استطلاع اجراه عباس الخفاجي خمسة اعوام مرت على رحيل رجل المسرح والسينما الفنان جعفر السعدي هذه شهادات لطلبته يتحدثون عن دور الفنان الكبير في تاسيس المسرح العراقي الحديثفي ذكرى الأب والفنان جعفر السعدي*حدثنا الناقد الدكتور يوسف رشيد قائلاً:
- ماذا يمكن ان يكتب في استذكار(جعفر السعدي) وهل يمكن للكلمات ان تصف روعة الشاطئ الذي ترعرعت فيه احلامنا..من اين ابدأ انا الذي كنت طفلاً اتسلل من شباك بيتنا المطل على مسرح معهد الفنون الجميلة في الكسرة واظل اراقب خلسة ذلك المبدع الذي كنت اغبطه منذ طفولتي وانا اراقب حنوه على ابنائه الطلبة انذاك..ويكبر حلمي ووجه جعفر السعدي يبقى امنيتي الاثيرة وتمضي الايام ليصير حلمي حقيقة واكون من بين تلاميذه فياخذني وزملائي الى صدره الابوي الحنون الذي رصد تميزنا كطلبة ودعانا الى (فرقة المسرح الشعبي) كنا صغاراً وقتذاك منه تعلمنا ان المسرح هو الحب ومنه تعلمنا ان الفرقة هي العائلة وان الفن هو انتماء اكبر من اي انتماء لم اخاطبه الا ابي كمعظم فرقتي ولم يخاطبني الا ولدي فقد كان فعلاً (بابا جعفر) لم اذكر يوماً انه تخلف عن واجب اجتماعي ابوي معي حتى انه كان ياتي لزيارتي في شقتي المتعبة في الكاظمية ويحول دون صعوده اليها ذلك السلم المتعب الذي لم يقو على الصعود اليه فيطلب لي ان انزل اليه اولادي الصغار ليقبل عيونهم ويباركهم بمحبته فما من ضائقة مادية او ازمة مرضية الا وكان لوجه جعفر الاب بلسم فيها وما من مشكلة في الوسط الفني الا وان لها رسول محبة وسلام ولا ابالغ ان قلت انه قاسم عراقي مشترك...فمنذ بدا اولى خطوات المسرح العراقي على طريق التجريب عبر مسرحيته يوليوس قيصر في الخمسينيات من القرن الماضي والتي تعد اول نزول للممثل الى قاعة الجمهور انذاك الى مدينة القواعد واعماله التلفزيونية والسينمائية التي شكلت تاريخاً ابداعياً متواصلاً كان السعدي مبدعاً عراقياً تعشقه ازقة بغداد..يستحق منا جميعاً كل الوفاء والاجلال لذكراه.جعفر السعدي وحقيقة الابداعاما الفنــان محســن العزاوي قال:قامة مديدة..وصوت رخيم..التزام بمناهج النحو و الصرف..لذا لم يكن انبهاري قد انصب على ادواره في ثلاثة اعمال سينمائية..ليلى في العراق وعلي وعصام وسعيد افندي، انما لم تفصح عن قدراته الحقيقية الا عندما اصبح جزءاً لا ينفصل عن حركة المسرح العراقي..فقد كبر الرجل في ذاكرتي الانسان الطيب مع يوسف العاني وخليل شوقي..وتمنيت وانا كنت اتقدم الصفوف الاولى بين المخرجين المسرحيين العراقيين..تمنيت ان اصبح الممثل لا المخرج وهذا احساس ليس مبعثه صفات رجل مقتدر على الحفظ في ذاكرة قوية تشتعل على دوام سواء كان ممثلاً تلفزيونياً ام ممثلاً مسرحياً انما صلابة هذا الرجل الكبير في الالتزام فقد عمل معي في اربع مسرحيات كممثل..اولها(الطاووس) واذا كان الممثلون كبروا على خشبة المسرح بينهم عبد الستار البصري هديل كامل، نزار السامرائي، وهم يقفون بجانب استاذهم الكبير فقد كبرت انا شخصياً عندما دخلت في امتحان شديد القسوة علي مع ممثل يعرف ويدرك اهمية وقيمة المخرج عندما يصبح قائداً ويبقى هو الجندي الذي لا يخالف الرأي....تتوهج الذاكرة من جديد مع جعفر السعدي كان الاكثر والافضل جدارة في فهمه العميق لطبيعة الاب الذي لا حول ولا قوة وهكذا ظل فناننا الراحل القدير جعفر السعدي ذلك الانسان المشتغل الباحث والدؤوب ولم تجمعني مع الراحل خشبة المسرح الوطني او المنصور او الرشيد او خشبة المسرح في كل من تونس والمغرب انما كان على الدوام بصلة وثيقة معي عندما كنت مدرساً في معهد الفنون الجميلة وكان هو رئيس القسم في كلية الفنون الجميلة عندما كنت محاظراً انما جمعتني معه صلة القربى في الاحساس وجلال المسرح فلك مني الدعاء الى الباري عز وجل ان يكون مكانك في الاعالي مع الخيرين والصادقين والمسالمين.في ذكرى الرائد المسرحي جعفر السعدياما الكاتب و الناقد المسرحي عباس لطيف فيقول:لقد شكلت شخصية الفنان الراحل جعفر السعدي ظاهرة ليس من السهل تكرارها من حيث الابداع والتوجه و المسيرة فقد ظل جعفر السعدي اميناً على خطاه الاولى الجادة ولم تبهره تقنيات وشكلانية التجريب من اجل التجريب مع ان دراسته في اميركا مثلت انتقالة في تجاربه لكنه ظل مخلصاً لروحه الشعبية الملتصقة بالواقع العراقي وتمثل سيرته فنياً عدداً من التحولات والظواهر لكنها ظلت مشدودة الى اخلاص الفنان الحقيقي و الانسان المضمخ بالطيبة والنيات المتعالية...الومضة الاولى والجادة التي ارساها السعدي لاسيما تجربته في التعامل مع المسرح العالمي وتعد تلك التجارب من ارهاصات المسرح العراقي في تبني نصوص عالمية واخضاعها لرؤية عراقية مقرونة بالهم الجمالي.لقد كان السعدي في ادواره ومشواره الحياتي رمزاً من رموز المسرح العراقي ولعل مشهد رحيله مثل ذروة التوهج والارتقاء الى ابديته لكنه يظل حياً تنويرياً لكل مسرحي حقيقي.rnالسعدي عنوان للثقة والابداعاما الفنان الدكتور رياض سهيد فقال:يظل السعدي عنواناً للثقة والابداع في التمثيل و الاخراج الذي يتحرك باطار الفكرة ويعمق فيها من خياله الذي يعكس في
فنانون ومثقفون: جعفر السعدي فنان من الطراز الاول
نشر في: 5 مايو, 2010: 05:28 م