خليل جليل يبدو ان عملية التنقيط التي يواصل حصدها فريق الزوراء في مسلسل تراجعه وهزائمه اخذ بالارتفاع والتزايد مع سبق الاصرار وما سقوطه الاخير المذل امام الجوية بثلاثية نظيفة إلا واحدة من حلقات هذا المسلسل المخيف الذي يمر به الزوراء في ظل صمت وموقف يثير الدهشة من قبل ادارة الزوراء التي يبدو ان ما يواجهه الفريق لم يعد يعنيها لا من قريب او بعيد،
 وإلا ماذا يفسر هذا الصمت من دون تدخل واضح لانتشال الفريق وتصحيح مساره بدلا من الابقاء على المشاهدة والفرجة بينما نرى الاندية الاخرى وخصوصا الجماهيرية تواصل مهمتها بمستوى منطقي ومقبول هذا الموسم وبعد ان أوجدت لمشاكل فرقها حلولا جذرية وعملية بقدر ما تهمها سمعة ومكانة فرقها. اما ان تبقى ادارة الزوراء تراهن على ما يسمى بروحية الولاء والدفاع عن كرة الزوراء تحت لافتة الانتماء فعليها ان تعي جيدا حقيقة ما وصلت اليه كرة القدم واحترافيتها وما يدر على اللاعبين من اموال بعد ان اصبح لعب كرة القدم من اجل المال والشهرة وليس للهواية او لحب هذا الفريق او ذاك! وما تطرق به وتحدث عنه بمرارة وصراحة حارس مرمى الزوراء محمد كاصد في تصريحات صحفية قبل ايام بشأن تداعيات خسارة الفريق الاخيرة وهزيمته المذلة على يد الصقور عندما اشار وبثقة واضحة ان عددا كبيرا من اللاعبين بدوا بالتفكير بالهجرة في ظل الاوضاع الحالية وهم يستعدون للبحث عن محطات بديلة لموسم جديد يريدون ان يجدوا فيه انفسهم بديلاً كما يعني من التصريح والتخلص من الواقع الذي يعيشه الفريق بعد ان طفح كل شيء ولم يعد خافيا. وهكذا يذهب الزوراء الى منعرج خطير ومخيف وما وصل اليه الان هو امتداد للبداية السيئة لكرة الزوراء هذا  الموسم وتحديدا منذ مغادرة لاعبيه صوب اندية اخرى بحثاً عن المال مثلما تتطلبه كرة القدم في الوقت الحاضر وفي زمن الاحتراف وليس في زمن الدفاع عن الوان النادي الام مثلما يتصور ويتوهم البعض من الذين يحاولون اقناع انفسهم وليس غيرهم ثم مغادرة المدرب حازم جسام الذي حاول ان يجد حلولا لكي ينتشل فريقه السابق من مشاكله لكنه اصطدم بما هو اكبر من ذلك بعدم وجود من يتفهم لقضية البحث عن مثل هذه الحلول. عموما هذا هو حال  الزوراء اليوم احد اكبر اربعة اندية عريقة في العاصمة وصاحب المآثر الكروية وصاحب الرقم القياسي في الحصول على اللقب نراه يترنح تحت وطأة التداعيات والعوز المالي وغياب التخطيط وعدم تأدية مهمته على مستوى حساس من الاهمية وكما يتطلب الحال لادارة دفة ناد ليس من السهولة ان تدارمهامه في مثل هذه الظروف. نعتقد بان ما يجري الان لنادي الزوراء وكرة الزوراء بشكل خاص لم يعد شيئا لافتاً واستثنائيا وبحاجة للتغير كما تشير لذلك ردات الفعل للبعض من الذين يعنيهم اولا يعنيهم امر الزوراء طالما لم تعد الاصوات المرتفعة منذ فترة لوضع حد للتدهور الزورائي لأنها لم تجد من يستمع لها مع سبق الاصرار، بل وجدت من يشجع هذا او ذاك للانصراف عن الاستماع لمثل هذه الاحتجاجات. اذن لم يبق امام الزوراء وجمهوره وقواعده العريضة وهيئته العامة المنتظرة في ان تأخذ دورها الكبير في تصحيح مسار القلعة البيضاء الا الانتظار لحين موعد الاستحقاق الاداري الجديد وان تقف الى جانب من اخفق في مهمته واقناعه بحجم امكاناته وقدراته وحدود طاقاته لكي يتواجد من هو اكثر فاعلية وتاثيراً في قيادة دفة الزوراء وتصحيح اوضاعه بعد ان وصلت الى منعرج لا يمكن اصلاح اي شيء في ظل اوضاع متفاقمة ونأمل ان تكون كلمة الفصل فيها بيد الهيئة العامة وليس بيد غيرها حتى يعرف من هو بحاجة ان يعرف ، ان الزوراء وتاريخه ليس ملكا لمسؤول في ادارته او من وجد نفسه في اروقته ، بل الزوراء ملك لهيئته العامة ولمحبي القلعة البيضاء وعشاقها المتعطشين للماضي الجميل لكي يعود اليوم او غدا وليس ذلك بمحال.