محمد درويش علي حفلت السنوات الأخيرة بكثرة الاعلاميات اللائي شغلن مساحة واسعة في المشهد الاعلام العراقي المرئي والمسموع والمقروء، وكان لهن دور كبير في المتابعة من خلال حضورهن في أماكن الأحداث الساخنة وقيامهن بتغطيتها وايصالها الى الجمهور بكل دقة وأمانة،
والحالة هذه عكست مستوى الوعي والتطور الذي يشهده المجتمع العراقي لزجه بهذه النسوة الاعلاميات في هذا المعترك المهم من الحياة، والمهم في الموضوع انهن صغيرات وهذا يعني ان المستقبل لهن، وبالامكان تطوير قابلياتهن من الآن ليكن جديرات بحمل اسم المستقبل، وما ساعد على ذلك كثرة القنوات الاعلامية التي فتحت أبوابها بعد عام 2003 وجعلت المواطن في قلب الحدث من دون ان يضطر الى سماع الشائعات وانما الحقيقة التي باتت بين يديه، وهذه واحدة من حسنات التغيير، الذي جعلنا نفتح عيوننا وآذاننا ونتلقف الخبر ساعة بساعة. فقبل اسبوع من الآن تقدمت مني في شارع المتنبي، فتاة صغيرة وقدمت نفسها لي قائلة: أنا صحفية وأعمل في احدى وكالات الأنباء وأريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة لأنقلها الى وكالتي. رحبت بها ثم سألتني عن موضوع يخص الأدب والنقد، وبدأت أملي عليها كلامي وهي تكتب بيدها البضة الصغيرة،وكنت أتابع حركة يدها،وأقرأ ماتكتب فلم أعثر على مفردة كتبتها خطأً وانما كان الأمل والجرأة يحدوان بها لتكمل الموضوع للوكالة التي تعمل فيها. كم كنت سعيداً بها وباصرارها وهي بهذا العمر، وبالتأكيد هذه واحدة ولدينا العشرات من هذا النوع المشحون بالأمل والاصرار وهو يتقدم صوب شواطئ الاعلام. أكرر قولي بأن هذه الكثرة هي ظاهرة ايجابية زرعت في جسد الاعلام العراقي الجديد الذي باشر عمله منذ الأيام الاولى لعام 2003 من دون ان يقبل التنازل عن عرشه برغم الوقت القصير الذي يشكل عمره، ومايدلل على أهمية دورهن الشهيدات اللائي سقطن في ساحات العمل الاعلامي وهن يقمن بواجبهن، ومحاولات اختطاف البعض منهن، والتي كانت دافعاً لغيرهن للتمسك بهذه المهنة المتعبة والممتعة في آن معاً. ولكن هل هذا يكفي، أم يجب تطوير امكانياتهن؟ بالتأكيد هذا لايكفي وانما ينبغي ادخالهن في دورات تقوية وتجديد المعلومة ودورات لغوية سواء أكانت داخل البلد أم في خارجه وذلك لتطوير عملهن وضمان مهنيتهن وتنميتها في الاتجاه الصحيح الذي لابد منه لكسب المستقبل والتعويل عليه. ان الاعلام بشكل عام مهنة خطيرة ومهمة في كل مكان من العالم، واذا ماكان في بلد مثل بلدنا يقف على بركان من الأزمات، فالعملية تكون أخطر والمهمة أصعب لسبب بسيط هو أنك تكون في مواجهة الموت في كل لحظة، وعلى الاعلامي ان يكون دقيقاً وهو ينقل الحدث الى المتلقي، وباعتقادي ان الاعلامية كانت كفوءة وهي تنزل الى الساحة وسلاحها اصرارها.
وقفة ..اعــلاميــــــــات
نشر في: 28 إبريل, 2010: 05:53 م