اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > سقوط وظيفة نشر الأفكار المُستحدثة من قبضة السلطة

سقوط وظيفة نشر الأفكار المُستحدثة من قبضة السلطة

نشر في: 1 مايو, 2010: 04:54 م

د. صفد حسام الساموكعدّت دراسات حديثة التعريف الموضوعي للفكرة المستحدثة على أنه: ((أفكار أو سلوك أو شيء جديد نظراً لاختلافه –كيفياً ونوعياً- عن الأفكار أو السلوك أو الأشياء المتواجدة بالفعل..
ومن هذا المنطلق فالفكرة المستحدثة هي فكرة أو ممارسة أو موضوع يدركه الفرد باعتباره جديداً، وتبني هذه الفكرة أحد مظاهر أسلوب الحياة المتغير... وهذا التبني هو –في معظم الأحوال- تغيير سلوكي أكثر مما هو تغيير اتجاهي أو إدراكي، كما إن مستوى تبني الأفكار المستحدثة يمكن أن يكون الاختبار الحقيقي لمعرفة ما إذا كان الفرد يقبل من حيث المبدأ أسلوباً للحياة أكثر تعقيداً ومتقدماً تكنولوجياً وسريع التغيير.. أو قد لا يقبله)).rnوحين نبحث في حجم اثر مفهوم (الفكرة المستحدثة) في المجتمعات العربية المعاصرة، نعتقد انه علينا تأكيد ما ذهب إليه باحثون بان أي مجتمع سياسي معاصر لا يخلو من وجود ثلاثة اتجاهات تحكمه، أو تؤثر في تحديد خياراته يتمثل الأول بالاتجاه الرجعي: وهو الاتجاه الذي يتعصب للنظريات والأوضاع والتراكيب التي تمسكت بأساليب واليات الماضي في إدارة الأوضاع العامة للمجتمع، لأنها فقدت قواعدها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويعتمد على بقايا الأبنية الفوقية للتراكيب الاجتماعية (الغابرة) ويعبر عنها.فيما يتمثل الاتجاه الآخر بما اُطلق عليه الاتجاه المحافظ: وهو الذي يقيّم النظرية القائمة (سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وإعلامية) والوضع الراهن ويثمنها، ولا يسمح بتداول بديل آخر، ويؤكد على المستقبل الواعد المنتظر للمجتمع.. ناهيك عن الاتجاه التقدمي، الذي يمثل الامتداد الأخير لتلك الاتجاهات: وهو الامتداد الذي يسلط الضوء على تناقضات النظرية القائمة وعيوبها ونقاط ضعفها، ويبتدع التصحيح أو الصورة الجديدة لها، أو يسوّق لنظرية جديدة، ويُغري الناس باعتناقها والدفاع عنها وتطبيقها.وعلى الرغم من تلك الاتجاهات، فقد دلّت الدراسات والأبحاث التي أجراها علماء النفس والاجتماع والسياسة على أن الإنسان في المراحل جميعها التي يمر بها في تطوره لا يمتلك الحرية الكاملة في اختياره للمبادئ والأفكار، فهو لا يكون تقدمياً أو محافظاً، لأنه يعتقد بمحض إرادته وبمعزل عن أوضاعه وظروفه التي يعيشها، بان الأفكار المحافظة أفضل من الأفكار التقدمية أو بالعكس.. وإنما بفعل عوامل عديدة تدفعه إلى أن يكون كذلك، وهو يعتمد أيضاً على أحكام تقيّمية نابعة من وضعه الاجتماعي والسياسي.. فحرية الفرد في اختيار الأفكار والمبادئ التي يؤمن بها ويفضلها على غيرها، هي حرية تحددها أوضاع وظروف مختلفة عاشها صاحبها، تم إرجاعها إلى الثقافة العامة للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد، مثل: القيّم والمفاهيم الخلقية والروحية السائدة.. والثقافة الخاصة التي اكتسبها الفرد من خلال انتمائه إلى الجماعات البشرية الأولية: الأسرة والأصدقاء والمدرسة وغيرها.. والجماعات الثانوية: الجنس والطبقة والعنصر وغيرها.. فضلاً عن الخبرات الخاصة والاستعدادات النفسية التي اكتسبها الفرد أثناء حياته، والتي قد لا يشترك معه فيها غيره من الأفراد بالمقدار أو الشكل نفسه.rnسطوة النظم على الفكرة المُستحدثة  لقد مارست النظم الحاكمة السلطوية، لاسيّما العربية منها، دوراً كبيراً في تحديد الأفكار والمبادئ التي ينبغي للمجتمعات المحلية تبنيها لمدة طويلة بهدف حماية تواجدها، ومقاومة موجبات التغيير، التي أوجدها الواقع الدولي المعاصر، تحت مبررات التمسك بالهوية الوطنية وحماية الموروثات الاجتماعية، وحاولت السيطرة على أطر وقنوات نشر الأفكار المستحدثة، ومنها وسائل الاتصال الجماهيري.. لاسيما إن عملية الربط الجدلي بين البنى التقليدية والمعاصرة هي إحدى العوامل الأساسية القادرة على تجاوز التخلف، فالقوى التقليدية (ومنها التراث والعادات والتقاليد) ليس بمقدورها أن تحقق استقلالاً ذاتياً مطلقاً عن علاقات الحاضر، لان ذلك يتنافى وجدلية الحركة التاريخية، مع التنويه بان قيّم الماضي تبقى متداخلة ومتشعبة –في ضمن تلك الحدود- مع قيّم الحاضر دائماً.إن هذا التداخل يلزم العمل على تحقيق صيغ التفاعل الايجابي بين الماضي والحاضر والمستقبل بشكل مستمر وبتوافر عدد من الشروط، من بينها: تبني التفكير العلمي وممارسة الصيغ الديمقراطية في عملية تلقي الأفكار المستحدثة، التي وفرّتها وسائل الاتصال الجماهيري المعاصرة، بهدف إخراج الوعي (المزيف) الذي شكلته النظم الحاكمة، وإدخاله في إطار وعي الذات الفاعلة في صنع القرار الواعي القادر على إحداث التغيير، ووفقاً لذلك.. صارت العلاقة بين الفرد والوسيلة الإعلامية مسألة إلزامية في المجتمع المعاصر، إذ أظهرت نظرية الإشباع والاستخدامات إن ما يجعل الجمهور شديد الارتباط بالوسيلة الإعلامية يتمثل بعملية الإشباع التي توفرها وسائل الاتصال الجماهيري، وان انقطاع قراء الصحيفة –مثلاً- عن صحيفتهم ولو لفترة وجيزة تُحدث اضطراباً في توازن الفرد وسلوكه اليومي، فضلاً عن إحساسه بالعزلة أو الغربة عمّا يجري حوله من أحداث.rnسقوط السطوةلقد أسهم تنامي علاق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram