عبدالله السكوتي يحكى ان فلاحا اصطحب معه حماره وثوره ، وانتقل بهما من مكان الى مكان آخر ، فادركه الليل ، فنام قريبا من الطريق، واتفق ان كانت تلك الليلة ، ليلة القدر ، ففتحت ابواب السماء ، والدعاء فيها مستجاب ، فاستغلها الحمار والثور ، فدعا الاول ربه ان يكون ملكا ،
ودعا الثاني ربه ان يكون وزيرا ، فاستجيبت دعوتهما ، ثم انهما ايقظا الفلاح ليدعو ربه بما يتمنى ، واعلماه بدعائهما وانهما اصبحا الان ملكا ووزيرا ، فما كان من الفلاح الا ان رفع يديه الى السماء ، وقال : (يارب اخذ امانتك ) ! فما نقول نحن وكثير من الامعات ، صنفوا على اساس هذا امير دولة العراق الاسلامية وذاك والي بغداد ، والاخر وزيرا للداخلية ، اما الدولة فهي عبارة عن بيوت من الطين في منطقة مقطوعة ، ملاجئ وحفر ، والامراء والوزراء يخرجون من تحت التراب متسخين لايعرفون عن الانسان سوى انه قابل للقتل ، من المؤكد سنردد مقالة الفلاح المسكين ؛ وكان من المفترض ان يأخذ الفلاح السوط ويعاملهما ذات المعاملة القديمة ، بدلا من ان يدعو على نفسه بالموت لانه لم يعد يتحمل رؤية الحمار ملكا والثور وزيرا ، ونحن مع الرأي الاول في اننا يجب ان نعامل القاعدة بنفس اسلوبها ، والا مادمنا نعطيها حرية الحركة ، ونفتح امامها الآفاق ، لاتتردد في قتل المزيد .ومن الطبيعي ان يكون هؤلاء الملوك والامراء والوزراء والولاة ، هم من شذاذ الاحزاب والمنبوذين او المطرودين من بلدانهم لأسباب متعددة ، وهؤلاء ايضا عانوا من عقد عديدة ، ولذا لم يكن باستطاعتهم ان يتعايشوا بسلام مع اقرانهم ، يمتلكون عقدة نفسية كبيرة دعتهم الى هذا السلوك العدواني غير المبرر ، والا فمن منكم شهد احد مؤسسي او اعضاء القاعدة جلس على مائدة للمناظرة او حتى لشرح اهدافه مهما تكن، لماذا لا يصرح هؤلاء بأهدافهم ويقولون ماذا يريدون ، ارأيتم منهجا واضحا لهم ، ام رأيتم طريقا مرسوما ينادي بالحرية او التحرير او ماشابه ؛ انهم يمتلكون اجندة واحدة وقناعة واحدة هي القتل والقتل فقط ، وهذا يعود ربما لسبب نفسي قد يكونون قد اكتسبوه في مراحل الطفولة الاولى اثناء نشأتهم في اسر غير سوية.طبعا جميع المجتمعات تحتوي مثل هؤلاء وتضم منهم الكثيرين، لكنهم يبقون في اطار المدينة، حيث يشكلون عصابات تتألف من عدة اشخاص لايحظون بدعم دولي ، ولذا سرعان ماتنهدم بنيتهم ويذهبون الى السجون او يموتون بأسلحة شرطة تلك الدولة او المدينة ، اما هذه الكارثة المسماة بالقاعدة والتي خلقت في ظروف استثنائية ولأهداف محددة ، فقد توسعت واستوعبت الكثير ممن يحملون بداخلهم ظلام السنين الماضية ، ويشتملون على عقد نفسية واجتماعية ، والقسم الاخر منهم يحملون تشوهات خلقية ، وبحسب عادات وتقاليد مجتمعاتنا الشرقية جعلنا كل ذي عاهة جبار ، فحاصرناه بقسوة افكارنا وخلقنا منه مجرما في داخل حدود المدينة ، هيأناه وفكره وتطلعاته فريسة لاية ايديولوجية غيبية ، بمجرد ان يطلق لحيته يصبح صيدا سهلا، لحور العين التي حرم منها في الدنيا فهو اما محروم بحسب مجتمعه المغلق،او خجول يحمل عقده النفسية معه اينما حل، ولذا تراه يعاني ليصل الى حور العين بأقصر الطرق وهي السيارة المفخخة .دعوة مخلصة لكل عناصر القاعدة الى ان يراجعوا أنفسهم ويعترفون بجرائمهم امام المرآة ليروا لماذا يقتلون البراءة ، لماذا ترجع العصافير الى اوكارها في الغروب لتحدث ضجة في مرتفعات النخيل ولايعود الانسان لأن القاعدة فخخت سيارة وقتلت من لاتعرف ، بربك اتعرفني حتى تقتلني ، وليخرجوا من عقدة الذنب فهم ليسوا مجاهدين ولا مقاتلين ولايدافعون عن شيء سوى افكارهم السود وآرائهم المتطرفة.
هواء فـي شبك :( يارب اخذ امانتك )
نشر في: 25 إبريل, 2010: 08:23 م