كركوك / (آكانيوز)يكشف الباحث الاجتماعي فاتح محمد الشهير بـ"فاتح سنكاوي" عن ان سبب اختياره قضية الانفال كموضوع لرسالة الماجستير التي نالها، والتي حملت عنوان(عمليات الانفال.. وآثارها على الشباب) هو كونه احد شهود العيان على الجريمة التي مورست بحق الشعب الكردي من قتل وتدمير الشواخص الاثارية، ومحاولة ابادة شعب بأكمله،
 وعن التأثير الاجتماعي والنفسي الذي خلفته تلك العملية على من تبقى من ابناء المناطق المنكوبة في حدود مدينتي السليمانية وكركوك التي تعرضت للقصف الكمياوي، اجرى مراسل وكالة كردستان للانباء(آكانيوز) حواراً مع الباحث الاجتماعي فاتح محمد في نص متن االمقابلة الآتية: ما سبب اختيارك قضية عمليات الانفال موضوعاً لرسالة شهادة الماجستير التي نلتها؟ج: هناك اسباب كثيرة دعتني الى اختيار موضوع الانفال كرسالة لشهادة الماجستير، ولكن ابرزها هو كبر حجم الكارثة التي تعرض لها الشعب الكردي اثناء تلك العمليات، والاثار التي ترتبت عليها من قتل الابرياء من ابناء الشعب الكردي، وتدمير الشواخص الاثرية، وفي الوقت نفسه كنت شاهد عيان على الحادث، وموجوداً اثناء عمليات القصف، وقد ارتأيت ان آخذ على عاتقي مهمة الدفاع عن ذوي ضحايا الانفال، وتقديم ما يمكن تقديمه من الخدمات الضرورية لهم، والسبب الآخر هو توجهي كباحث اجتماعي ارى ان من واجبي تناول هذه القضية بالبحث والتحليل. هل تعتقد ان الكشف عن الوضع النفسي لذوي ضحايا الانفال من الممكن الافصاح عنه بسهولة عن طريق رسالة ماجستير؟ج: ان تناول قضية مهمة وخطرة مثل الانفال ليس بالموضوع السهل، ولكن واحدة من الاهداف الاساسية لبحثي العلمي هي التوصل الى بعض النتائج التي لم تكن واضحة في السابق،  فقمنا نحن بهذا العمل ومن المؤمل ان نكون قد توصلنا الى بواكير عدد من النتائج الجيدة، وبمساعدة النماذج التي اخذناها كعينات لدراسة الواقع المعيشي لذوي ضحايا الانفال، يمكن الافادة من النتائج التي توصلنا اليها في تقديم الخدمات الضرورية التي يحتاجونها. بناء على المعلومات التي توصلت اليها، اي المشاكل اكثر تأثيراً في ذوي ضحايا الانفال؟ج: لقد قمت بتوجيه الكثير من الاسئلة لذوي الضحايا، وجميعها اضافة الى الاسئلة الرئيسية، تضمنت 70 سؤالاً في الجانبين الاجتماعي والنفسي، ومن مجمل العينات التي اخترناها، فان 470 شخصا اعطوا اجابات كاملة عن الاسئلة، وقد اختيرت العينات من حدود محافظتي السليمانية وكركوك، في اقضية كلار، وجمجمال، وكفري، ونواحي الصمود، وشورش، وتكي، وآخجلر، وقادر كرم، الى جانب مركز مدينة كركوك، وقد كشفت نتائج البحث عن ظواهر سلبية عديدة، وكمثال على ذلك كشف البحث عن ان 75 % من الاطفال الذين بلغوا مرحلة الشباب الان، كانوا مضطرين الى العمل وهم في سن الطفولة لاعالة انفسهم، وغالبيتهم ترك الفقر تأثيراً سلبياً في نفوسهم، و70% منهم يعانون مشاكل عائلية مستعصية ليس من السهولة معالجتها، و90% لديهم مخاوف من مواجهة المشكلات الاجتماعية، و70% لا يتمكنون من فهم الآخرين ومناقشتهم، و90% منهم يعتقدون ان الآخرين لا يتفهمون معاناتهم، و66% منهم فقدوا الثقة بالناس،  و90% منهم يشعرون ان قضية الانفال جرى استخدامها لغايات واهداف اخرى.ومن الناحية النفسية، فان 80% من ذوي ضحايا الانفال يعانون من حالات عصبية لأبسط الاسباب، ويرون احلاماً وكوابيس مزعجة بصورة مستمرة، ويتصفون بالخجل والاكتئاب وعدم القدرة على التعبير عن انفسهم والافصاح عما في دواخلهم، و90% يشعرون بالارتباك عند محادثة الاشخاص الآخرين ومواجهتهم، و70% منهم يخافون من الظلام. بحسب معلوماتك، ماهي اجراءات الحكومة لمعالجة الجوانب النفسية لذوي ضحايا الانفال؟ج: في الجوانب الاجتماعية، والنفسية، لم تتخذ الاجراءات المطلوبة التي يمكن ان نشير اليها، صحيح ان بعض المساعدات تم تقديمها لهم، تضمنت الاعانات المالية والخدمات الاجتماعية التي تعود بالنفع عليهم من الناحية الاجتماعية والنفسية، مثل تخصيص الرواتب الشهرية، وبناء الدور السكنية لعدد منهم، ولكن تلك المساعدات جاءت متأخرة، وكل ما تم تقديمه لهم لا يرقى الى المستوى المطلوب، حيث ينبغي على الحكومة ان تشمل جميع مواطني المناطق المنكوبة بالرعاية والاهتمام وتقديم المساعدات، وهنا اود ان الفت النظر الى عدم توفير مركز او مؤسسة او مستشفى خاص بذوي ضحايا الانفال، فبعد 22 عاماً لم يتم تخصيص خبير نفساني لمتابعة الاوضاع النفسية في مدارس ناحية شورش، التي تدرس فيها غالبية اطفال ذوي ضحايا الانفال، وقد تم تعيين باحثين مؤخراً، وهذا بهدف تعيين خريجي قسمي العلوم الاجتماعية والنفسية. الى اي حد تمكن الخبراء الكرد من القيام بعملية تحليل اوضاع ذوي ضحايا الانفال؟ج: الباحثون الكرد عددهم قليل جداً، فقد تم ايلاء البحوث العلمية والاكاديمية الاهتمام المطلوب خلال السنوات الاخيرة فقط، وآمل ان يتم تطوير هذا الجانب مستقبلاً. الى اي حد تظهر الاحصاءات تفاؤلاً بمستقبل الاشخاص الذين خلفوا في عملية الانفال؟ج: في الحقيقة فان الاحصاءات التي بين يدي فيها اختلافات، فمن جهة هناك 80% من ذوي الضحايا يعدون انفسهم غير محظوظين، ويشعرون بع