TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مكاشفة: حكومة خدمات جديدة

مكاشفة: حكومة خدمات جديدة

نشر في: 26 إبريل, 2010: 04:59 م

كاظم الجماسي ربما بات مكرورا الكلام عن الاضرار المتعاظمة التي ماانفكت تكتم انفاس المواطن وتكبده خسائر لاقبل له بها، حتى امست قاعدة للوتائر التي تنتظم حياته، وان صادف ان حاز على حق بسيط من الركام المهدور لحقوقه كمواطن ابدى استغرابا ودهشة لطول ما اعتاد على هظم حقوقه.
ومناسبة اعادة التذكير بهذه الموضوعة، الاحتدام، ولااقول العراك، الحاصل هذه الايام للاستحواذ على كراسي المناصب بين القوى الفائزة بعد ان القى مارثون الانتخابات العامة رحاله مؤخرا.لقد اثبت المواطن العراقي المرة تلو المرة وعيا مترفعا على الالام والمصائب المترادفة عليه، حين واجه كل تحديات الارهاب وخيبات الامل المتتالية وقسوة الجوع والعوز بفعل البطالة وارتفاع معدلات الغلاء، فضلا عن التدني المريع في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية وأساسيات العيش من طاقة كهربية او ماء صالح للشرب او توفر المحروقات وغيرها من الضرورات اليومية.ان مايحتدم بشأنه المحتدمون ليس كراس للمناصب الحكومية فحسب، وانما هي في الواقع تمثلات لوظيفتين رئيستين فقط، الاولى تفترض على وفق السياقات العملية لمفهوم الدولة الحديثة ان الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان والوزراء ومن تبعهم من مدراء وموظفين على اختلاف درجاتهم وفوق الجميع من بعد ومن قبل رئيس واعضاء المحكمة الاتحادية، ان اولئك جميعهم موظفين مكلفين باداء خدمة عامة، حدد افقها ومناطق اشتغالها النظام الحكومي العام والمسير بسلطة القانون.والوظيفة الرئيسة الثانية تتكفل بأدائها الموجهات النفعية الانية من مصلحة حزبية او فئوية او شخصية، وقد انتنت روائحها الكثير من تجارب الدورة الانتخابية المنتهية سلطتها، وشكلت بالاضافة الى ذلك تصورا شاذا رسخ في عقل وضمير المواطن مشوبا بخيبة الامل والاستياء العامين، وبات الحديث عن الفساد ولصوصية بعض مفاصل الحكومة حديث الناس في الشارع والمقهى والسوق واماكن العمل، وراح المواطن يضيف الى قائمة خيباته المتواصلة خيبات متعددة كلما سمع وعدا بتحقيق انجاز هنا اومشروع هناك طيلة السنوات الاربع الماضيات، فضلا عن هشاشة مزمنة في اوضاع البلد الامنية، الامر الذي ترك ولم يزل اثارا نفسية واجتماعية واقتصادية ربما اقل ما توصف به اوضاعا كوارثية.شاعت تسمية (البغددة) في اوساط العراقيين كناية عن الترف والرفاه المزعومين لعيش العراقي، ولم ينعم ولو بجزء ضئيل منهما طوال التاريخ المعاصر، بل كابد، على العكس من ذلك، كل صنوف القهر والاستلاب والقسوة عبر امتهانه وهظم حقوقه الانسانية قبل المدنية، وظل مسلسل الامتهان ساريا متمثلا في الغياب الكبير لأستحقاقات الخدمات التي من دونها لن يكون هنا اي معنى واقعي لمفردة مواطن او اي انتماء للشعور بالمواطنة.والعراقي اليوم بحاجة عظمى لمن يقرأ خرائط معاناته ومكابداته قراءة جادة مخلصة متجردة عن الغرض الجهوي او الفئوي او الشخصي، ولعل من ابسط ديونه على أولي الامر، من الساسة المتعاركين اليوم، بعض الوفاء لتضحيات هذا العراقي المهظوم الذي اثبت انحيازه المطلق للحياة حين تحدى كل قوى الظلام النتنة، وعانق صناديق (الدنيا) صناديق الاقتراع التي منحت ساسته الاجلاء شرعية الترشيح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram