TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > البرشا والريال ينسيان الشارع العراقي بعض أزماته

البرشا والريال ينسيان الشارع العراقي بعض أزماته

نشر في: 25 إبريل, 2010: 07:50 م

بغداد/ وائل نعمة ارتدى قميصه الرياضي ذا اللون الازرق والاحمر الذي يحمل الرقم 10 ، وهم بالخروج الى احد المقاهي القريبة من البيت حيث يتجمع الاصدقاء امام شاشة التلفزيون، حينها بدأ الصراخ والحماس يتصاعد شيئا فشيئا مع تصاعد الدخان المتطاير من السكائر والاراكيل ،
بعض الحضور من الشباب لم يتماسك وفقد اعصابه فبدأ يدق الطاولة التي امامه بقوة معصمه ما سبب ازعاجا لصاحب المقهى الذي كان يضطر بعد حين الى ان يلملم بقايا اكواب الشاي المهشمة من على ارضية المقهى .هذه مشهد من مقهى بغدادي يعرض لجمهوره مباراة بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة  الاسبانيين ، الاسمين الاكثر انتشارا والاقرب الى قلوب الكثيرمن العراقيين ، وتحديدا فئة الشباب ،من اي شيء اخر . ظاهرة يتسع الكلام ويطول فيها حيث تبدأ خيوط الظاهرة الى مابعد 2003 تحديدا مع ظهور ( الستلايت ) هذا الجهاز الذي اطلع العراقيون من خلاله على العالم وجعلهم يشاهدون اشياء لاول مرة ، بعد ان كان النظام السابق يعتبره من المحرمات والابتعاد عنه من ضرورات المرحلة! اتسعت ظاهرة « البرشا « و»الريال» كما يحلو ان يسميهما العراقيون، هذان الفريقان اللذان تبعدنا عنهما آلاف الأميال  ولاتوجد بيننا مشتركات غير ايام العهد الاندلسي الذي غاب وانتهى، فاليوم يتحول الغزو الاسباني الى العراق ولكن دون سيف او مدفع انه غزو رياضي يشتعل كما تشتعل النار في الهشيم بين الاوساط العراقية بتنوع ثقافاتها ومستواها العلمي وتعدى حتى حاجز الرجل والمرأة ولم يصبح الامر ذكوريا بل شاركت النساء بكل عفوية وحرية من دون ان يخضعن الى نظام الكوتا .يقول انا « برشاوي» فمن اين لك هذا اللقب هل هو جنسية ام  قومية ام «موضة « ام ماذا؟ يرد انا «برشاوي» لاني احمل علمهم فوق صدري وشعارهم على ظهري ولاتفوتني لعبة إلا وحضرتها ، واستشيط غضبا لخسارتهم وافرح بالدموع حين ينتصرون . احمد ذو الـ 15 ربيعا لا يعرف من اسبانيا غير اسمها لكنه يعرف الكثير عن فريق «برشلونة« من اسماء اللاعبين وارقامهم والاجور التي يتقاضونها والكثير من التفاصيل الاخرى، يعتقد احمد بأن فريقه المفضل يلعب بروح قتالية تبعث في قلبه الحماس تدفعه بأن يشاهدهم! في حين حسن في العقد الثاني من عمره لايستطيع ان يكمل اي مباراة يلعب فيها  فريق « ريال مدريد « فريقه المفضل ، خوفا من الخسارة ، لان خسارة الفريق قد تصيبه بأزمة قلبية او الحماس يدفعه الى تكسير اثاث البيت !ولايستطيع الشاب عمار مجيد «27»عاما الخروج للقاء اصدقائه عندما يخسر البرشا ، لان اصحابه جميعا رياليون ، ويخشى من ان يتعرض الى السخرية من رفاقه نتيجة خسارته ، بينما يعاني ابو أحمد من كثرة اسئلة زوجته له اثناء مشاهدته المباراة، ويقول: لقد اضطررت أكثر من مرّة الى ان اوبخ زوجتي على إلحاحها وحدثت بعض المشاكل البسيطة بيننا لهذا السبب.هذه الظاهرة جعلت الاطفال يصرون على شراء الملابس الرياضية الخاصة بهذين الفريقين من القمصان والاحذية وحتى ( الجوارب) تحمل نفس الالوان وشعار الفريق ، ويتجمعون امام شاشات التلفزيون ليشاهدوا المباريات وبعدها يبدأ الشجار. ولا تستثنى النساء من ربات البيوت وطالبات الجامعة وحتى المهندسات ، احد مشجعي برشولنة يقول ان زوجته المهندسة دؤوبة على مشاهدة المباراة ، حيث يقول حسام (موظف) «زوجتي تتصل بي في العمل وتخبرني بموعد المباراة ونجلس نشاهد المباراة معا.في حين جلال محمد (مدرس) يقول: كنت غير مهتم في السابق بهذه الظاهرة واكره كرة القدم بشكل عام ، ولااحب الخوض في نقاشات كروية ، ولكن الكلام الكثير حول هذين الفريقين جعلني ابحث في القنوات عن مبارياتهم بل ذهبت لاشتري جهازاً يمكنني من رؤية القنوات الرياضية المشفرة . وبائعو ( الستلايتات ) دائما يعلنون في محلاتهم وعلى النوافذ ،  كتابات تشير الى أن لديهم اجهزة «وكارتات» تسمح لك بمشاهدة الدوري الاسباني على القنوات المشفرة !الظاهرة اخذت مديات اكبر حيث يذكر كريم محمد ( صحفي ) بأن هناك روابط تشجيع ومطاعم تحمل اسمي هذين الفريقين في المناطق الشعبية ، والشارع يخلو من المارة خصوصا اذا كانت اللعبة تجمع الفريقين ، بالاضافة الى وجود البوسترات والشعارات التي تكتب على الجدران والتي تشجع هذا الفريق وتندد بالفريق الاخر ، ويعتقد بأن هذه الظاهرة تزيد حالة التدخين عند الشباب والاسراف في شرب النرجيلة ناهيك عن الشجارات التي تحدث من جراء مشاهدة هذه المباريات .ويرى البعض ان  اللجوء الى تشجيع الفرق الرياضية يعود الى الفراغ  الثقافي من شحة السينمات والمسارح ومعاهد الموسيقى وقد ملأت كرة القدم هذا الفراغ ، في حين تأخذ مدى سياسيا حينما نجد عمار حامد يشجع فريق برشلونة باعتباره فريقا يمثل شعبا انفصاليا من طبقة فقيرة من اقليم « كتلونيا « الاسباني الذي يريد الاستقلال  عن المملكة الاسبانية ، في المقابل فريق «

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram