكتور مؤيد الونداوي استاذ تاريخ العراقي السياسي المعاصر .. ووجدنا فيه الفائدة لقرائنا أن أعدنا نشره لأهميته التاريخية .
ينفرد الزعيم عبد الكريم قاسم بوصفه الشخصية السياسية الأكثر من غيرها من حكام العراق التي قد تعرضت لأكثر من محاولة اغتيال أو مخطط لأجل الإطاحة به والتخلص منه. ان مراجعة لسجل التاريخ السياسي المعاصر للعراق نجد ان هنالك شخصيات سياسية عديدة مثل بكر صدقي، نوري السعيد، الأمير عبد الإله، الملك فيصل الثاني، عبد السلام عارف، صدام حسين وغيرهم كانت قد تعرضت لمحاولات اغتيال أو جرت محاولات لأجل الإطاحة بهم سياسيا وإبعادهم عن السلطة.مع ذلك يعد عبد الكريم قاسم الشخصية الأكثر التي تعرضت لمثل هذه المحاولات ومن قبل مجموعات مختلفة الأفكار والارتباطات (أهم المحاولات تلك التي حدثت في عام 1959 بينما كان مارا في عجلته في شارع الرشيد وقد تخلص من القتل بأعجوبة) والتي في النهاية نجحت إحداها في 8 شباط 1963 والتي وضعت حدا لحياته بإعدامه رميا بالرصاص في 9 شباط وهو جالس على كرسي احد عازفي الفرقة الموسيقية داخل أستوديو تلفزيون بغداد الكائن في محله الحا لي في منطقة الصالحية.يعد عام 1962 العام الذي شهد العديد من المحاولات لأجل الإطاحة بقاسم ولدى مطالعتنا للوثائق الرسمية البريطانية المحفوظة في الأرشيف البريطاني فقد وجدنا سلسلة من المراسلات التي جرى تداولها خلال عام 1962 بين السفارة البريطانية في بغداد وبين لندن وواشنطن حول المؤامرات التي يتم التخطيط لها لأجل الإطاحة بقاسم والجهات والأطراف التي تقف خلفها. عدد المراسلات مهم والاهم من ذلك ان هذه المراسلات كانت مناسبة لأجل ان تحدد كل من لندن وواشنطن المواقف من قاسم ومستقبل نظامه والأطراف التي يمكن أن يقدم لها الدعم. لم يثق الدبلوماسيون البريطانيون بما كان يقوله لهم المتآمرون وقد وصفوا هذه المؤامرات بأنها أضغاث أحلام ولكن في النهاية سقط قاسم وتم إعدامه بعد أشهر قليلة.ليس من اختصاص هذه الدراسة ان تدخل بالتفاصيل السياسية والأحداث التي قادت هذه الجماعات باتجاه العمل لأجل الإطاحة بنظام قاسم وإنما ينصب جل الاهتمام نحو الكشف ولأول مرة عما كان يجري في الخفاء وكيف كانت تجري الأمور ولماذا العمل الدءوب للتخلص من قاسم، وأخيرا كيف كانت بريطانيا تنظر لقاسم وكيف كانت تحسب مصالحها في العراق. ولأجل ان نكشف صورة أخرى من صور تاريخ العراق السياسي المعاصر ومادة علمية مهمة بيد الباحثين والمتخصصين وجدنا من المفيد ان يتم تقديم هذه الوثائق. وأما الأسماء التي وردت في هذه الوثائق كان لا بد ان تعرض وكما وردت لأجل تحقيق الأمانة العلمية والتاريخية.واجد ان من بقي من الأحياء أو بوسعه تقديم تفاصيل عن ما كان يتم التخطيط له في ذلك الوقت بوسعه ان يكتب إلينا أو ان ينشر ما لديه عبر المواقع الالكترونية. rnالوثيقة الأولى: السفارة البريطانية – بغداد2/تموز/1962EQ 1015/529rnإلى السيد جورج هيللر/القسم الشرقي/ وزارة الخارجيةعزيزي المحترممؤخرا سمعنا بوجود العديد من المؤامرات ضد قاسم وفيما يلي بعض التفاصيل بصددها:rn المؤامرة رقم (1) 2- بتاريخ 8 حزيران حصل لقاء بين القائد السابق في كلية الطيران العراقية خلف الجنابي والملحق الجوي في سفارتنا. المذكور لم يعرف عنه سابقا انه من النوع الذي يقدم تفاصيل ذات خصوصية ولكنه هذه المرة كان متزنا وجدي. لقد ذكر بأنه ومنذ بضع شهور على علاقة مع مجموعة من الوطنين المتأمريين والذين طلبوا منه ألان إبلاغ السفير عن خطتهم وأهدافها العامة.الهدف من هذا الإبلاغ هو أن تطلع مقدما حكومة صاحبة الجلالة على سياسية هذه المجموعة بعد ان تنفذ عملية الاغتيال ولكي يتم ضمان تحقق الاعتراف الرسمي والدبلوماسي بهم مع تقديم الدعم بعد أن يتحقق النجاح الأولي لعملهم. طبيعة المجموعة التي تحدث معها السيد خلف هم مجموعة من الوطنيين من المناصرين للغرب وعلى الضد من البعثيين وأيضا على الضد من الشيوعيين. إنهم يهدفون إلى قتل قاسم عبر استخدام مدافع البازوكا والأسلحة الأوتوماتيكية والسيطرة على جميع المكاتب الحكومية باستخدام القوات المسلحة ابتدأ. العناصر الشيوعية في القوات المسلحة وفي الحكومة سيتم قتلهم والوطنيون من العراقيين هم من سيتم مفاتحتهم لأجل تأليف حكومة جديدة. ( لم تتم مفاتحة أي أحد حتى ألان وذلك بسبب من الدواعي الأمنية). السفارات التابعة للمعسكر السوفيتي وكذلك الملحقيات التابعة لها سيتم إغلاقها، ولأجل إبراز النوايا الحسنة وبناء الثقة سيتم إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الكويت. وبعد إقامة الحكومة الجديدة سيتم دعوة كل بريطانيا والولايات المتحدة لأجل تقديم المساعدة العسكرية وبالتالي فان الشحنات العسكرية الحالية للعراق يمكن التخلص منها وإيداعها إلى السكراب.3- هذه الجماعة سوف تعقد لقاء بحدود 15 حزيران لأجل ترتيب التفاصيل النهائية وإننا سوف نبلغ وقبل سبعة أيام من موعد تنفيذ الانقلاب. لن يتم تقديم أي أسماء
الوثائق البريطانية ومؤامرات قتل عبد الكريم قاسم
نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:19 م