TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جومبا لاهيري الفائزة بجائزة البوليتزر.. كتابة القصص كونها تدوينا

جومبا لاهيري الفائزة بجائزة البوليتزر.. كتابة القصص كونها تدوينا

نشر في: 1 مايو, 2010: 04:53 م

ترجمة: نجاح الجبيليمن بين الأشياء التي لن تجدها في روايات "جومبا لاهيري" هي: السخرية والإثارة والذكاء والمشاهدات العميقة عن الحياة، المفردات فوق المستوى العاشر، الهوامش والتجارب الطباعية. ومن غير المتفق عليه إن كانت لوحة مفاتيحها تحتوي على علامة تعجب. شخصياً لاهيري متحفظة تقريباً حتى حين تكون على الصفحة. وهي طويلة ونحيفة وتقف مستقيمة جداً مع وشاح حريري حول عنقها.
 في غاية الأناقة بالنسبة للمقهى التي جرت فيه المقابلة في بروكلين في ولاية نيويورك. تتكلم لاهيري بهدوء وبترو وتتلطف عن عمد بابتسامة طارئة. ولا تأمر بشيء.لاهيري التي تبلغ الأربعين هي الأكثر إطراءاً نقدياً من بين الجيل الأدبي الصاعد في أمريكا. ولدت في لندن لأبوين بنغاليين ونشأت في رود آيلاند إذ كان أبوها ولحد الآن ليبرالياً. ذهبت إلى "بارنارد" ثم انتقلت إلى بوسطن كي تعمل في مخزن للكتب وتجمع رسائل الماجستير وتجد الحل لنفسها. تقول:" أتساءل أحياناً إن لم أذهب إلى بوسطن في تلك السنوات فهل كنت قادرة على كتابة الرواية؟" وتضيف:" في نيويورك كنت جدّ خائفة في القول أني أكتب رواية.وبدا الأمر كذلك، من أنا لأجرؤ على كتابة هذا الشيء هنا؟ مركز النشر والكتاب؟ وجدت أن كل ذلك مرعب جداً وتجنبت الكتابة استجابة لذلك".والآن هي المرأة التي يخاف منها الناس. ( "طالما أن أطفالي يخافون مني ، ذلك ما كنت أهتم به حقاً) تقول أنّ لديها طفلين من زوجها الصحفي. كتابها الأول، وهو مجموعة من القصص بعنوان " مفسر المشاكل"، فاز بجائزة بوليتزر عام 2000. ولحقته في عام 2003 برواية "السميّ" التي حولت إلى فيلم من إخراج "ميرا نير" وأصدرت سنة 2008رواية " أرض غير مأهولة" حصلت على المركز الأول في الكتب الأعلى مبيعاً حسب صحيفة نيويورك تايمز وهو عمل مذهل يضم قصصاً قصيرة هادئة منهجية عن حياة المهاجرين البنغال وأطفالهم.  إن نجاح رواية "أرض غير مأهولة" هي علامة غريبة لكن يجب أن تخبرنا أموراً عن أنفسنا. مثل: نحن مهتمون جدا بالمهاجرين البنغال أكثر مما كنا نعتقد. إن لاهيري مختصة بالتصغير والعوالم الصغيرة وتساعدنا على فهم ماذا تعني تلك الحيوات دون اللجوء إلى التعددية الثقافية. إن كل شخص في روايات لاهيري يتخذ تقريبا ستة اتجاهات حالاً. الأبوان يسحبان الشخصيات للخلف مباشرة؛ الأطفال يسحبونهم للأمام. أمريكا تسحبهم غربا؛ الهند تسحبهم شرقاً؛ الحاجة للزواج تسحبهم للخارج؛ الحاجة للعزلة تسحبهم للداخل؛ قصص لاهيري ساكنة، لكن ما يبدو في حالة سكون حقاً هو سكون القوى الضخمة المندفعة بالاتجاهات المعاكسة، بالكاد تبقي شيئاً آخر تحت السيطرة. تقول:" مجرد الإثارة من الناس الذين ما زالوا لا يشعرون تماماً أنهم هنا، حاضرون تماماً- ذلك أمر شديد. إن الأمر لا يتعلق فقط بالبيت الذي نعيش فيه ولا بالأصدقاء الذين لدينا هنا. كان هناك دائماً عالم آخر بديل كامل في حياتنا". إن صعود لاهيري هو جزء من تبديل الحرس في الرواية الأمريكية، من جيل فيه لا يزال الرجال البيض المولودون في أمريكا يؤدون دوراً رئيساً ( جوناثان فرانزن، ديفيد فوستر والاس، مايكل جابون) إلى جيل فيه الأصوات الرئيسية لم تولد هنا مثل لاهيري وأدفيج دانديكات ( المولود في هاييتي) غري شتاينغارت (روسيا) و جونوت دياث( من جمهورية الدومينيكان). إنهم كتاب عابرو القوميات يكون العزل والمواطنة الثقافية المزدوجة بالنسبة لهم ليست حدثاً سياسياً مؤقتاً بل ظرفاً حالياً. إنهم غرباء الواحد عن الآخر بقدر ما هم غرباء عن أسلافهم. يكتب دياث ،وهو زميل لاهيري في الفوز ببوليتزر، نثراً عامياً مضحكاً مربوطاً بالأسبانية الدومينيكانية والإشارات إلى "ستارتريك". عزمه على التسلية هو تقريباً فودفيلي ( نوع من العرض المسلي المضحك في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين يتضمن غناء ورقصاً ومشاهد كوميدية). أما قصص لاهيري فهي قاتمة وهادئة وبطيئة بطريقة القرن التاسع عشر.وهي لا ترشوك بالسخرية وتعرجات الحبكة أو اللغة المبهرجة؛ إنها تستخلص استثماراً صريحاً شديداً للزمن من القارئ قبل أن تسترجع شذراتها الصلبة الكثيفة من الحقيقة. من الصعب الاقتباس من قصصها وترفض أن تنتهي بإدراك مفاجئ أخير متقن. ولا تكتب لاهيري النكات القصيرة أو الملاحظات الساخرة في جملة واحدة. تقول" أقدم كتابة القصص كونها تدويناً. اعتقد أن دوري هو نوع من وسيلة التقرير – التسجيل والعرض" وهي تتجنب الفعل خارجة عن الطريق ولهذا يمكن للناس والأشياء في قصصها أن توجد بالطريقة التي توجد فيها الأشياء في الواقع: غنية ، غامضة دون تفسير.فنها وقصصها يتسمان بالانضباط نفسه. لا تقرأ المراجعات. ومازالت بوليتزر في غطائها. حين تكتب فإنها تحب التظاهر بأنها لن تفوز أبداً بالجائزة، وتلك الحياة هي بسيطة كما كانت حين كتبت رواية "مفسر المشاكل" في بوسطن. تقول:" عليّ أن أعود بعالمي وحياتي إلى ذلك المكان لأن هناك وجدت حرية الكتابة. إذا توقفت عن التفكير بالمعجبين أو الأكثر مبيعاً أو الأقل مبيعاً أو المراجعات الجيدة أو غير الجيدة يكون الأمر مبالغاً، مثل النظر إلى المرآة طوال اليوم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram