اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حـيــاة وأصـدقــاء ومـهــن

حـيــاة وأصـدقــاء ومـهــن

نشر في: 28 إبريل, 2010: 04:31 م

باسم عبد الحميد حمودي  - 1-عندما يمتد العمر بالانسان  وتكون حياته متسعة المديات ,عريضة , قد يكون من حظه  أن يعاصر أجيالا من الادباء والفنانين والمؤرخين والصحفيين والشعراء والساسة وسواهم, انا فعلت ذلك بالمصادفة وسأقول لكم كيف تم ذلك.بعض الناس تمتد حياته   وهو يكنز المال وينتقل من  كدس من النقود الى آخر حتى يموت متعبا تاركا ما جمعه للذين الذين يعرفون كيفية التمتع به ,
 وبعض الناس تمتد حياته من دون ان يعرف ما الذي فعله والى اين ينبغي ان يصل به  قدره , وأنا الوسط بين الاتجاهين فلا النقود كانت شاغلي الشاغل.ولكني لم اعش جائعا بل حباني الباري بقدرة  العمل المنتج الذي يسد حاجياتي في احلك الظروف واكثرها  سوءا , لكن تفاصيل الحياةكانت مثل مويجات البحر , تراها ساعة مثل هوج الجبال وتراها اخرى وديعة تترقرق صافية وترقص  مموسقة  مثل نوارس البحر التي تهفهف فوقها ,ولا بد من القول هنااني لم ار بحرا حتى تجاوزت الاربعين في  مدينة الجزائروعند نهاية شارع العربي بن مهيدي عندماشاركت في اجتماعات اتحاد الادباء العرب هناك ممثلا لمجلة الاقلام . كان سكننا في فندق جميل  يبعد عن العاصمة بحوالي الاربعين كيلومتراً في مدينة زيرالدةوهي منتجع سياحي رائع ... هناك تأملت البحرثانية ووقفت عنده كل  صباح , كانت البواخر تبدو من بعيد وكأنها قادمة حيث اقف  ولكنها كانت تختفي بين طيات الموج  فاعلم أنها غيرت مسارها وافكر في تهاويم الذين يسافرون في الصحراء ويرون الى السراب وهو يرسم أمامهم ضياعا ومدناً وواحات ,وافكر في ان زبد البحر يقدم لي هذه الصور وافكر في تحاليل هرمان ميلفيل للبحر في رائعته  ( موبي دك ) وكيف أن البحارة المساكين الذين رافقوا ( آخاب ) قد عايشوا صورا مشوشة اتتهم من البحر.... رأوا مدنا وجزرا وعرائس بحر تتراقص , وكان ذلك هو سراب البحر , مثلما الامر في سراب الصحراء  في قاعات قصر المؤتمرات في العاصمة الجزائر تعرفت على الروائي الكبير الطاهر وطار والتقيت ادونيس وقضيت معه وقتا , وكان سروري بالحوارمع  امين مازن الكاتب الليبي قدر سروره, كذلك الأمر مع الشاعر الصديق احمد دحبور وهناك الكثير ممن لست اذكرهم  بعد مرور كل هذه السنوات , أذ كان ذلك عام 1984 , لكن الحوارات اليومية التي كنت امارسها مع الطاهر كانت هي الاهم فقد كان يتمتع بذائقة فنية عالية وقد اهداني معظم رواياته واطلع دون سرور على ما كنت قد كتبته عن روايته ( عرس بغل )  فقد كان ذلك التضاد بين العرس والبغل مؤلما يدين تجربة الثورة الجزائرية في التعامل مع حزب شعبي عريق ,لكن ذلك لم يستفزه ولم يشكل عنده اي موقف سلبي , على العكس مما يفعله اولاد القبائل العراقية من المثقفين , فهم يتصرفون وكأن الناقد قد أهان عشيرتهم عندما كتب عن اعمالهم بطريقة غير ايجابية .والظاهر ان الروائيين الجزائريين كانوا يتمتعون بحرية الممارسة في الكتابة والفكر والتنقل من حزب الى آخر وانتقاد تجاربهم السابقة دون وجل ومن هؤلاء رشيد بو جدرة وعبد الحميدبن هدوقة  ووطار وهي تجربة كان من النادر على العراقي ان يمر بها بسبب كثرة الاتهامات التي سيواجهها وربما انقطع رزقه أو   ...بسبب ذلك . من المهن التي مارستها –ولا أزال –  مهنة الصحافة  , فقد دخلت اليها من الشباك حيث كتبت الريبورتاج  الصحفي  في جريدة الحرية بتكليف وكان ثمن المادة الواحدة  ( دينارين ), والديناران يساويان اربع كيلوات من لحم الغنم وجزءاً من ايجار بيت متوسط المساحة و\الحجم.  من المهن الاخرى التي عايشتها زمنا مهنة السينارست وكان ذلك ايام التسعينيات  أذ كتبت عددا من السيناريوهات التلفازية سبقتها في السبعينيات الكتابة الدرامية للاذاعة , وبذلك دخلت الاستديو مؤلفا ومراقبا للذي يجري داخل الاستديو من ممكنات صوتية – في الاذاعة  - و بصرية صوتية في الاستوديو التلفزيوني ,  قبل  ذلك وفي الستينيات من القرن الماضي كتبت اعمالا اولى للاذاعة لفرقة مهند الانصاري وعملا تلفزيونيا واحدا اخرجه الفنان الكبير فيصل الياسري مدير تلفزيون بغداد آنذاك و بمساعدة الفنان عبد الهادي مبارك وهو عن نضال الشعب العماني وعنوانه (لن نموت )  حيث تم تصوير المشاهد وبثها مباشرة ومن دون تسجيل .....  كالعادة  ايام زمان , اقصد قبل  نصف قرن وعام !!  مثل في هذه التمثيلية المرحوم مهند الانصاري وصادق علي شاهين ( متعّه الله بالعافية ) ود .عبد القادر الدليمي وسواهم ممن لست اذكرهم  . بعد ايام قليلة ابلغني مهند ان اذهب الى حسابات الاذاعة لتسلم اجري كمؤلف فذهبت , وكان عشرة دنانير  بالتمام والكمال , ولكن فرقة  الانصا ري  اقتطعت اربعة دنانيرمن اجري ( ومن اجور سواي من الممثلين)لدفع ايجاربناية الفرقة وهكذا بقى لي مبلغ يسير لكنه كان  يشكل شيئا آنذاك  . م ادخل الإذاعة قبل عام 1959 الاقبلها بعامين ايام  الاديبة الفلسطينية سميرة ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram