إياد الصالحيمنذ فترة ونحن نراقب عن كثب ما يدور في أروقة الأندية الرياضية بشأن مزاعم رؤسائها ونوابهم عن تسمية مرشحيهم في انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم المؤمل المباشرة بها أواخر تموز المقبل ليتسنى للهيئة العامة اختيار مجلس ادارة جديد يرتّق مساحات كبيرة ممزقة بفعل الشد والجذب بين اعضاء الاتحاد الحالي ومعارضيهم منذ ان سمح فيفا بتمديد ولايتهم منذ حزيران 2008 وحتى الان.
ليت بعض رؤساء الاندية يفهمون رسالة الانتخاب وما تنطوي عليه من خطوط واضحة إلا من يرمي شبكها في مصالح ضيقة انطلاقا من اهواء فردية من دون مشورة الهيئة العامة للنادي نفسه التي لابد ان تلزم الرئيس ونائبه الانصياع الى الاحكام الديموقراطية وينأيا عن أي غمز او لمز في قناة الترشيح المزاجي وكأن النادي اصبح ملكاً صرفاً لهما، يعبثان به كيفما شاءا بلا حسيب او رقيب!من هذه النقطة ، نتمهل في الرؤية، ونحسب ان ادارة نادي الطلبة بشخص رئيسها علاء كاظم ونائبه محمد الهاشمي لن يضيّعا حق الهيئة العامة بخصوص اعلان هوية المرشح لانتخابات اتحاد الكرة ، مثلما افسر حسن نية الهاشمي في تصريحه بان حيّز الترشيح لن يخرج عن نطاق الرئيس والنائب حصراً مستبعداً إناطة التمثيل الطلابي بالرئيس السابق عبد السلام الكعود بحجة ان الأفضلية لمن يواصل العطاء وتحقيق المكاسب على ارض الواقع.في مبرر الهاشمي هذا نجد ان هناك تناقضاً حقيقياً مع ما صرّح به رئيس النادي علاء كاظم مؤخراً بأن مرشح الطلاب في الانتخابات المقبلة هو عبد السلام الكعود استناداً الى دوره الفاعل مع النادي في مراحل عصيبة عدة ذاق الأمرين لولا دعمه وتذليله المصاعب التي واجهت لاعبيه في عز ظروف الحصار الظالم وما تبعه من دمار واسع على صعيد البنى التحتية للنادي بفعل مطحنة الحرب عام 2003 ، فضلا عن تاريخه الثرّ بالمواقف المشهودة له عبر اكثر من عشرين عاماً ليس من السهل على أي شخص في ادارة النادي او خارجها اختزالها او نكرانها او محاولة التعتيم عنها!ان اسوأ ما نستشفه من التناقض هو التعبير عن ندم علاء باعلانه تسليم راية الترشيح للكعود بوقت مبكر وجاء الدور على الهاشمي ليصحح الأمر ويؤكد ترشيح الرئيس الحالي او نفسه للانتخابات وكأنه يضع خطاً احمراًَ امام الرئيس السابق!لمن يجهل قراءة التاريخ ويفسر نقدنا تضارب موقف الطلبة الرسمي بشأن مرشحه هو ايحاء لدعم كفة الكعود على حساب غيره فهو واهم ، هذا الرجل ذاق منا إبان قيادته ادارة النادي أشد الانتقادات المهنية لاسيما في أزمته مع المرحوم د. هديب مجهول وما رافقها من اتهامات وجحود بحق مسيرة الاثنين مع الانيق ، ناهيك عن سلسلة طويلة من المآثر التي سجلها الكعود في مشهد الحراك الكروي قبل انبثاق مجلس اتحاد الكرة الحالي في حزيران 2004 حيث تنازل عن حقه في الترشيح وضمّ صوته مع المرحوم عبد كاظم ورعد حمودي واحمد راضي وسمير كاظم يوم شكلوا جبهة انقاذ عارضت سيناريو الانتخابات في نادي الصيد من اجل المحافظة على المبادىء التي تكرست في شخصيته بعيداً عن الاطماع سواء أكان موقف جبهة الإنقاذ صائباً وضارباً في جذور القناعة بضلوع الهيئة العامة في مساومة مفضوحة في اوراق التصويت أم موقفاً سائباً بلا ركيزة يستند اليها عملها ما بعد الانتخابات المذكورة وهو ما اتضح فعلا عندما انصرف رموز الجبهة الى مشاغلهم الخاصة ايماناً منهم بان العلة في الهيئة نفسها وليس في حسين سعيد او ناجح حمود او احمد عباس او غيرهم.نريد رؤساء اندية يحفظون العهود والمواثيق وامانة المسؤولية عندما تقترب ساعة المحنة وتختبر النوايا الصالحة من الطالحة ، فلا يجوز لأي منهم ان يختلي مع افكاره واحلامه ويطلق تصريحاته على عواهنها من دون ادنى احترام للهيئة العامة التي نصبت الادارة باصواتها وهي وحدها من تقرر ممثليها في اجتماع استثنائي يأخذ كل ذي حق حقه ، كما ان الفخر العظيم لا يتحقق بانجاز ربط النادي بممول رسمي فحسب ، بل بتشريف ممثله وتحمله ثقل قرار الثقة ليكون جزءاً حيوياً ومنتجاً في منظومة قيادة الكرة العراقية في المرحلة المقبلة ، فمن تتلاعب بروحه نوازع الإقصاء والانانية والتفرد لا يمكن ان يصلح لبناء الاتحاد بعدما دخل الاخير غرف النزاهة والملاحقة القانونية للتحقيق في قضايا فساد مالي واداري مزعومة يسعى البعض بكل اسف التنصل من المساءلة عنهما او الإدلاء حتى بشهادته وتناسى انه كان في المركب نفسه الذي صال وجال في السنوات الماضية قبل ان يغرقه الصراع والانشقاق على حساب حقوق الكرة العراقية الخاسر الأكبر في جميع الازمات!Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: الكعود.. خط أحمر!
نشر في: 4 مايو, 2010: 04:59 م