نعمان المحسنيحزم لياليه.... ونهاراته المنطفئة في حقيبة من جلد متهرئة بخطوط متعرجة المسافر يجلس في محطة مبهمة لا يريد مدينة اخرى وليس لديه اختيار ليبقى في مكانه
يجلس يحتضن بساقيه النحيلتين / الخطوط تبرز كأوردة ميتة / زرقة من أختناق ينتظر / قطارات تروح / قطارات تجيء/وهو على مصطبة من برد / انتظار عام يرتجف تحت خريف الريح / يرفع ياقته يرفع الاشرعة / أمواج من ثوان ودقائق تتصاعد كالاسوار يبحث عن شباك / عن ثقب / ليمرر منه بعض كلمات ما زالت متزاحمة تلمع فيه يرتجف تحت خريف الريح / وحين يقول وجدتها في قصائد المزاح / فأنه يحاول ان يغطي نفسه من برد الوحدةأنه يكذب / لم يجدها تلك التي دائما في انتظاره هي تمر أحيانا في خياله الجامح / برقاً خاطفاً وردةً تخلع الوانها توقفي قليلا أيتها الوردة / لماذا تنزعين عنك جمال الرقبة وبهذه السرعة الوردة صامتة وعنيدة / والارجواني يسقط ليناً على شوك كأنه مخالب قطط متوحشةانه يكذب / ولكنه ليس بالمسيءالكذب دفئ من معطف سراب / هو يرفع ياقته ليدفئ عنقه البارد.وتحت خريف الريح يزّر معطفه من أعلى / يالبهاء الدفءأنها لحظة / وهو تحتها /وانها كلمات أمل تتساقط كالوفر الدافئ / على مصطبة وحقيبة يحصرها بين ساقيه النحيلتين أنه ينتظرها والقطار القادم ستنزل منه / أنها الرابعة فجراً لقد تأخرت .....ولكن ضوء القطار أيقظه من يأسه وقف كقالب من ثلج / والضوء الملون يداعبه / يتداخل فيه / ستنزل من هذا السلم وبقي يتمعن في الوجوه المحطة فارغة / والسلم أبيض / وهو مازال واقفا مع حقيبة الجلد المتهرئ / جلد الخطوط المتقاطعة والنازلة بالاوهام بقي / والقطارات تصرخ / ذئاب فاغرة / غابة ذابلة / فارغة/ وهو كقالب ثلج / لا يموع / يتجمد أكثـر ينتظرها / بوضوح مشرق / ستاتي rn( لقد أحتاج الكولونيل لخمس وسبعين سنة التي عاشها دقيقة دقيقة ليصل الى هذة اللحظة فأحس بالنقاء والوضوح وبأنه لا يقهر). السطران الاخيران من رواية ماركيز ليس للكولونيل من يكاتبه Noaman _almuhsin@yahoo.com
الكولونيل ينتظر
نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:39 م