عبد الزهرة المنشداوي في ثقافتنا الشعبية اذا اردنا الاشارة الى من زاد وزنه وأندلق كرشه الى الامام شبهناه بالذي (يأكل بين عميان) اي انه قد استغل فرصة فراح يأكل لمجرد الأكل في وليمة عامة استغل فيها مدعوين كفاف البصر
فراح يلتهم ما امامهم ليفرغه في جوفه غير عابيء بهم لذلك يحصل على كرش عظيم يعتبره بمثابة البرميل الذي يخزن فيه الطعام لعام مجاعة او شظف عيش. المعروف ان الاجر او ما نطلق عليه الان الراتب الشهري ما هو الا مكافأة على جهد مبذول وساعات عمل محددة.هناك من يتسلم الراتب على أساس جهد فكري وهناك من يتسلمه لجهد عضلي وبالنتيجة ان هناك فائدة من العمل الذي انجزه كل منهما لخير المجتمع .المواطن عندنا جلب انتباهه الرواتب الشهرية المخصصة لاعضاء مجلس البرلمان وهاله ضخامتها التي لم يعهدها من قبل .وزارة المالية تذكر في تقاريرها ان الرواتب السنوية المخصصة لاعضاء البرلمان تبلغ مليار دولار سنويا وهو مبلغ ليس بالمبلغ الهين بالنسبة للميزانية العامة يمكن ان تفتح به مصانع للعاطلين عن العمل ويمكن ان يعالج به مئات من المرضى ليس في داخل العراق بل في خارجه .جريدة المدى سبق وان التقت باحد اعضاء البرلمان الفرنسي وذكر بان الاعضاء في هذا البرلمان لا يتقاضون رواتب ثابتة بل مكافآت وعلى ما اذكر حددها بخمسة الاف( يورو) ومن لا يتم ترشيحه لعضوية ثانية فانه لا يتقاضى راتبا تقاعديا مثلما الحال عندنا بل يقتصر الراتب التقاعدي على من خدم عشرين دورة برلمانية .الاعضاء عندنا تقاضوا راتبا تقاعديا لمجرد انهم امضوا ستة اشهر. !بعض البرلمانيين الذين التقيناهم قبل ان يتم ترشيحهم لدورة برلمانية ذكروا لنا بان الرواتب في البرلمان مبالغا فيها وانهم ان تم فوزهم فسيعملون جاهدين من اجل تقليص هذه الرواتب لكنهم عندما تحقق لهم ما ارادوا صمتوا صمت القبور .رواتب اعضاء البرلمان ومنذ تشريعها كانت مثار تساؤل المواطن البسيط وهو الذي يعرف بان غالبيتهم لا يلتزمون بوقت او بذل جهد يذكر وجلهم من الذين يقضون اوقاتهم في عواصم العالم من تلك العواصم التي تشتهر بجذب السياح الاثرياء لقضاء اوقات لايمكن وصف سحرها ولكن مقابل مبالغ طائلة في الوقت الذي يعيش فيه اغلب المواطنين في ضنك العيش وانعدام الخدمات.المواطن كما ذكرنا استنكر اكثر من مرة ورفع صوته من خلال وسائل الاعلام مطالبا بإعادة النظر بهذه الرواتب التي ( ما انزل الله بها من سلطان ).فالمال العام وثروة العراق اذا حسبت على مدار دورات البرلمان المستمرة في المستقبل فانها ستكون حكرا على فئة صغيرة من متقاعدي البرلمان فقط بطريقة التراكم . الحق كل الحق للمواطن العاطل عن العمل والمتقاعد الذي لايفي راتبه متطلبات الحياة اليومية ان يرفض رؤية البرلماني يتقاضى ما يتقاضى من الخزينة العامة بينما يعيش هو في ضائقة وعسر بينما ترفع الدولة شعار المساواة والعدالة .لا يمكن لمرفه ان يدعي تمثيله لمتقاعد يشكل راتبه نسبة يمكن ان تعادل اعشار المائة من راتب ممثله الذي ليس له سوى العيش في اعلى هرم من الاهرامات الاقتصادية فلا يتسنى له رؤية من تحته لكي يطرح في جلسات البرلمان ما يحسن من مستواه المعيشي هذا بطبيعة الحال ان تكرم وحضر الاجتماعات الدورية.
شبابيك :رواتب ضخمة!
نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:51 م