TOP

جريدة المدى > غير مصنف > تجربة جعفر السعدي المسرحية

تجربة جعفر السعدي المسرحية

نشر في: 5 مايو, 2010: 05:27 م

شوكت الربيعيناقد وفنان تشكيلي كان الصبي جعفر السعدي عام 1934 تلميذا في مدرسة المفيد الابتدائية في الكاظمية.. وشاء معلم اللغة العربية عام 1937 أن يختاره ليقدم دورا صغيرا في مسرحية عنوانها (مظالم الاستعمار لليبيا). فزكاه نجاحه في أدائه، أن يشترك في عمل آخر اسمه (مثلنا الاعلى) تناول موضوع الوحدة الوطنية .
وفي مرحلة لاحقة في معهد الفنون الجميلة، اخرج عددا من المسرحيات معظمها للشاعر أحمد شوقي. وكانت اول مسرحية أنجزها بعنوان (فلوس) لكاتب (تركي) اقتضت وجود ست مؤديات في زمن حرج من فيضان اجتاح بغداد سنة 1953 وفي وقت كان الحصول على العنصر النسوي، أمرا صعباً. وقد واجه مثل ذلك الموضوع عندما طلبت منه إدارة الاعدادية المركزية في بغداد ان يقدم لهم نشاطا مسرحيا يقوم هو باختياره. فقرر إخراج مسرحية القبلة القاتلة .. ولكنه احتاج عنصرا نسائيا لتنفيذ العمل المسرحي.. فجاء أحد زملائه:(عدنان عبد القادر) بأخته وبدأت التدريبات. وأثناء تقديم (بروفات)العمل على مسرح قاعة الإعدادية المركزية، توطدت أواصر العلاقة بين المؤدين وابتدأت من خلال (نظرات) شغوفة متبادلة بين (جعفرالسعدي) وبطلة المسرحية، وبعد عام 1956 تزوجها ووصف شريكة حياته بأنها ( أمه وابنته وأم أولاده..). أما آخر عمل اخرجه ضمن ذلك الموسم المسرحي، فكان (رقصة الاقنعة) للشاعر شاكر السماوي.. وللظروف التي رافقتها، قصة طويلة فيها مأساة، اذ كان نصف الممثلين الذين شاركوا في المسرحية، خارج العراق، ولم يبق سوى اسبوع واحد على تاريخ العرض، فأضطر السعدي إلى الإستعانة بزوجته وابنائه واصدقائه لتقديم العمل، بالرغم من محاصرة الشرطة لمبنى المسرح، لأن نص المسرحية كان يدعو الى الاشتراكية، وهو أمر محظور في زمن (رئيس وزراء العراق نوري السعيد). ومن المعروف أن رواد الحركة الثقافية عامة، والفنية بشكل خاص، قد نشأوا زمن مقاومة الاحتلال الانكليزي للعراق بعد عام 1914 وكانت الحركة الوطنية في أوج تصاعدها، فنشأ المسرح في احضان السياسة وانعكس تمسك المثقفين بالوطن والأمة والإنسان على المسرح العراقي . و قد افرزت تلك المرحلة، خيرة كتاب المسرح، من الجيل الأول منهم، الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي، وموسى الشابندر، وسليم بطي، ونديم الاطرقجي، وصفاء مصطفى، وجميل قبطان ومحمد رضا شرف الدين، و عبدالحميد الراضي، وخضر الطائي، ومحمد الهاشمي، و خالد الشواف وفي فترة لاحقة تميزت فيها كتابات يوسف العاني، ومحيي الدين زنكنه، وعادل كاظم، قاسم محمد، بدري حسون فريد، طه سالم وعلى مزاحم عياش وعيسى عبد الكريم رئيس جمعية الطليعة التي تاسست في العمارة عام 1955 استمرارا لتشكيل اول جمعية فنية فيها عام 1942 .المسرحيون وقلة المسارحاجتمع خريجو معهد الفنون عام 1947 وقرروا تشكيل أول فرقة سميت (الفرقة الشعبية للتمثيل). وكان كل عضو فيها يستقطع من راتبه ليدفع الايجار او مستلزمات الفرقة فلم يعيشوا من وراء المسرح. ولكنهم كانوا يعيشون براتب الوظيفة. ثم تشكلت في ظل الظروف المادية الصعبة إياها ـ فرقة المسرح الفني الحديث 1952. و ـ فرقة المسرح الحر 1954.كانت الحركة المسرحية تفتقر إلى وجود صالات المسارح في البداية، إذ لم يكن هناك سوى مسرح واحد في الثانوية المركزية، و صالة شيدت عام 1950 سميت قاعة الملك فيصل، تدعى الآن قاعة الشعب. وفي فترة لاحقة، اجيز عدد من الفرق المسرحية في بغداد، و في ألوية العراق ومنها الموصل والبصرة، والعمارة والناصرية، وتغير الحال بعد ان تأسس التلفزيون عام 1956 وأخذ يرفد المؤدين بمورد بسيط يعين رواتبهم من الحكومة وليس من الفن. ويتذكر السعدي أنه لدى عودته من الولايات المتحدة قدم للمسرح اول عمل اخرجه بهنام ابراهيم وعندما عرض لم يكن هناك أي جمهور، فخرج إلى الشارع ولم اجد سوى بائع الشلغم فقال له "لماذا لاتدخل وتتفرج"..؟ فدخل وحده وجلس معه . وفي العرض الثاني، قال السعدي (..بدأنا نتوسل بالناس للدخول) وفي العمل الثالث بدأت الناس بالدخول . اما في العمل الرابع وهو مسرحية (عطيل) بدأت الناس تطلب البطاقات وفي السنة الثانية اخذت تتوسل للحصول على البطاقات . وفي عام 1963 بيعت البطاقات في السوق السوداء.. بينما كان جعفر السعدي في قمة تألقه الذي امتد في العديد من العروض المسرحية، وبخاصة في مسرحية (نفوس) عام 1972 لفرقة المسرح الفني الحديث،.. ثم صار لصيقاً بذاكرة الجمهورالعربي، من خلال دوره في المسلسل التلفزيوني: (مكاني من الإعراب). بوصفه أحد ابرز العلامات الباسقة في الحياة المسرحية.. إن النخلة تنمو بفسائل لصيقة بها .. ثم تستقل عنها عندما تكتسب إرادة الحياة. وفي السنوات اللاحقة تبدلت الظروف والاحوال والنفوس والمشاعر والأذواق إزاء فن المسرح. وفي سنة 1979 قدم آخر عمل له على مسرح بغداد وبقي من المبلغ 56 دينارا وهذه اول مرة في حياته يقبض فيها مبلغا عن عمله في المسرح. وهناك مثال آخر عن سوء طالعه المادي أثناء تقديم سهرة "الهجرة الى الداخل" من تأليف عبد الوهاب الدايني تتحدث عن الموظف المسحوق فاتصل به الاستاذ خليل شوقي وهو المخرج وقال له: " ارجو ان تكون البطل وزوجتك تكون هي زوجة البطل " فرحب بالموضوع وبدأ العمل ولكنهم واجهوا ظروفا انتاجية سيئة و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram