أ.د.عقيل مهدي يوسفقد تكون الفنون التشكيلية أكثر ارتباطاً، في تنظيمها، وبنائها للأشكال البصرية، بطبيعة "المادة" أو الخامة نفسها، حتى تقوى على تحقيق ذلك الجانب المهم في الفنون قاطبة، ونعني به "شفافية" المادة، التي حاضرة- ايضاً- في السينما، والمسرح وحتى في الموسيقى، حين يتعلق الأمر بطبيعة الآلة، وخامتها الصوتية، وتنغيماتها النوعية الخاصة.
ونجد الخامة تنشط بدورها في صنع معمارية بصرية واضحة، تميز الأساليب التقليدية من الأساليب الجديدة المبتكرة، المتعاملة مع الخامة البنائية الهندسية على وفق وعي معماري جديد. فالشفافية لا تقتصر إذن على فن دون سواه، بل حتى أنها، تظهر، وكأنها كينونة خاصة، بالأشياء، التي يحسن موضعتها في النتاجات الفنية المختلفة، (هي أرقى القيم في الفن) كما تبرر ذلك ( سونتاغ)، لأنها (اختيار ضياء الشيء) باعتبار إن لكل شيء، خاصيته المميزة لنوعه بحد ذاته، أو تقديم الأشياء كما هي، للحفاظ على وهجه وألقه المميز.
خاصية المادة الفنية
نشر في: 5 مايو, 2010: 04:51 م