TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > قبــل 57 عامـــا ..رية وسكينة تثيران الرعب في بغداد

قبــل 57 عامـــا ..رية وسكينة تثيران الرعب في بغداد

نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:28 م

وحيد الشاهري في بداية عام 1922 عاشت اسكندرية مصر في جو مرعب ومخيف نتيجة اختفاء عدد من نساء المدينة الميسورات.. في ظروف غامضة استعصى ولفترة مذهلة ، حل لغزها على رجال الامن الذين كانوا يواصلون الليل بالنهار في محاولات للكشف عن هذا اللغز الذي ظل يحوم برعبه في اجواء بالاسكندرية وظلت الاسكندرية كلها وليس هذا الحي وحده، تعيش جو رعب واسرار واشاعات ونساء يختفين في ظروف غامضة.. ولا من حل.. ولعدة سنين..
الى ان جاء اليوم الذي رفع فيه الستار ليكشف عن هذا السر الغامض...! *وتفصيل ذلك ان فتاة حسناء كانت على صلة بضابط بوليس شاب لايطيق غيابها.. وحين غابت ذات يوم عن لقائه ظل قلقا عليها وسط ذلك الجو المشحون بالخوف.. والاخبار المرعبة التي يتناقلها اهل الاسكندرية عن الاختفاءات المفاجئة لنساء ميسورات في حي (اللبان).. وطال غياب الفتاة.. وزاد قلق ضابط الامن.. فقرر ان يبحث عنها بنفسه.. وبجهود خاصة..! *وكان كلما دخل او خرج من قسم البوليس الذي يعمل فيه يرافقه منذ مدة طويلة.. واثناء لقاءاته مع فتاته ايضا.. كان يلاحظ ان كلبه هذا يتوقف امام دار تجاور القسم البوليسي الذي يعمل فيه..!!فساوره الشك في ان فتاته الحسناء (فردوس) تختفي داخل هذه الدار...وذات يوم تنكر واستطاع ان يدخل الدار المذكورة ..فقوي عنده الشك.. فاستعان بقوة من رجال البوليس واقتحموا ..,وفتشوا ..فوجدوا ان في الدار قبوا (سرداب) كانت تنبعث منه رائحة كريهة.. وحين دخلوا ذلك القبو واناروه...رأوا منظرا مرعبا تمثل في امراأتين ورجلين يقفون امام جثث عدد من النساء وكانت جثة فتاة ضابط البوليس احدى هذه الجثث..*وتم اعتقال المرأتين والرجلين..واثناء التحقيق والمحاكمة عرفت قصة المرأتين (ريه وسكينة) وزوجيهما.. (حسب الله وعبد العال) الذين اتفقوا على اصطياد النساء بحيل متنوعة – وخاصة تلك اللواتي يتحلين بالحلي ذات القيمة العالية وذلك من خلال تحركهم في سوقي (الصاغة والاقمشة) واستدراج الضحية الى ذلك الدار المجاور لقسم البوليس في (حي اللبان) فتتم عملية التخدير والاغتصاب وتجريد الضحية من حليها – ثم رميها داخل ذلك (القبو)! *وفي بداية النصف الثاني من نفس العام 1922 وفي مقهى من مقاهي الاسكندرية – وكان ملتقى الادباء والشعراء والفنانين –في ذلك المقهى دلس اثنان من رواده.. وهما (بديع خيري ونجيب الريحاني) ووضعا امامهما على الطاولة جريدة كان قد نشر فيها الصحفي الاسكندراني (لطفي عثمان) تفاصيل بداية ونهاية عصابة (ريه وسكينة) والمحاكمة التي جرت في (محكمة جنايات الاسكندرية) وادانة هذه العصابة والحكم على جميع افرادها – المرأتين وزوجيهما – بالاعدام ونفذ الحكم- وقيل في حينها بأنه لم تعدم امرأة في المحكمة المصرية قبل (ريه وسكينة)...؟ *وراح الاثنان.. بديع ونجيب يحولان ما كتبه الصحفي لطفي عثمان الى مسرحية عنوانها ريه وسكينة بما عرف عن بديع والريحاني من الطابع الكوميدي الساخر.. وفي اواخر عام 1922 قدمت فرقة نجيب الريحاني- كما جاء في مذكرات الفنان الراحل جورج ابيض- مسرحية ريه وسكينة ومثلت فيها (دولت ابيض) دور (فردوس) صاحبة ضابط البوليس.. ونالت هذه المسرحية –كما يقول جورج ابيض في مذكراته –نجاحا كبيرا بسبب واقعية الرواية وسخرية المعالجة. *وفي اواخر عام 1952 جلس ثلاثة في احد المكاتب الفنية في القاهرة وهم نجيب محفوظ وصلاح ابو سيف وسيد بدير، ووضعوا امامهم على الطاولة جريدة مصرية عمرها 30 عاما وهي الجريدة نفسها التي كتب فيها الصحفي لطفي عثمان بداية ونهاية ومحاكمة عصابة ريه وسكينة وكان من نتيجة هذا الاجتماع الثلاثي ان كتب نجيب محفوظ وصلاح ابو سيف سيناريو لفيلم اسمه ريه وسكينة وعهدا لـ سيد بدير بكتابة الحوار: وهكذا ظهر في بداية عام 1953 فيلم ريه و سكينة، من اخراج صلاح ابو سيف وتمثيل (نجمة ابراهيم –ريه) و(زوزو حمدي الحكيم –سكينة) و(رياض القصبجي – بدور عبد العال) و(سعيد خليل – حسب الله) ومثل الضحايا (سميرة احمد وبرلتني عبد الحميد ورجاء توفيق) والضحية الاخيرة (فردوس) مثلته زينات علوي ومثل انور وجدي دور ضابط البوليس واشترك في الفيلم ايضا فريد شوقي وشكري سرحان.. *وفي صيف عام 1953 انتشر الرعب في بغداد..وكان مصدره سينما الهلال الصيفي مكانها الان سينما الرصافي الشتوي –في الباب الشرقي حين عرضت فيلم (ريه وسكينة) اعلنت (الشيتات) والاعلانات عنه في الصحف البغدادية تحذر الاحداث واصحاب القلوب الضعيفة من مشاهدي هذا الفيلم الواقعي خوفا عليهم بالاضافة الى الاحاديث التي تروى من قبل مشاهدي الفيلم الى عوائلهم ومعارفهم عن احداثه وما تتركه هذه الاحاديث من اثار مخيفة. *ومن الطريف ان هناك فيلما اخر فيلم (ريه وسكينة) كان يعرض نهارا في سينما ميامي.. الشتوي اسمه (خانق الاطفال) احدث هو الاخر رعبا بين الاسر التي شاهدته، وكان هذا الفيلم الاجنبي يتحدث عن شخص مريض نفسيا يستدرج الاطفال عند خروجهم او دخولهم.. من والى مدارسهم ويغريهم ببعض الحلوى واللعب ويأتي بهم الى قبو (سرداب) يسكنه في احدى البنايات فيقوم بخنقهم ودفنهم في القبو، وكانت سينما ميامي، الشتوي تقع في الباب الشرقي، وامام سينما ميامي الشتوي الصيفي بالضبط في الساحة التي يشغلها الان مجمع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram