اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عمره يمتد لأكثـر من مائة عام..سوق الهندية بين عبق الماضي واريج الحاضر

عمره يمتد لأكثـر من مائة عام..سوق الهندية بين عبق الماضي واريج الحاضر

نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:47 م

كربلاء /المدى تميز العراق وعلى مر العصور بعراقة وتنوع ووفرة اسواقه، وسوق الهندية من تلك الاسواق التي مازجت بين عبق الماضي وعطر الحاضر. محاله تشبه آلاف المحال التي تفتح أبوابها على جانبي السوق المسقوف بالجذوع صفائح (الجينكو)  ولكنه قد يختلف لكونه سوقاً تراثياً يمتد عمره لأكثر من مائة عام وكان تجاره خليطاً من المسلمين واليهود والمسيحيين يوم كان العراق قرية صغيرة يسمع فيه الأخ أنين أخيه في أي مدينة كانت.
سوق طويريج أو سوق الهندية الذي لم تعد جذوع النخيل المنخورة أو صفائح الجينكو المثقوبة التي تسرب أشعة الشمس أو قطرات المطر على رواده  وكذلك ولم يعد المجرى الصغير الذي يقسم شارع الضيق وحده الذي ينقل المياه الآسنة ومياه المحال إلى فتحات المجاري ربما فقدت الطيور أماكنها وأعشاشها وكما يقول احدهم كان هناك لقلق يأتي كل موسم يقف فوق صفائحه العالية ولا يراه إلا الذين يراقبون حركته ولكنه يعيد قوله إن الطيور ستأتي لان لا احد يقف فوق سطح السوق من جديد غير الطيور المهاجرة والحمام الذي لم يعد يرسل الرسائل مع المحبين.,هذا السوق وجد أخيرا نفسه ينتمي إلى خارطة  التغيير ليكون بحلة جديدة ووجه آخر للتبضع..وفق  طراز إسلامي ومعماري حديث. البداية التأسيس لكل شيء بداية وبداية هذا السوق مع بدايات القرن الماضي كما يقول عنه يوسف حسن الحسني من مواليد قضاء الهندية عام 1924م ويعمل في صناعة (العقال العربي) منذ عام 1942م حين كانت طويريج طريقا إلى المدن الأخرى فهي إلى الغرب كربلاء والى الشمال بغداد والى الشرق الحلة والى الجنوب الشرقي النجف فهو أذن سوق يتوسط المدن الكبيرة..ويضيف.. وأتذكر جيدا انه قبل عام  1940 كان عبارة عن دكاكين قليلة ومتباعدة يمتهن أصحابها المهن الحرفية والتجارية البسيطة وانتشرت في تلك الفترة الخانات الكبيرة لتجارة الحبوب والتمور...وكان السوق مكشوفا وغير مسقف حتى بداية الأربعينيات من القرن الماضي عندما قام قائممقام الهندية آنذاك والذي يلقب بـ(ابن كبة) بالإشراف على توسيع السوق وتسقيفه ومنذ ذلك الحين لم يشهد السوق أية عملية تطوير تذكر. وعن ذكرياته مع السوق قال الحسني: كان السوق خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي ممرا لمسيرة ركضة (طويريج المسائية) في ليلة العاشر من محرم كما كانت تقام داخل السوق مجالس العزاء الحسيني واللطميات وكان من بين الذين يحيون تلك المجالس الشيخ احمد الوائلي والسيد قاسم (خطيب الهندية) والحاج جاسم النويني. المكيف بديلا عن (المهفة) أما السيد هادي مرتضى الحسيني الذي يعمل بزازا في السوق منذ عام 1952 فقد بين لنا التغيير الكبير وفي وضع السوق عما كان عليه قبل نصف قرن فقال: سوق الهندية اختلف كثيرا عما كان عليه قبل نصف قرن كان عدد المحال محدوداً والبضاعة تختلف عن البضاعة المعروضة حاليا لان السكان في تزايد مستمر والزمن تطور وأصبح الناس يشترون المكيف بدلاً من المهفة اليدوية والثلاجة بدلاً من الجرة وانقرضت الكثير من المهن التي كانت سائدة أيام زمان وحلت محلها محال الكومبيوتر والموبايل. واستذكر السيد هادي أصحاب المحال من اليهود في تلك الفترة وقال: إن عدد الساكنين في قضاء الهندية من غير المسلمين كان كبيرا قبل تركهم العراق ولقد شغلوا معظم الدكاكين في السوق ومازلت أتذكر (خضوري) بائع القماش و(هارون) صاحب محل الكماليات و(لية) البزاز وعزرا وموشي وغيرهم. وعن أهم الصناعات التي كانت سائدة في السوق آنذاك قال الحسيني.. ظهرت في قضاء الهندية وبحكم موقعه على نهر الفرات وكونه منطقة زراعية صناعة الطحين من محصول الحنطة وصناعة الأسرة من جريد النخيل وكانت أهم الصناعات صناعة مادة الدبس لان قضاء الهندية يشتهر بكثرة النخيل وإنتاج التمور وكان يصدر وبكميات كبيرة إلى المحافظات والدول المجاورة. التطوير والاهتمام لا يمكن لبناء أن يبقى على حاله لان التغييرات التي تحدث ربما تغير من معالمه طبقا للتطور الذي يحصل في ذات المكان ولان الأسواق هي عملة ووجه المدينة فان مسؤولي القضاء ارتأوا أن يحدث التطوير في هذا السوق الذي يتوسط شريان الحياة في طويريج الهندية. قائممقام القضاء عباس عبد الشمري يقول إن مشروع سوق الهندية الكبير احد المشاريع المهمة التي يجري تنفيذها في قضاء الهندية نظرا لمكانة السوق التاريخية والدينية..ولكن لا بد من أن أشير إلى إن المشروع قد واجه عدة عقبات قبل وأثناء تنفيذه تمثلت في اعتراض المواطنين من أصحاب المحال التجارية في السوق على تنفيذ المشروع بسبب إغلاق محالهم التي تعتبر مصدر رزق لعوائلهم طوال مدة العمل في المشروع ما دعانا إلى نقل معاناتهم إلى رئيس الوزراء أثناء إحدى زياراته للقضاء والذي بدوره وافق على تخصيص مساعدة مالية قدرها 800 مليون دينار لتوزيعها على أصحاب المحال المشمولة بالتطوير والبالغة أكثر من 80 محلا، كما اصطدم المشروع بعقبات ومشاكل فنية تمت معالجتها واحتواؤها بمتابعتنا المستمرة للمشروع وبتعاون الجميع سواء كانوا مواطنين أو مسؤولين..ويوضح الشمري أن مشروع تطوير السوق يتألف من عدة مراحل ولقد أنجزنا المرحلة الأولى منه والتي يبلغ طولها 135 م بكلفة مالية بلغت ملياراً و609 ملايين دينار من الخطة الاستثمارية لوزارة البلديات والإشغال العامة وقد قامت بتنفيذه شركتا (الميس وزمزم) هما الشركتان اللتان نجحتا في تنفيذ سوق الك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram