TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم كل شيء من اجل ستيف..الشخصية المركبة في تناولات المشهدية السينمائية

فيلم كل شيء من اجل ستيف..الشخصية المركبة في تناولات المشهدية السينمائية

نشر في: 28 إبريل, 2010: 04:51 م

صباح محسندائما ماتكون الاحالة لشرح الحدث او الشخصية في الافلام السينمائية بشكل خاص، متكئة على الصورة، وباعتبار الجانب البصري هو الاداة الرئيسة لكسر حالة الشرح المسترسل في السيناريو، ودائماً مايتم تجاوز هذه العناصر الجامدة في النص واحالتها على شكل صور تنتقل حسب انتقال الشخصية او  الحدث لأيصالهما قد تكون عليه تلك الشخصية او ذاك الحدث وفعلاً قدمت السينما الكثير من الافلام المليئة بالأحالات
 ذات الطابع الموحي بما يدور في قلب الشخصية او مظاهرها العامة كمتقاربات سيمائية لتثبيت البناء العام للحدث..ومن ثم فضح مراميه الفكرية والاجتماعية.حيث برع المخرج فيل ترايل ومن خلال السيناريو المكتوب والذي قدمه كيم باركر في فلم كل شيء من اجل ستيف،في تقديم دراما كوميدية لاتخلو من مأساة او تراجيديا، اذ ان الشخصية الرئيسة في الفيلم ماري هورواتيز والتي ادتها بامتياز النجمة ساندرا بولوك الحائزة على جائزة الاوسكار عن فيلمها المثير للجدل الجانب الاعمى The blind side في اذار 2010 والمنتج عام 2009 حيث عرض في دور السينما بداية العام نفسه وقد تم عرض الفيلم نهاية 2009 ليكون اخر افلام النجمة ساندرا بولوك .الثيمة الاساسية التي اشتغل عليها السيناريو شخصية ماري المصابة بخلل في البناء النفسي والذي لم يكن واضحاً على من لم يتعرف اليها او الذي يراها عن بعد لكن الذين يعرفونها عن قرب يقدرون حالتها والتي تجمع بين طفولة معينة وبين نضج لم يكتمل وكان هذا واضحاً اثناء خروجها من البيت وهي متجهه الى مكان عملها في مجلة محلية ضمن نطاق سكنها والذي يبعد مسافة لاتتجاوز الست دقائق للوصول اليها، وكانت تعمل في حل الكلمات المتقاطعة في تلك المجلة، وكان النجاح في عملها باعتبارها لاتمتلك اي شيء اخر غير حل الكلمات المتقاطعة، وكما اشرت فأن المخرج قد شرح امر الارتباك في داخل شخصيتها في ارتدائها ملابس وحذاء خارج العادة في وسط اجتماعي وبيئة تهتم بكل ماهو جديد على مستوى الازياء واختيار التناسق بين مايلبسون الا ماري حيث تنتعل حذاءً طويلاً احمرً يتجاوز الساق حتى المفصل وملابس لاعلاقة لها في شخصيتها في سن الثلاثين والاشارة الثانية لعدم تعاملها مع مسؤولها في العمل حيث تضع الاوراق الخاصة بالكلمات المتقاطعة على طاولة المسؤول وفوق اوراقه الخاصة بعد ان يزيح الاوراق التي وضعها لأنها تغطي اوراقه التي يعمل بها وهذه اشارة ثانية لعدم انتباهها لما تقوم به من افعال.وكان الفيلم قد استخدم اغنية تصاحبها موسيقى تشرح تلك الانتقالات في شخصية ماري بشكل مقبول ويقدم شرحاً اضافيا لما تقوم به مستقبلاً، وكان الامر اكثر من مهم في الفيلم.وقد انتجت افلام عديدة تكون الاغنية المرافقة للاحداث الجانب الاهم من ناحية تقديم اضافة ثانية لاحداث الفيلم الذي تتخلله تلك الاغاني.وقد وفق المخرج فيل ترايل في استغلال طاقة الممثلة ساندرا بولوك في المزج بين ادائها الكوميدي وتقديم الاحساس بالغبن في ان واحد خاصة وان ساندرا بولوك تمتلك مواصفات الممثلة التي تتحرك بخفة في اغلب افلامها لامتلاكها مقومات الممثلة الاكثر استرخاءاً وعدم الانفعال الذي قد يسببه تقمص بعض الشخصيات لكن ساندرا لاتغير في طبيعتها في الحياة والفن وهذا امر يحسب للممثلة رغم ان هناك ممثلين لايقلون شأناً في اداءاتهم التمثيلية.الرائع في الثيمة الاساسية للسيناريو تلك الفكرة المتضمنة الاشكالات الموجودة في الانسان. حين يكون وحيداً او معزولاً ليس في مكان خاص به خارج سياقه الاجتماعي بل تلك الوحدة او العزلة المتشكلة من خلل اجتماعي عائلي او عاهة نفسية قد تحيل صاحبها الى متوحد في عالمه الخاص، وهذا الامر يكشفه المخرج في متابعته تطور شخصية ماري، من غرفتها  داخل منزل عائلتها المكون من اب وام يتابعان اهتماماتها بشكل ابوي عطوف الى مسيرتها في الشارع والارتباك الواضح على معالم شخصيتها في تحركاتها وعدم استقرارها في سيرها بشكل عادي، حيث تتقلب في حركاتها مع وجود حذاء احمر طويل وملابس قصيرة، وهي تصطدم بأول شخص اثناء دخولها مقر المجلة الى متابعتها لسقوط قنينة ماء فارغة تقع من احد الاشخاص الذين يمشون في الشارع وتقديمها له بعد ان هرولت وراءه لامر لايستدعي كل ذلك والاهتمام لسقوط قنينة ماء فارغة! اشارات واضحة منذ بداية الفيلم وحتى نهايته حيث يتم تقربها من شخصية المصور ستيف والذي يعمل في احدى القنوات الاهلية الخاصة حيث يقوم والدا ماري بتقديمه لها عسى ان يساهم ذلك في اعادة الاستقرار النفسي والارتباك لشخصيتها التي تجمع بين الطفولة والنضج واظهار اندهاشها المغلف بالصمت حيث تسرع لغرفتها وتقوم بتبديل ملابسها القصيرة بملابس اكثر اغراء مع وجود الحذاء الاحمر الطويل والذي يرافقها وكأنه جزء من شخصيتها، لتخرج معه وبالاتفاق مع ابويها، لمحاولة كسر الجمود في حياتها وكان توديع ابويها لصديقها المصور باللغة العبرية بكلمة شالوم وهذه اشارة ان العائلة يهودية ومن خلال الحرص الزائد لابويهما وعدم الاختلاط مع الاخرين وظهورهما  دائماً وحدهما حتى وهما يمارسان لعبة البلياردو داخل المنزل وحين يستقلان السيارة للذهاب الى مكان للتسلية يبدأ حوار قصير ومقتضب حول الجنس لتقوم وبشكل سريع وغير واع بنزع ملابسها وملابس ستيف وبطريقة سريعة لاتنم عن فهم في ماتقوم به وامام دهشته لعدم قيامه بهذا الامر سابقا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram