ترجمة: عدوية الهلالي في مايقرب من 800 صفحة مليئة بالجنون ، انجز الكاتب جيمس اليروي ثلاثيته السوداء حول الولايات المتحدة للسنوات مابين 1958 و1972....وتحمل هذه الرواية عنوان (العالم السفلي للولايات المتحدة) ...ويعمد العملاق الامريكي محلوق الرأس اليروي ذو الحادية والستين عاما على اثارة الاجواء حوله بكتاباته العنيفة المهيجة والحافلة بالعقلانية رغم جنونها ..
في عام 1981، كان اليروي يكتب بالطريقة العنيفة نفسها وهو في سن الثالثة والثلاثين مذكرا دائما بانه انما يتناول مستقبل القطب ، وفي عام 1988 ، وبعد ان الف 7 روايات ،صرح برغبته في تاليف كتب اكثر عمقا وسوداوية ..وبعد سنتين ،انجز رباعية (لوس انجلوس ) التي تضم الفي صفحة وفيها يعيد اكتشاف التاريخ الاجرامي لمدينة ( الملائكة ) مابين 1947 و1960 ،ويقول اليروي انه وبعد انجاز الجزء الرابع من رباعيته وعنوانه ( الجاز الابيض ) ،سوف يشرع في كتابة سلسلة من الكتب حول تاريخ امريكا في القرن العشرين لأنها فترة اسطورية كبيرة ويريد اعادة كتابتها لأنه ماخوذ بافكار السلطة والقوة وتاثيرها على صغار الناس وماينتج عن ذلك من افعال اجرامية ...ان يعتبر ذلك تحديا ويحب ان يعيشه معبرا عن ذلك بقوله : "ارغب في اماطة اللثام عن العلاقة بين الجريمة والسياسة ، واريد معرفة من هم المجرمون الحقيقيون في القرن العشرين "..انه مشروع جبار وهائل ويختصر في صفحاته الالفين الجزء الاهم من تاريخ الولايات المتحدة والذي يضم سنوات رئاسة جون كينيدي وجونسون ونيكسون اضافة الى احداث فيتنام وكوبا ، وحوادث قتل الثلاثي (k) وهم جون كينيدي وروبرت كيندي ومارتن لوثر كنغ اضافة الى الجنون المتزايد للثنائي (H) وهما الملياردير هاوارد هيوغ والقائد القوي في (FBI) ج،ادغار هوفر ...يروي اليروي قصة الوقوع في فخ الموت الامريكي وماينخر امريكا من مؤامرات ودسائس وفساد وجرائم وحقد عنصري ..." امريكا لم تكن يوما بريئة ابدا " ..شغلت هذه الفكرة الكاتب جيمس اليروي بشدة ومنحته دافعا لخوض تجربة الكتابة عن (العالم السفلي للولايات المتحدة ) حيث يتجول المجرمون ورؤساء عصابات المافيا وأعضاؤها بلباس شخصيات ذات امتيازات ومناصب مهمة ...ويروي اليروي ايضا قصة عش الافاعي الذي ظهر بعد ازاحة الاخوة كينيدي والهدف المشترك للبعض لأنتخاب الجمهوري نيكسون وعرقلة حملة الديمقراطي هامفري وسبب ذلك هو غض طرف نيكسون عن مشاريع اولئك العرابين الكبار لتبييض الاموال القذرة ..سيعمل نيكسون على بناء كازينوهات وستتحول كوبا مثلا الى منطقة مجازفة منذ نهاية عصر باتيستا ومجيء عهد كاسترو الاكثرتطرفا ...في وسط عش الافاعي هذا ، ظهرت نساء عديدات لعبن دور المفاتيح للأزمات وكان الرجال يرتابون بهن وبكونهن مدربات على القتل او المشاريع الثورية ..لم تكن بينهن امرأة ضعيفة او ضحية بل كن جميعا قويات وهو ماأظهره اليروي بقوة ولأول مرة في الادب الامريكي ...في اكثر من 800 صفحة جنونية ، لم يسمح اليروي للقارئ بأن يفقد طريقه عبر اسلوبه الجهنمي وجمله القصيرة ..انه يصدم قراءه عندما يعمل كمؤرخ لأنه يشرع في جلد الشخصيات القذرة بشكل لايجرؤ روائي فرنسي على عمله بان يتناول حرب الجزائر مثلا اذ قد لايسمح له القانون الفرنسي بذلك ..اليروي لايعبأ بذلك ويواصل تأثيره على قرائه بكثير من القوة والتوبيخ والغضب في محاولة منه لتدمير الميثولوجيات الأمريكية سارية المفعول ..
في رواية من اربعة اجزاء:جيمس اليروي يهبط الى العالم السفلي للولايات المتحدة
نشر في: 28 إبريل, 2010: 04:33 م