الكتاب: اليوميات. ماكدونالد الفرنسيتأليف: المارشال الكسندر ماكدونالد، دوق تارنتامترجمة: هاجر العاني اسكتلندا منبوذة باعتبارها امة مصابة بالفقر يقطنها سكارى مسرفون مهووسون بالشهرة وذلك وفقاً لما ورد في وصف يبعث على الادانة – كـُـتبَ قبل حوالي 200 عام.تكشف يوميات كـُـشف عنها مؤخراً كتبها المارشال (الكسندر ماكدونالد) –
نجل أحد المـُـبعـَـدين الجيمسيين (أنصار جيمس الثاني ملك انكلترا بعد ثورة 1668) - (تكشف) عن مدى قلة التغير في بعض النواحي منذ عام 1825.ويوميات رحلاته المدفونة في الارشيف الوطني الفرنسي لعقود تروي انطباعاته عن زيارته الاولى الى وطن اسلافه، وتتضمن وصفاً لامسية صاخبة برفقة سير سكير هو (والتر سكوت).وقد كتب (ماكدونالد) " وتنسحب السيدات ويتم تناقل قناني (الخمر) وتبدأ الامور بالتحرك ثم يصبح السير (والتر) نشيطاً ويشترك في المرح، ويقدم الضيوف اغنية جماعية ويبلي السير (والتر) بلاءً حسناً " و" اما الاغاني فبذيئة ويبدو ان المؤدين يتشاحنون فيما بينهم كما قد يفعل عتالو الشوارع والاسواق المنشغلون في شجار لاسباب تافهة "، وفي مأدبة عشاء اخرى أعرب(ماكدونالد) عن استغرابه لرؤية مضيفه أسقف إدنبره جالساً الى "قنينة ضخمة".وانحدر تجمع عائلي لآل ماكدونالد في العاصمة (انحدر) الى صخب مصحوب بالسـُّــكر حالما تدفق الخمر، "وقد ألقوا بالمستر (ماكدونالد) السكران تماماً في دولاب معتم وقد أخفى بعض الشباب ساعته اليدوية، فهربت وذهبت الى النوم".وقد هرب والد (ماكدونلد) من مواطنه (ساوث أوست) عام 1746 مع الامير (تشارلي الوسيم) الى فرنسا عقب هزيمة (الشاب المطالـِـب بالعرش) في كالدن، واذ كان نجله - دوق تارنتام – معتاداً على المجتمع الباريسي فقد هزّه تصرف مضيفه، وقد كتب بتعابير كيـّـسة عن مظهر الاسكتلنديات الشبيه بالقرويات والمظهر الرث لقصر هوليرودهاوس والريف الاسكتلندي الكئيب.وفي 18/6/1825 وفيما اعتلى تلال تشيفيوت باتجاه البوردر كتب:" الريف بين بيرويك و دونبار كله اكثر كآبة ورتابة ايضاً من ذلك الذي شاهدناه في مواقع المراحل السابقة وهي الزراعة الهزيلة والمنحدرات القاحلة والاشجار المعزولة التي شلتها الريح الشمالية قبل ان تنمو ".وقد أخفقت زيارة الى قصر هوليرودهاوس الملكي في رفع معنويات النبيل الفرنسي الذي كان معتاداً اكثر على أبهة قصر فرساي. " تبدو الغرف رثة والاثاث رث بقدر أكبر ايضاً، والمنظر الذي يطل عليه القصر كالحاً، ولا يعلم المرشد أي شيء ".وما كان اكثر ازعاجاً ايضاً المسكن "الوضيع والمعتم" الذي شغلته فيما مضى الملكة الفرنسية السابقة (ماري) ملكة الاسكتلنديين، وقد كتب:" كله نخـِـر وبشكل أسمال بالية وكذلك هو الغطاء الموجود على الفراش".حتى ان جمهوراً مع (سكوت) في مأدبة عشاء تضم علية القوم في إدنبره لم ينفع، وقد فوجئ الوجيه بالتملق الذي قوبل به مؤلف روايتي (ايفانهو) و(روب روي) ويقول (ماكدونالد) " يبلغ الخامسة والخمسين لكنه يبدو في الستين، ووجهه وسيم الا انه فاتر المعاني وشعره متناثر وأبيض كما هو حال الحاجبين وهو يعرج بسبب حادث أصابه في شبابه".وخلال زيارته إدنبره ارتاع الجنرال السابق لإيجاده تمثالاً يحيي انجازات الادميرال (نيلسون)، وشريك فرنسا ذاك في التحالف القديم يجب ان " يحتفي بهزائمنا وكوارثنا البحرية" بتكريم بطل الحروب النابليونية الانكليزي كان امراً فوق احتمال الجندي القديم.وبنفس الخزي بنظر الزائر الفرنسي كانت حالة العري للنساء اللواتي صادفهن في الهضاب والجزر، ويكتب "تسير النساء والفتيات حافيات وحاملات احذيتهن بأيديهن حتى داخل المدن، لقد ناقشت هذه العادة مع مختلف الأشخاص الذين كانوا منتقدين لها بنفس القدر ".وقد قال (جان ديدييه هاش) وهو مؤرخ مقيم في باريس ومؤلف قام بترجمة يوميات رحلات (ماكدونالد) (قال) إنها كانت مصدراً تاريخياً بارزاً. " لقد أذهلني الاكتشاف ويمكنني فقط ان أفترض بان هذه اليوميات تم اكتشافها لتكون ذات أهمية هامشية جداً من قبـَـل المؤرخين النابليونيين وبالتالي بقيت طي الغموض، ومع ذلك فـإنها بلا شك ذات قيمة كبيرة".
أمسية مع والتر سكوت
نشر في: 4 مايو, 2010: 05:29 م