بغداد / علي الكاتب كثيرة هي المظاهر الجديدة التي انتشرت في العراق خلال السبع السنوات الماضية ،اذ بعد ان كانت السيارة الحديثة حلماً يراود الكثيرين لقيادتها بشكل خاص اصبحت ذاتها واسطة للنقل العام يقبل على شرائها من يريد ان يصبح سائقاً لسيارة الاجرة وان كان ثمنها مرتفعا وهو امر لم يكن مالوفاً في السابق،
فضلا عن المواطن الذي يريد استئجار سيارة لنقله من مكان الى مكان اخر اصبح يفضل السيارة الحديثة عن القديمة وان كانت الاجرة مضاعفة في كثير من الاحيان. يقول سلام صبيح استاذ مادة الادارة القانونية في كلية الادارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية: ان ارتفاع معدلات الدخل للمواطن العراقي وارتفاع قدرته الشرائية بشكل عام اسهمت بنحو كبير في الاقبال على شراء السيارات الحديثة واستخدامها كسيارة اجرة للعمل في شوارع لاتخلو من مطبات واضعين اما اعينهم ان كلفة اصلاح السيارة الحديثة وقطع الغيار اكثر بكثير من السيارة القديمة ،وهنا نضع بعين الاعتبار ان نسبة الاستهلاك في سيارة الاجرة اكثر من نضيرتها السيارة الخصوصي بنحو كبير. ويضيف: يعزف الكثيرون عن استئجار السيارات القديمة لأنها متسخة في العادة، ومقاعدها تترك بصمات تخريبية على الملابس، بينما السيارات الحديثة تعمل فيها أجهزة التكييف، وتوفر الهواء البارد صيفا والدافئ شتاء بما يغني الراكب عن الهواء الخارجي، الذي عادة ما يكون ملوثا بالأتربة والدخان المضر بالصحة، كما ان البعض يفضلون سيارات الاجرة الحديثة لأناقتها وسرعتها اي ان الوصول الى المكان المحدد يكون اسرع بكثير من السيارة القديمة. ويتابع: انا شخصيا تعرضت لموقف جعلني اعزف عن استئجار سيارة الاجرة القديمة لانها اثناء سيرها توقفت اكثر من مرة وفي المرة الاخيرة طلب مني سائقها الترجل ودفعها ومساعدته في تشغيلها وهو امر لم يتحقق الا بشق الانفس،بينما لايجد الراكب في سيارة الاجرة الحديثة هذه المشكلات والمطبات والمواقف المحرجة والوصول في الوقت المناسب. اسعد البغدادي سائق سيارة اجرة في بغداد يقول: لا يقتصر تفضيل سيارات الأجرة الحديثة على ركاب سيارات الاجرة فحسب، بل ان سائقي السيارات القديمة ذاتهم اصبحوا في الوقت الحاضر أكثر رغبة وسعيا لاقتناء سيارة الاجرة الحديثة نظرا لعزوف الكثير من الأشخاص عن استئجار سياراتهم القديمة،وانا بعد ان بعت سيارتي الحديثة بسبب بعض الظروف الاقتصادية التي مررت بها، اعاني اليوم وبعد ان اشتريت سيارة قديمة عوضا عن سيارتي الحديثة من قلة الوارد المالي لان الركاب لا يفضلون ركوب السيارات القديمة، لاسيما أن هناك أنواعا حديثة من السيارات الحديثة وبألوانها الزاهية الجميلة التي تجوب الشوارع حاليا وبأسعار لا تزيد على اسعار السيارات القديمة.صاحب عبد الحسين سائق سيارة اجرة حديثة يقول: على الدولة اسقاط الموديلات القديمة من السيارات وخاصة سيارات الاجرة منها وعدم السماح لها بالسير على الطرق كأحد الحلول لتخفيف الزخم المروري، لاسيما ان كثيراً من الناس اصبح لايفضل ركوب السيارات القديمة واستئجارها، ومن هنا تنتفي الحاجة لها الا لبيع لوحات التسجيل والتي اصبحت باسعار خيالية وخاصة سيارات الاجرة (الحمراء) تبقى أثمان هذه السيارات مرتفعة،وفقا لنظام التسقيط الذي اعتمدته مديرية المرور والذي بموجبه يتعين شراء لوحة التسجيل لسيارة قديمة لتوضع على السيارة الحديثة، وهنا اصبحت اسعار اللوحات بعد هذا النظام تساوي ثمن السيارة القديمة وهي تعويض لاصحاب السيارات القديمة من اجل سيارات حديثة او البحث عن مهنة اخرى.
سيارات الاجرة الحديثة ملمح يفضله السائقون والمستهلكون
نشر في: 3 مايو, 2010: 07:16 م