ترجمة / المدى عندما وافق الرئيس اوباما على خطة سحب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق خلال الصيف القادم، كان ذلك القرار مستنداً إلى فرضية قيام حكومة عراقية جديدة تتولى المسؤولية بعد الانتخابات ومع حلول موعد الانسحاب ولكن، وبعد مرور 14 شهراً على ذلك القرار لم تتحقق تلك الفرضية في الواقع.
إن التأخير الذي حدث والمأزق الذي وصلت إليه الأمور بعد الانتخابات العراقية يعني أن الحكومة المرتقبة لن تتشكل ألا بعد مضي عدة أشهر في الوقت الذي حزم فيه الألوف من الجنود الأمريكيين أمتعتهم استعداداً للرحيل وحتى هذا الوقت لم يجتمع اوباما، حول موضوع العراق مع كامل فريقه الأمني الوطني منذ اشهر ويصر البيت الأبيض على عدم وجود خطط لتغيير جدول الانسحاب.إن هذا الوضع يقدم تجربة لقسم أوباما بإنهاء الحرب وربما الوعد الأكثر تحديداً أطلقه مع حملته للرئاسة وفي الوقت الذي بدا اوباما مرناً إزاء وعود أخرى قطعها في مرحلة الانتخابات الرئاسية وآخر مواعيد لها فأن خطته لسحب القوات مع حلول شهر آب وإبقاء 50,000 لشؤون التدريب والاستشارة مع حلول كانون الأول 2011، كانت متصلبة لا رجعة فيها.وبالتشبث بالمواعيد المقررة فأن اوباما يتخلى بشكل فعال عن طروحاته التي تبناها حول تزكية المستشارين العسكريين والمدنيين في شباط 2009، من أن تواجداً عسكرياً كبيراً مطلوب حتى تأمين الاستقرار في مرحلة ما بعد الانتخابات وانتقال السلطة.ويقول بن رودس نائب مستشار الأمن الوطني لاوباما،"لا نرى الآن ما يدعو إلى تعديل خططنا ونحن نتوقع تمديد الفترة التي ستتشكل فيها الحكومة وأن المهمة الأخيرة التي قامت بها القوات العراقية وأدت إلى مقتل قادة القاعدة في العراق تبين مدى المقدرة المتزايدة لتأمين الأمن وهو أمر مطلوب بطبيعة الحال لإنهاء مهمة قواتنا العسكرية في العراق في شهر آب المقبل."وفي الوقت الذي لم يعقد فيه اوباما اجتماعاً كاملاً حول العراق يقول رودس: إن نائب الرئيس جوزيف بايدن ، المختص بشؤون العراق قد عقد مثل تلك الاجتماعات بانتظام وهو يعلم اوباما بمجريات ما يحصل".وبالنسبة لاوباما، فان تغيير الموعد النهائي سيكون أمراً معقداً من الناحيتين اللوجستية والسياسية ففي الوقت الذي يسحب فيه القوات من العراق يرسل المزيد منها الى افغانستان مضيفاً ضغطاً أشد على القوات المسلحة ـ ومع ازدياد الغضب في قاعدته الليبرالية إزاء بناء الجيش الافغاني فأن تأخير الانسحاب من العراق قد يثير الفزع لدى اليساريين.ولكن رفض تغيير الموعد النهائي للانسحاب قد شغل عدداً كبيراً من المسؤولين الأمريكيين السابقين. ومنهم من ساهم في وضع سياسة اوباما في العام الماضي فالخطة الاصلية افترضت ان انتخابات العراق ستجرى في كانون الأول وتشكيل الحكومة الجديدة ستحتاج الى 60 يوماً على الأقل وبدلاً من ذلك جرت الانتخابات في آذار وأدت إلى نتيجة مقاربة تقريباً بين المالكي وعلاوي.ويرى رايان كروكر، السفير الأمريكي السابق في العراق المعين من قبل بوش أن على الإدارة الأمريكية تمديد الموعد النهائي للانسحاب ويقول كروكر "لقد تأخرت الانتخابات عن موعدها المقرر وهناك نتائج متقاربة بين المالكي وعلاوي وأمامنا وقت طويل حتى تتشكل الحكومة الجديدة ـ وربما حتى موعد الانسحاب في آب .على الحكومة أن تكون مرنة حول هذه النقطة".وفي الوقت نفسه أعلن كل من الجنرال اوديرنو والجنرال بيتريوس عن ارتياحهما للجدول الزمني المحدد للانسحاب وقال اوديرنو مؤخراً لصحيفة "فوكس نيوز صنداي" "ما لم يحدث أمر غير متوقع وكارثي، فأنني أتوقع أن نصل إلى 50,000 في شهر ايلول".أما الجنرال بيتريوس فقد صرح في مقابلة أخيرة،"أن القوات التي ستبقى في العراق كافية العدد وأن العملية تمضي حسب الجدول الزمني المقرر لها وأن الوضع جيد ولم يحدث أي عنف طائفي بعد المحاولات المتعددة للقاعدة مؤخراً.عن النيويورك تايمز
عملية الانسحاب من العراق تجري وفق الخطة المقررة
نشر في: 28 إبريل, 2010: 07:07 م