TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > نماذج العمارة الحديثة ودورها فـي ترسيخ هوية مركز بغداد

نماذج العمارة الحديثة ودورها فـي ترسيخ هوية مركز بغداد

نشر في: 2 مايو, 2010: 04:41 م

د . خالد السلطانيمعمار وأكاديمي تحظى اليوم القضايا المتعلقة بـ"الهوية" في مراكزالمدن على اهتمام واسع ؛ وهذا الاهتمام لا يقتصر على المهتمين المهنيين كالمعماريين والمخططين فقط وانما يشمل ايضا اوساطاً ثقافية متنوعة ، معنية في الحرص على حضور مفهوم  " الهوية "
 المتميزة في مفردات النسيج التخطيطي بمراكز المدن وتكريسه في تكوينات الناتج المعماري فيها . ويعزو الكثيرون بواعث الاهتمام العميق بمثل هذه القضايا لنمط الحياة العصرية الحافل بالتغييرات السريعة والانعطافات الاسلوبية المفاجئة ؛ ما اثر تأثيرا عميقا على تشكيل بنية" مورفولوجية "  Morphology  تلك المدن ، وغيرّ بشكل سريع هيئآتها المألوفة . وبقدر ما اضافت غالبية تلك المتغيرات قدرا مؤثرا من النواحي الايجابية للمدينة ؛ كانت نتائج بعضها كارثية على النسيج التخطيطي للمدينة وبالتالي كانت مأساوية في تأثيراتها على هويتها و" صورتها " . والكلام عن "الهوية" يتعين ادراكه ضمن مفهوم ما يعنيه او يقدمه "نمط" Type  تخطيط تلك المدن ومفرداته الاساسية، المفردات التى يتمثل بعض منها بشواهد بنائية محددة ذات عمارة متميزة ان لجهة لغتها التصميمية ام لناحية طبيعة الحلول التكوينية لها. والدراسة تتناول  تلك الشواهد تحديدا ، والتى بها (بالاضافة الى مفردات أخرى) تحضر "اميج"  Image المدينة وصورتها المتخيلة لدى سكانها وزائريها الحقيقيين والافتراضيين، وهو ما يدعو الى الاهتمام بتلك الشواهد ودراستها وتحليلها والمحافظة عليها وترميمها وصيانتها ، فان هذه الورقة ستتعاطى:اولا- مع المباني الحديثة كجزء من تلك الشواهد التى تتأسس اهميتها من تكريسها  لجانب اساسي في مفهوم "هوية " مركز مدينة بغداد.ثانيا – دور المؤسسات الرسمية والمنظمات الشعبية والاكاديمية في العناية بها (اي الابنية الحديثة) ودراستها نظريا  وتوثيقها تطبيقيا ً.بشكل حضور المباني الحديثة في مفردات النسيج التخطيطي لمركز بغداد امرا ضرورياً لجهة تأكيد الطابع الحداثي لذلك النسيج واضفاء صفة المعاصرة على المشهد المديني . وبدونها ، اي بدون وجود المباني الحديثة،  سيفتقر ذلك المشهد لاهم مكوناته التى تجعل منه مشهداً نابضا بالحيوية والنشاط ، فضلا عن ان حضورها ينمي تطلعات سكان تلك المدن نحو التطوير والتقدم ويؤشر بفصاحة نزوعهم المستقبلي . بمعنى آخر، ان وجود الابنية الحديثة جنبا الى جنب وجود الأبنية التراثية والتقليدية هو الذي يكسب النسيج التخطيطي  صفة التميز والديناميكية؛ وحضوره هو  دلالة لتكريس أطروحة جدلية "القديم" مع "الجديد"، التى يتعين تلمسها في المخططات الحضرية المعاصرة . ولئن حظيت  الابنية التراثية في بعض مدننا  باهتمام خاص من قبل جهات رسمية وشعبية؛ فان الأبنية الحديثة، المعادل الأساسي للابنية التقليدية في المخطط الحضري، ظلت بعيدة نوعا ما عن عناية ورعاية تلك الجهات رغم ما  يضفي حضورها من ملامح مشوقة "لبانوراما"  تلك المدن وصورها . وتجدر الملاحظة باننا نعني بـ "الأبنية الحديثة " فقط تلك المباني ذات العمارة المعبّرة، المشيدة في المواقع الصحيحة والمشغولة من قبل مصممين اكفاء لهم حضورهم المؤثر في الخطاب المعماري ، لما يمتلكونه من رؤى معمارية مميزة ، اهلتهم  لان يكون منجزهم التصميمي  حدثا معترفا باهميتة في مجمل ذلك الخطاب  كما عدت نلك التصاميم بمثابة اضافة ابداعية له .واذ نقرّ بان ثمة "فرشة " قد تبدو واسعة جداً لتحديد أهمية "الأبنية  الحديثة" ضمن الرؤى التى تكلمنا عنها توا ، فان التطلع نحو ايجاد مؤشرات معينة  ومعايير محددة تكفل تأشير تلك المباني وحصرها وتسميتها ومن ثم تقييمها سيكون امرا موضوعيا ومطلوباً. بمعنى آخر ليس كل ما شيد حديثا او في الفترة القريبة الماضية يدخل ضمن المباني الحديثة التى بمقدورها ان تكون تمثيلا لتلك الشواهد التى بها يكتسب مركز مدينة بغداد هويته الخاصة. فالمبنى الحديث الجدير بالاهتمام والمحافظة يتعين ان يستوفي جملة من الخصائص المميزة، منها :اولا- ان تكون حلوله التكوينية تستجيب بكفاءة  للنواحي الوظيفية والجمالية والانشائية ؛ مع الاخذ في نظر الاعتبار التغييرات التي طرأت على كل ناحية من تلك النواحي وان تدرك انزياحاتها المفاهيمية ضمن آليات النقد الحداثي .نماذج العمارة الحديثة ودورها في ترسيخ هوية مركز بغدادثانيا – ان يحظَى المبنى الحديث باهمية خاصة كونه جزءا اساسياً ومميّزاً ضمن مفردات البيئة المبنية المحيطة وان يعتبر بمنزلة الاضافة المتفردة لتلك  البيئة . ثالثا -  ان يعبر المبنى الحديث عن انتمائية واضحة لخصوصية المكان ،وان تكون مرجعية حلوله التكوينية " متناصة " Intertextuality  مع ثقافة ذلك المكان البنائية عبر اعادة قراءة للموروث ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram