بشار عليوي/ بابلrn أُفتتحَ في كاليري عشتار بمدينة الحلة, (معرض الطبيعة المُشترك بين الفنانَيّن كاظم نوّير وأياد الشيباني) والذي نظمتهُ جمعية عشتار للفن التشكيلي . وشهِدَ المعرض الذي ضمَّ أكثر من 30 عملاً لكِلا الفنانين , إقبالاً كبيراً من قبل فناني ومثقفي المدينة.
وخلال تجوالنا في المعرض , إلتقينا بالناقد والفنان التشكيلي د. عاصم عبد الأمير حيثُ تحدث إلينا عن الأعمال المعروضة بالقول ... إن رسوم كاظم نوّير وأياد الشيباني , تبدو مُنسجمة على خلفية توحيد الخطاب نحو هدفٍ واحد تكون أرياف الفُرات الأوسط والطبيعة العراقية قاسماً مُشتركاً وأولوية دون مُنازعْ . فكاظم نوّير يمضي قُدماً في الإتخاذ من جماليات الريف العراقي مُناسبة للعب على المشاهد التي تستجيب لخبرة أدائية في إحداث تحويلات إسلوبية شتى تجعل من الإزاحة مبدأ يُقربُها من لغة الرسم شعوراً وحاجة لاشعورية لا تسجيلاً محضاً , ما يُقلص المسافة مع وسائل التعبير التي عرفناها في رسومهِ التحديثية . . ومن وجهة أُخرى , تبدو رسوم أياد الشيباني أكثر إنصياعاً لذهنية تشربت بإغواءات الدرس الأكاديمي , فربما يكون الشيباني شغوفاً للآن لممارسة دروس فائق حسن في أحضان الطبيعة شمالاً وجنوباً وليست رسوم الشيباني إلا إحياءاً لمنهج لا نُريدهُ أن يندثر . أما الفنان أياد الشيباني فقال عن مُشاركتهِ هذهِ ( بالنسبة لأعمالي المعروضة هُنا , يجد المُتلقي أن ثُمة تزاوجاً ما بين الإسلوب التجريدي والواقعي حيثُ كانت إشتغالاتي الفنية وعلى مدى أكثر من عقدين تقع ضمن منطقة الواقعية رُغم وجود بعض التغيير الذي طرأ على هذا الإسلوب كنتيجة حتمية للتغيرات غير المُنمطة للحراك اليومي المعيش . عموماً هُناك إختزال للمُفردات المُعبرة عن ماهية الطبيعة في لوحاتي عبرَ تبسيط هذهِ المُفردات بعد ترحيلها من حالتها الإيقونية الأولى الى حالة وصفية ليست بمُغايرة لصورتها الأولى . فيما قالَ الفنان د. كاظم نوّير , إنَّ إقامة هذا المعرض دعوة للإحتفاء بالطبيعة وجمالياتها , وكما هو معروف عن إسلوبي أبتعادهُ عن هذا النوعية من الأعمال وقد تمَ إختيار مجموعة من أعمالي المُنتمية لفترات زمنية مًختلفة , أجد في هذهِ الأعمال تحولات في التجريد عبر الإحساس بالزمان والمكان _ البيئة الريفية حيثُ كانت جميع أعمالي مُنصبة على تجسيد الطبيعة في أرياف الحلة والديوانية. تجد أيضاً أن هُناك مُعالجات على صعيد التماهي مع أجواء المكان وإيحاءاتهِ الجمالية وبإعتقادي أن هذهِ البادرة من جمعية عشتار بدعوتها لنا , قد أعطت ثمارها المُتجسدة بهذا الإقبال الكبير على المعرض من قبل فناني ومُثقفي المدينة , ورُغمَ أن هذهِ الأعمال مُستقاة من الطبيعة لكنها ذات انساق حداثوية _ تجريدية . يُذكر أن الفنان كاظم نوّير هوَ من مواليد الديوانية عام 1967 , دكتوراه فلسفة فن , وهوَ أُستاذ بكلية الفنون الجميلة _ جامعة بابل , حصلَ عام 1997 على الجائزة الأولى بمسابقة جواد سليم قاعة أثر , والجائزة الأولى في النقد التشكيلي بالإمارت العربية , أقام سبعة معارض شخصية داخل وخارج العراق , لهُ مُقتنيات في العديد من دول العالم . أما الفنان أياد الشيباني فهو من مواليد الديوانية عام 1964 , بكالوريوس رسم , شارك في ثلاثة معارض للطبيعة مع الإستاذ فائق حسن , حصل على الجائزة الأولى بمعرض الطبيعة 2007 .