هل يكفي كونك امرأة لتصبحي رئيسة؟بقلم كونستانثا فييرا/بوغوتافي اكثر من تقرير وتصريح ولقاءات صحفية ومتلفزة شكت الكثير من السياسيات العراقيات، سواء البرلمانيات منهن أو الناشطات في الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، من محاولات منهجية لتهميش دورهن في الحياة السياسية ، بسبب العقلية المتخلفة التي يحملها الكثير من السياسيين العراقيين من الرجال الذين يتصدون للعملية السياسية في البلاد ،
ودليلهن على ذلك هو غيابهن التام عن تقرير مستقبل البلاد في المفاوضات الجارية بين الكتل السياسية للخروج من ازماتنا السياسية المتكررة .نقدم هنا للسادة الذكور من سياسيينا تجربة بلد من امريكا اللاتينية محسوب ايضا على سلة الدول المتخلفة ، وفي ذيل قائمة دول اميركا اللاتينية في نسبة تمثيل النساء في البرلمان لكن مرشحته لرئاسة الجمهورية امرأة . فاقرأ وتفكر. تتفوق نويمي سانين، مرشحة الرئاسة الكولومبية عن الحزب المحافظ، على غريمها الى ميني خوان مانويل سانتوس بثلاث مزايا هامة: خبرتها في العلاقات الدولية، برنامجها الموجه للعائلات التي تعيش في أحوال الفقر المدقع، وبرنامجها لرعاية الطفولة.في المقابل، يتفوق غريمها في انتخابات 30 ايارمايو المقبل على ها في قدرته على حل القضايا الملحة التي تهم الناخبين مثل البطالة -التي سجلت أكبر معدل في إقليم أمريكا اللاتينية- وتطوير نظام الرعاية الصحية والتعلى م، ومكافحة الفساد والعصابات المسلحة. كل هذا اتضح من خلال نتائج حملات إستطلاع الرأي في كولومبيا التي كشفت عن تفضيل الناخبين لسانتوس بنسبة 34,2 في المائة مقابل 23,3 لصالح سانين، حسب استطلاع "غالوب" في آواخر اذار مارس. وكانت سانين شغلت منصب السفيرة ووزيرة الخارجية ضمن مناصب اخرى في حكومة كولومبيا، وترشح نفسها للرئاسة للمرة الثالثة الآن بعد محاولتين سابقتين في عامي 1998و 2002. أما سانتوس فقد شغل منصبي وزير التجارة الخارجية ووزير المالى ة، لكنه اشتهر كوزير للدفاع تحت رئاسة الفارو اوريبي في الفترة 2006-2009، ويعتبر ذراعه الأيمن، الآن وقد بتت المحكمة الدستورية بعدم جواز ترشيح الرئيس لولاية ثالثة. تعلق اولغا امبارو سانتشيث، مديرة منظمة "دار المرأة" في حديث مع وكالة انتر بريس سيرفس، على الوضع قائلة أنه ليس من الضروري أن تصوت النساء لصالح مرشحة امرأة لمجرد كونها امرأة "فعلى المرأة أن تصوت على ضوء برامج الحكم المقترحة وقدرتها على الخروج من المشاكل التي تعانيها البلاد". ثم تقول "ومع ذلك من المهم بمكان أن تكون هناك نساء (مرشحات) مثل نويمي سانين بل ومن الإيجابي أن تصلن الى مثل هذا المنصب (الرئاسة) لما يحمله هذا من رمز". بيد أن النائبة البرلمانية الليبرالى ة السابقة ثيثيليا لوبيث لا تعتقد أن الظروف مهيأة في كولومبيا لانتخاب امرأة لشغل منصب الرئاسة. فتقول “إذا كان تمثيل المرأة في البرلمان يبلغ نسبة 45 في المائة، عندئذ يمكن أن تشغل امرأة منصب الرئاسة. إنظر لحالة كوستا ريكا على سبيل المثال. لكنه عندما يقتصر هذا التمثيل على مجرد 8 أو 10 في المئة كما هو الأمر في البرلمان الكولومبي، فتصبح هذه الإمكانية شبه منعدمة". ويشار الى أن كولومبيا تشغل المرتبة 111 على قائمة 187 دولة فيما يخص نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات، والمركز الأخير على قائمة دول أمريكا اللاتينية في هذا المجال. كما يذكر أن القانون يقضي بنسبة30 في المائة لمشاركة المرأة في شغل المناصب العلى ا، لكنه لا يطبق بل وقد رفض البرلمان المنتهية ولايته تحديد حد ادنى للنساء المرشحات. ويقدر أن يقتصر تمثيل المرأة في الجهاز التشريعي الجديد الذي سيخرج من الانتخابات المقبلة على مجرد 38 من إجمالى 268 نائبا برلمانيا.وكالة انتر بريس سيرفس
تجارب الشعوب..البحث عن مرشح لرئاسة الوزراء..
نشر في: 4 مايو, 2010: 09:40 م