د.عبد الجبار عبود الحلفي / جامعة البصرة تتصف أسواق النفط العالمية بحالة من عدم اليقين منذ العام 1973 ، تقريبا" عندما جرى التصحيح الأول لأسعار النفط ، ومنذ العام 1980 إلى العام 2009تقلبت أسعار النفط أكثر من ثلاثين مرة جدول (رقم 1).
ومعظم هذه التقلبات تعود الى العوامل منبعها في الدول المتقدمة صناعيا"المستهلكة الرئيسة للنفط الخام ،وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية لقد كانت أوبك تهيمن على 50%من الطاقة الإنتاجية العالمية حتى أواسط الثمانينيات ، لكنها بعد ذلك أخذت تفقد حصتها في السوق العالمية ليصل إلى اقل من 40%إذ ان ارتفاع الاسعار بعد العام 1973 حفز الدول الصناعية على تأسيس الوكالة الدولية للطاقة (IEA ) فتحت الوكالة جبهة مضادة للأوبك لتحجيم نشاطها وتقيد اكتساب حقوق أعضائها في أسعار مجزية وتنمية بلدانها وشجعت البلدان الاخرى خارج اوبك على زيادة التحري والاستكشاف والانتاج . وخلال المدة (1973 -1987 )ارتفع الانتاج من خارج اوبك بنمو 8 ملايين ب/ي (بما فيها 3 ملايين ب/ي من بلدان OECD) )خاصة من بحر الشمال انغوك والمكسيك وكندا ، ثم ازدادت حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة حيث ارتفعت حصته من 12 %سنة 1990 الى 24,5 سنة 2008 ومن المتوقع ان يرتفع الى نحو 25%سنة 2020 بسبب تزايد استخدامات الغاز كطاقة نظيفة ورخيصة الثمن . وكان للتوقعات اثر عميق في تقلبات الأسعار العرض والمخزونات فبعد العام 1986 ،حيث انهارت الاسعار في مطلع العام 1986 لتصل الى 13 دولاراً للبرميل ساد اعتقاد بأن عصر النفط سوف ينتهي اذ شرعت شركات النفط الكبرى ومنها شركة شل وبرش بتروليوم وتوتال وغيرها ووكالة الطاقة الدولية بإصدار توقعات توحي بأن الطلب سوف يتناقص وان الأسعار سوف ترتفع كثيرا" وان العرض سيزداد من خارج أوبك مستندين بذلك على نظرية منحنى كنك هبوبرت بخصوص الاحتياطات وبلوغها مرحلة النضج (Peak oli )وكان تقرير(pb) الصادر في سنة 1987 قد خلص الى ان انتاج النفط العالمي سينخفض في التسعينيات من القرن الماضي بعد ما انخفض عدد الحقول العملاقة المكتشفة ،وبقي سعر النفط منذ العام 1980 حتى سنة 2000 يحوم حول 20 دولارا" للبرميل ، ولعبت المملكة العربية السعودية دور العامل الموازن للسوق وامدادات النفط في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي من خلال طاقتها الانتاجية الضخمة 12 (مليون ب/ي ) حاليا" . rnالمبحث الاولالاسواق النفطية في الوقت الراهن:تسير مجريات الامور في الاسواق بغير ما تشتهي الدول الصناعية فمنذ العام 2004 وصل ارتفاع الاستهلاك من النفط الى مستويات قياسية في العام2005 اذا ارتفع بنمو 3 مليون ب /ي خلال عام واحد ،اي نحو ضعف نمو الطلب في السنوات السابقة، مما حدا ببعض المحللين الى رفع توقعاتهم بنمو الطلب على النفط في المديين المتوسط والبعيد من نحو (ا-1,5 % ) الى (1,5-2 % ) سنة(2010 - 2020 ). لقد كانت سنة 2005 سنة استثنائية عندما ارتفع الى 84 مليون ب/ ي بزيادة تجازوت( 2) مليوني ب/ي على سنة 2004 وكانت لذلك أسباب عدة منها :1- تراجع النمو في الانتاج من خارج اوبك.2- الاعاصير الامريكية التي عطلت الاستخراج من خليج المكسيك.3- تباطؤ نمو الانتاج الروسي.4- الانخفاض الكبير وغير المتوقع في انتاج بحر الشمال.5- وفي اواخر شهر من العام 2007 كانت الاسعار تحوم حول 90 دولارا" للبرميل وكان التوقع يسير الى بقائها كما هي . . اذا لم يكن هناك أي سبب اقتصادي يدفع باتجاه تقلباتها فضلا" عن اساسيات السوق فإنها كانت راكدة،لكن الأسعار شرعت بالارتفاع في العام 2008 بشكل غير متوقع لا يعكس أساسيات السوق ولا النظرية الاقتصادية حتى وصلت الى 147 دولارا" للبرميل في تموز 2008 حتى ان بعض المحللين ومراكز صناعة القرار النفطي توقعت الاستمرار بالارتفاع ، الا ان الواقع غير ذلك ، فاسواق النفط مثل غرفة مظلمة لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الظلمة غدا"، الجداول (2 ،3، 4) rnمستقبل النفط العراقي.. والمتغيرات الخارجيةفي ضوء ما تمخضت عنه جولات التراخيص النفطية الاخيرة بين العراق و شركات النفط العالمية فمن المؤمل ان ينتج العراق 11 مليون ب /ب في العام 2016 منها 9 ملايين ب / ب للصادرات..و السعر المحتمل100 دولار للبرميل. فالعوائد تكون بنحو 324 مليار دولار سنوياً يضاف اليها صادرات الغاز و منتجاته المصنعة فيكون العائد الاجمالي السنوي 350 مليار دولار هذا إذا صدقت الشركات الاجنبية في وعودها و تعاقداتها مع الحكومة.هناك اكثر من سيناريو لمستقبل النفط العرقي في المستجدات الخارجية. أذ أن السؤال المطروح هنا: هل تستوعب السوق النفطية هذه الكميات الضخمة من النفط خاصة و ان الدول الاخرى من أوبك وغيرها ستطرح كميات اضافية بعد ما تزيد من طاقتها الانتاجية لغاية سنة 2016 اذ ان هذه الدول ستنتج الاتي:العراق 12 ملايين ب/بالسعودية &
النفط العراقي في ظل المستجدات الخارجية
نشر في: 26 إبريل, 2010: 06:20 م