TOP

جريدة المدى > سينما > سيرجي بارادانوف المخرج صاحب الخيال الوحشي والرؤية الشعرية

سيرجي بارادانوف المخرج صاحب الخيال الوحشي والرؤية الشعرية

نشر في: 28 إبريل, 2010: 04:50 م

ترجمة: نجاح الجبيليبمناسبة انعقاد مهرجان بارادانوف 2010 الذي ينظمه معهد الفيلم البريطاني في الوست بانك في لندن وبرستول والذي يستمر إلى التاسع من آيار سيعقد المعهد جلسة لعرض أفلامه الطويلة والقصيرة والوثائقية عن حياته من قبل مخرجين من روسيا وأوكرانيا وفرنسا ثم جلسات سؤال وجواب مع أصدقائه والمتعاونين معه والخبراء وندوة بعنوان ظلال سيرغي بارادانوف كتب "ألف باتومان"
 من صحيفة الغارديان:  بين هجره للواقعية الاشتراكية عام 1964 وموته بسبب سرطان الرئة عام 1990، صنع سيرجي بارادانوف أربعة من أغرب الأفلام وأجملها التي من الممكن مشاهدتها دائماً. ولد برادانوف وهو من الطائفة الأرمنية في جورجيا السوفيتية عام 1924. كانت أمه مولعة بالفنون وتزيّن نفسها بتزيينات شجرة عيد الميلاد والستائر وتلحق بأصدقائها على السقف لتمثل دور الأساطير". في عام 1947 قضى بارادانوف فترة توقيف في سجن جورجي لاتهامه باقتراف "أفعال لا أخلاقية" (التي عدت غير شرعية حسب القانون السوفيتي)- مع ضابط من الكي جي بي من بين كل الناس. وتنصل فيما بعد من الأفلام السبعة التي صورها في الخمسينيات وأوائل الستينيات. وفي عام 1962 شاهد فيلم "طفولة إيفان" لتاركوفسكي وقد غيّر تماماً منهجه الفني والذي كان سابقاً جدّ عادي.الفيلم الأول بأسلوب بارادانوف الناضج هو "ظلال الأسلاف المنسيين"-1964 جلب له شهرة سريعة. صوّر في جبال الكارباثيان بلهجة أقليمية لا يمكن فهمها من قبل أغلب الروس (رفض بارادانوف أن يوضع له صوت مدبلج)، ويحكي قصة الحب المشؤوم بين إيفان وماريشكا وهما طفلان من عائلتين بينهما عداء. تغرق "ماريشكا" في بداية الفيلم واحتفى النقاد بتمثيلها لحب الطفولة المفقودة والقتل القاسي والاحتفالات الأوكرانية المختلفة. غير أنه بالنسبة لي فإن الوجه الأكثر إثارة وإدهاشاً للفيلم هو تصويره لزواج إيفان الثاني.  وبعد موت ماريشكا يزل إيفان في الحزن والجنون وهذا هذا الجزء من الفيلم مصور بالأبيض والأسود – قبل أن يجد نفسه منجذباً إلى "بلاغنا" الوسيمة. ( وقد تقاسم معها لحظة إيروتيكية مشحونة حين حملت إليه حدوة فرس كي يطرقها على حذاء). والتأم الاثنان في احتفال غريب تضمن عصابة الأعمى ونير الخشب. في البداية بديا مسرورين لكن إيفان ينشأ مختلفاً ومكتئباً و"بالاجنا" غير قادرة على الحمل بطفل. وفي مشهد مركب رائع يظهر الزوجان على منضدة عشاء: وكلاهما بمواجهة الكاميرا وعجل يجلس تحت المنضدة ويبدو متشنجاً وتعساً. كل عائلة تعسة هي تعسة بمقتضى نمطها الخاص- لكن كيف صور بارادانوف بصورة مميزة وكونية هذه التعاسة الشديدة ! وينتهي بأن كل زوج ينشغل في الشعوذة: ينهمك إيفان باستدعاء أرواح المشوهين والغارقين في بيتهما، على أمل أن تزوره "ماريشكا" وفي الوقت نفسه فإن "بلاجنا" تتجول عارية في غابة محذرة القوى المظلمة من منحهما طفلاً. وفي انحراف مفجر للذهن للسرود الحرفية والرمزية تبدأ "بلاجنا" بخيانة إيفان مع ساحر محلي. عندئذ يضرب الزواج حقاً الصخور. يمتلك فيلم "ظلال آبائنا.." خط القصة الأشد وضوحاً من بين كل أفلام "بارادانوف". وألحقه بفيلم "لون الرمان" (1969) وهو تأمل باللغة الأرمنية يستمر 90 دقيقة في حياة "سايات نوفا" وهو شاعر تروبادور من القرن الثامن عشر. ويتكون الفيلم من سلسلة من المشاهد المذهلة مصمم "لإعادة خلق العالم الداخلي للشاعر". والمدهش بالأخص هو "مشاهد" الغزل التي فيها يؤدي كل من الشاعر والعاشق من قبل شخصية رشيقة غير أرضية هي "سوفيكو شيورلي": حيلة تصف بصرياً وحرفياً للشاعر-العاشق والإله المحبوب في الشعر الصوفي الشرقي. و"السرد" الوحيد يتاح من تبديل متتابع لصبي صغير بشاب وناسك ورجل كبير السن: ويشبه الأمر تصوير لغز أبو الهول.وعلى الرغم من أن بارادانوف كان أكبر من تاركوفسكي وصف صانع الفيلم الأصغر كونه "معلمه وناصحه" ويستدعي بصورة واضحة المقارنة مع فيلم تاركوفسكي "آندريه روبليف" -1966 المعتمد على حياة ناسك روسي من القرن الرابع عشر ورسام كبير. في فيلم "آندري روبليف" وهو فيلم سردي بالأبيض والأسود مدته 200 دقيقة يتبعها عرض متتابع من الصور الملونة التأملية لإيقونات "روبليف". و"لون الرمان" هو ... مهلوس لهذين النوعين من المادة: قصة حياة تروى بمنمنمات فارسية متحركة ملونة بشكل ذكي. الممثلون الذين يرتدون أزياء مفصلة باليد بصورة غريبة يتحركون وكأنهم بواسطة نوع من آلية الساعة وهو يؤدون إيماءات مكررة مؤسلبة ويقذفون كرة ذهبية في الهواء أو يومئون بصورة ملغزة بشيء يشبه الرمز: صدفة بحرية، شمعة، بندقية. وقارن بارادانوف فيلم "لون الرمان" بـ"حافظة جواهر فارسية". من الخارج جمالها يبهر العين؛ ترى المنمنمات الدقيقة ثم تفتحها وسوف ترى في الداخل ملحقات فارسية أخرى". وصف دقيق: كل فقرة وحدث في الفيلم يبدوان موضوعين بشكل دقيق، ومفصلتين باتقان ومصممتين لتحقيق غرض معين في طقس ما غير معروف. كان فيل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram