بغداد/احمد نوفل rnمن ساحة النصر وحتى ساحة الطيران كنا ننصت داخل سيارة نقل قديمة تعمل ما بين الباب الشرقي والكرادة الى مطرب شعبي وهو يترنم بأغنية جميلة وعفوية تسترعي الانتباه .
لا اعتقد بانها قد كلفت منتجها الشيء الكثير لا خراجها بهذا المستوى لانها اعتمدت على الاحساس الشعبي بالوطن والوطنية واستخدام الكلمة البسيطة المتداولة التي تدخل الاذان بيسر وسهولة لصدقها ولقربها من الذائقة الشعبية. ركاب السيارة جميعهم بدوا مستمتعين بها وبصوت مؤديها الذي يمتاز بصوت حنون يبثه بحماس للمستمع لا يخلو مقطعا من مقاطعها من كلمة عراق او كلة محبة او اخوة ومن تلك الكلمات الطيبة التي، لو زرعت في نفس المواطن لكان ثمرها (جنيا).في الوقت نفسه يتسنى للمواطن مشاهدة اعلانات مدفوعة الثمن لشركات وفضائيات تصب في نفس الجانب الذي تتوجه اليه الاغنية لكنها اي هذه الاعلانات مع تقنياتها وحجم المال العام الذي تم صرفه لإنتاجها لا توصل الرسالة المراد لها الايصال كما هو حال الاغنية الشعبية من فنان بسيط الامكانات لكنه غني بوطنيته ومؤمن برسالة الفن التي يمكن ان تجعل من الحياة اكثر اطمئنانا واكثر لحمة وتآخيا من خلال صدها للحملات المغرضة للخطب التي تحض على العنف والاقتتال لغاية لم تعد خافية.يمكن ان تكون الاغنية الشعبية باب من ابواب الدخول الى العراق الجديد الذي لافرق ما بين سهوله وجباله او بين غربه وشرقه .يتوجب علينا استثمار كل ما يمكن استثماره من اجل إشاعة ثقافة بديلة للثقافة التي ورثناها والتي لم نجن منها غير مر الثمر.
من الشارع ..أغنية فـي البال
نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:48 م