TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :حلول وطنية

كتابة على الحيطان :حلول وطنية

نشر في: 27 إبريل, 2010: 08:06 م

عامر القيسيلاتوجد مشكلة بلا حل ،هذه حكة مشتركة بين كل الشعوب ، ويقول علم النفس في قياسات الذكاء ،ان ايجاد اكثر من حل لمشكلة واحدة من عقل واحد هو تعبير عن ذكاء مفرط . مشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ، معقدة وصعبة وملتوية ومتداخلة ،
لكنها في نفس الوقت غير عصية على الحل أو حتى الحلول ، كما قلنا في اكثر من تقرير وعمود . ويحدث ان تعجز اطراف النزاع عن الوصول الى حلول للقضية المتنازع عليها فيلتجئون الى الجيران أو الاقارب أو حتى العشيرة ، واذا استعصت الامور فالذهاب الى القضاء هو الحل المقبول لدى جميع الاطراف وان كان ابغض الحلول . علينا ان نعترف بشجاعة اننا فشلنا في ايجاد الحلول للكثير من مشاكلنا ، واننا استسلمنا لفشلنا فرحنا نجوب الآفاق بين الأصدقاء والأعداء على حد سواء ليجدوا لنا حلولا ويفكروا بدلا عنّا لاخراجنا من هذا المأزق أو ذاك ، وكانت النتيجة ان انطبق علينا المثل العراقي الشعبي " ردتك عون اطلعت فرعون " فضيعنا الوقت والجهد وقللنا من احترم الآخرين لكرامتنا ولعقليتنا ، نحن الذين نتباهى دائما ، باننا أصحاب اول كلمة في التأريخ الانساني ، وأول من شرعنا القوانين ،وأول من انتخبنا مجلسا للشيوخ ، وأول من ابتكر العجلة ، وأول من علم الناس الزراعة ، وشريط طويل من الاوليات ، التي كانت اختصاصنا . والشعب الذي لديه مثل هذه الافضال لايليق به ، بالتأكيد، ان يطلب من الآخرين ان يحلوا له ، على سبيل المثال ، مشكلة كرسي رئيس الوزراء ،أو شكل الحكم الذي يناسبنا أو نوع الديمقراطية التي نرغب في بنائها .  الغريب اننا استسهلنا هذا الطريق ، واصبح اللجوء الى الآخر منهجا سياسيا واضح المعالم في سلوك نخبنا السياسية ومن اعطيناهم صلاحية قيادة البلاد والعباد . فكلما "دق الطاس في الحمام " ركبنا الطائرات وطرنا غربا وشرقا جنوبا وشمالا ، نقدم مظلومياتنا الى الاشقاء والاصدقاء والاعداء ايضا الذين يلبسون امامنا ملابس الحملان ثم يكشفون لنا فيما بعد انياب الذئب ،على غرار قصة ليلى والذئب . ثم نوجه انتقادات متبادلة فيما بيننا ننكر فيها على الآخر نفس السلوك الذي قمنا به ، ونبررعملنا بالوطني وسلوك الآخر بالاجنبي !! اذا اختلفنا على الطاولة المستديرة رحنا نسأل الجيران عن المقعد الذي نتخذه خلف الطاولة ، واذا اختلفنا على العد والفرز ، رحنا نسأل الاميركان ان كانوا سيبقون أو يرحلون قبل النتائج أو بعدها ، واذا اختلفنا على من نزور أولا ذهبنا الى قارئة الفنجان لتقول لنا طريق الحكمة. تقول جداتنا دائما لاتتدخلوا بشؤون العرسان حين يختلفون لانكم تزيدون النار حطبا ، اتركوهم وانتظروا، ستجدوهم بعد حين مثل "الدهن والدبس" . نريد من سياسيينا ان لايستقووا بالآخر الذي لن يتدخل مطلقا الا لضمان مصالحه، وبأمكانه ان يضحي بالذي التجأ اليه اذا وجد في مكان آخر خبزة ادسم وأسخن وأكثر تأمينا لمصالحه!الحلول ايها السادة بيننا، ان نجلس دون البحث عن شكل الطاولة أو نوع المنصب لكي نقول في النهاية اننا لم نخطئ حين ذهبنا الى صناديق الاقتراع بصدور عارية! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram