بغداد/ أفراح شوقيطيبته المفرطة  في الحياة وملامحه الهادئة  جعلته أسيراً للأدوار المسالمة خلال رحلته الفنية التي تجاوزت الخمسين عاماً، ولكنه حاول  كسر القاعدة عبر إتقانه بعض ادوار الشر، ومازال يحلم  بأداء  شخصية شايلوك  في رواية تاجر البندقية الشهيرة، ولا تزال بصماته الفنية  في الذاكرة  عبر اعمال عدة منها  (الدبخانة) و (جرف الملح).
انه الفنان حاتم سلمان، او ابو محمد كما يحلو لأصدقائه مناداته،  التقيناه في اروقة المسرح الوطني، وكان كما عهدناه بملامحه الطيبة وضحكته التي يلقيها على من حوله، خلال اللقاء تحدث لنا عن رحلته الفنية الطويلة، واهم الأعمال التي يعتز بها ونظرته لمستوى الدراما العراقية الان وأشياء أخرى، يقول حاتم: مازلت اشعر بأني قادر على العطاء، ومن طبيعتي اني إنسان مسالم ولا أحب العنف واعمل  الخير لكل الناس، ولذلك انيطت بي ادوار الخير والطيبة في أعمال كثيرة، لكني حاولت تخطيها عبر شخصيات عدة منها دوري في مسلسل (المكائن) واظهر بشخصية صاحب بار يتحدث بلكنة أرمنية صعبة وقد نلت فيه شعبية جيدة واثرا ً طيباً من لدن المتلقي، كذلك دوري في  المسرحية الفكاهية (الف عافية) فقد قمت  بدور مراوغ ومحتال لكن الناس أحبوني لأني كنت اطعم دوري بمواقف طريفة. وعن رحلة البداية مع الفن يقول: بدأت منذ كان  عمري 12 عاماً، وكنت  اعمد الى جمع رفاقي من أبناء الحي واقوم بتوزيع ادوار المسرحية التي اكتبها بنفسي، وعملت  مسرحاً صغيراً في محلة المشاهدة بالكرخ، ومعظم ما كتبته كان يدور في إطار  هادف وكوميدي، وأقوم بعمل بطاقات الدعوة وبيعها الى عوائل المحلة التي غالباً ما تعجب بأفكاري ويحفزوني على التواصل، دخلت بعدها دائرة  الإذاعة والتلفزيون منذ عام 1960 وتواصلت حتى هذه اللحظة.وحول قصة الدور الذي فضحه وكشف مهنته أمام أهل زوجته،بعد ان اخفاه عنهم قال: في عام1972  وأثناء عرض  مسلسل (المكائن) إخراج المخرج القدير عبد الهادي مبارك وهو أول مسلسل أنتج بطريقة الفيديو، وفي الحلقة الثانية منه كنت في زيارة لأهل زوجتي واقترح احدهم فتح التلفاز ومشاهدة المسلسل كونه من متابعيه وعبثاً حاولت ثنيهم عن ذلك لكنهم أصروا  وبعد قليل كنت امامهم على الشاشة وفضح امري  بعد ان أخبرتهم اني موظف في الاذاعة بسبب النظرة الاجتماعية للممثل آنذاك وصار الهمس يعلو حتى صاح عم زوجتي (شكو بيها يشتغل ممثل، الفن مهنة محترمة) واكتشفت بعدها ان زوجتي تعرف بمهنتي واخفت  الأمر عن أهلها خشية حصول أي إشكال!وعن أدواره التي يعتز بها يقول اعتز بدوري في مسلسل الدبخانة عبر شخصية ابو نزار وكذلك مسلسل (جرف الملح)  حيث نلت شهرة كبيرة فيه حتى اسموا الكتيبة التي انتسب فيها باسم  شخصيتي  في المسلسل، (حسين ابو ليرة)، وكذلك دوري في مسرحية (ناس وناس) وغيرها من الأعمال التي لا تزال باقية في أذهان وقلوب  الناس.وعن سبب عزوف المشاهد العراقي عن تقبل بعض الأعمال المحلية التي تبدو مملة وأحداثها غير مقنعة قال: بسبب كثرة الفضائيات وغزو المسلسلات التركية ذات الإنتاج القوي والأساليب الجديدة في التصوير واختيار الأماكن جعل المشاهد ينشد اليها، واعتقد ان سوء الاهتمام بالإنتاج في المسلسلات المحلية هو سبب العزوف عنها، فنحن نملك استوديوهات كبيرة للتصوير والعمل  ولكن المبالغ المخصصة للإنتاج قليلة.واذكر ان مسلسل الدهانة  الذي عرض في رمضان الماضي أعاد الجمهور العراقي الى الشاشة الصغيرة لمتابعة أعمال محلية، برغم ان المسلسل تناول مراحــــــــل في فترة الأربعينيـــــات من القــرن المنصرم وكان دوري هو (حجي عوني).