ترجمة :اسلام عامر انه رجل يافع يرتدي بدلة ليست بمقاسه يجلس في مكتب المدير أسفل صور لحكماء افغانستان معلقة على الحائط، في الواقع لا يوجد مدير في تلك الغرفة الا ان ذلك الشخص قال انه سيستأجر واحدا حال وصول الزوارو لربما سيقوم بجلب المزيد من الكراسي
و الاقلام الرصاص ايضا.»ان الحاجة ملحة لفتح مثل تلك المدارس الخاصة و اني افعل ذلك ليعود علي بالفائدة و على رجال بلدي كذلك» ذلك ما قاله عبد الله عازم راوي الماجد و هو مالك ٌ لأحدى المدارس التي سماها على اسمه.»لم تعد المدارس الخاصة مقتصرة على اولاد الاغنياء بعد الآن فحتى اولئك الذين يجرون العربات في الشوارع يرغبون في إدخال أولادهم في مثل تلك المدارس ليتسنى لهم التنعم بحياة افضل»فلا نهاية لتلك اللائحة الطويلة من تلك المشاكل التي يخوضها البلد ولا نهاية لهؤلاء المنتهزين تلك الفرص و من يحلم بالمستقبل.ان الامر ذو اغراء اكبر هو المدارس الخصوصية و ذلك لان المدارس العمومية هي عبارة عن مؤسسات عامة غير ممولة بالمستوى المتوقع الذي يتناسب مع مستوى نخبة الاثرياء او العائدين من المنفى و الذين يبحثون عن نفس مستوى التعليم الذي تلقاه اولادهم خارج البلاد. فتح الماجد مدرسته حال وصول الكتب و حال يباس دهان الجدران. ينقصه الكثير فلا يملك في كادره التدريسي الا اثنين من المعلمين الحاصلين على الدبلوم في التدريس في المدارس الثانوية. غرفة جهاز الحاسوب عمل ٌ قيد الانجاز لكن توجد لعبة باربي في روضة الاطفال.لم يرتد ماجد وهو مصلح اجهزة الحاسوب الكلية قط لكنه سيؤكد للزائر الذي سيأتيه ان مدير المدرسة سيكون لديه اوراق تثبت اهليته لادارة المدرسة.»كانت هناك الكثير من المشاكل مثل التحايل و الخداع فضلا عن معايير التدريس الضعيفة» هذا ما قاله نجيب نورستاني الذي يشرف على المدارس الخاصة و يراقبها لصالح وزارة التعليم.»نحن نبذل قصارى جهدنا لجعلهم ينصاعون لقوانين وزارة التعليم اني اشغل منصبي منذ خمسة اشهر و اعمال الانتهازيين هؤلاء في تراجع»»المدارس الخاصة مهمة في هذا الوقت حيث انها تقلل من الضغط على المدارس العامة و هي ترفع بذلك كبيرا من العبء عن كاهل الدولة»لقد تم افتتاح اكثر من 280 مدرسة خاصة في انخاء البلاد خلال السنوات الثلاثة الماضية معظمها في كابول. و انهم يسلطون الضوء على رغبة البلد المتمثلة بالحراك و ترك سنين القمع تحت سلطة طالبان خلفهم لكنهم يعكسون في ذات الوقت عدم قدرة البلد على توفير الاستقرار و الخدمات الرئيسية.الا ان المدارس الخاصة تمثل خطرا من ناحية اخرى ففي بناء البلد سيتمخض نظامان من طبقات التعليم و التي ستترك الطلاب من البيوت الفقيرة وراء ظهرها و خصوصا في المحافظات الفقيرة التي تحتلها القوات العسكرية.و إٍنتُقٍدَت بعض المدارس الخاصة لتأكيدها على اللغة الانكليزية و تعليم اللغات الاخرى مثل (الدارية و الاشتية) امام قصور ٍ في تعليم التاريخ و الثقافة.الردهات في مدرسة زاركونا العامة وسط مدينة كابول رطبة ٌ جدرانها و سقوفها تسرب الماء و صفوفها تضم ما متوسطه 60 طالبا معظمهم لا يجلسون على الكراسي و يحصل المعلم على 90 دولارا شهريا كانت البناية التي تستغلها المدرسة حاليا مركز تدريب ٍ عسكرياً لكن تجلس صفية جان الان مرتدية ً معطفا ً اسود بالقرب من الموقد في غرفة المدير متحكمة بامور المدرسة.يعيش ما يقارب 70 بالمئة من طلاب هذه المدرسة في الفقر فالكتب المنهجية المستخدمة قديمة.و رفضت المديرة طلب فتاة ٍ في التسجيل بالمدرسة قائلة ً بانه لا يوجد ما يكفي من الرحلات الدراسية.تعي جان ماهية الأعباء التي تواجهها المدرسة و طلابها لكنها تقول ان التعليم العمومي في تطور بالرغم من هذا.»لو اتيت الى هنا بعد مغادرة طالبان فإنك لن تجد الرحلات و الان فإننا نملكها حتى و ان كانت قليلة لكننا سنتحسن شيئا فشيئا فأذا توقفت الصراعات و سمحت لن البلدان المجاورة بأن نعمل فإننا سنحصل على نظام ٍ تعليمي جيد في غضون خمس سنوات»و أضافت صفية جان:»انظر حولك في ساحة اللعب و في الشارع ، في ساحة المرور سترى اللافتات و لوحات الاعلانات الخاصة بالمدراس الخصوصية»»انهم يستثمرون و يعملون فحسب بل انهم يخدعون الطلاب ايضا فليس المعلمون مؤهلين للتدريس انهم يحصلون على الكتب من باكستان لذا يعرف الطلاب الكثير عن تاريخ باكستان لكنهم لا يعرفون سوى القليل عن تاريخ افغانستان، فلدينا الكثير من الطلاب في مدرستنا أحضرهم ذووهم الى هنا بعد ما ان سجلوهم في تلك المدارس»لكن العديد من تلك المدارس الخصوصية فيها صفوف ٌ صغيرة و رحلات و كراسي لكل الطلاب فضلا عن المكتبات و اجهزة الحاسوب و الكتب الجديدة و المعلمين الحاصلين على درجات ٍ جامعية. فيتم انشاء هذه المدارس في البيوت الكبيرة (الفللّ) او في المباني التي تم تجديدها حديثا.فانهم يسعون الى تحقيق جو ذي طابع غربي يستلهمونه من رغبة الآباء الذين يريدون التضحية من اجل اولادهم ليتخلصوا من ال
الدروس الأفغانية بين العرض والطلب
نشر في: 27 إبريل, 2010: 05:16 م