ترجمة/ المدىفي صبيحة انتخابات عام 1983 – والذي حتى هذا العام قدر ان يكون العلاقة المائية المتدنية لاداء العمال- قدم عضو شاب من وزارة الظل للحزب ما غدا افضل الخطب المؤثرة، إذ قال باسلوب بليغ،» أحذركم من الانحدار الى مرحلة تاستر، أحذركم من ان تكونوا اعتياديين،
 أحذركم من ان تكونوا شباباً، احذركم من المرض، احذركم من ان تتقدموا في السن».كان ذلك الشخص نيل كينوك، وقد رأى تسونامي تاتشرية قادمة وحذر منها. اما اليوم فان اكثر المتفائلين من العمال لا يحسون بتلك المشاعر نفسها التي اجتاحت كينوك آنذاك، وجميع الاحتمالات ممكنة. ولكن ان حصل العمال تحت الدرجة التي سجلت عام 1983 ، فان ديفيد كامرون بالتاكيد سيذهب الى (داويننغ ستريت)، فيما ان تولى الحكم بأقلية، او بالتحالف مع الاحرار الديمقراطيين او بأغلبية ضئيلة، مما الذي سيفعله كامرون هناك؟.إن الفرصة قد حانت لتعديل نظامنا الانتخابي. وان فاز كاميرون فانه سيعمل على ترتيب النظام لمصلحته. ويدرك حتى المحايدون ان خطته تتضمن تقليص اعضاء البرلمان بنسبة 15%، من اجل تخفيف النفقات، ان كاميرون يهدف الى اعادة رسم الحدود كي يخسر منافسوه عدداً من مقاعدهم ويحصل هو عليها، متطلعاً الى اغلبية شبه دائمة للمحافظين.ومن جهة اخرى ، هناك توقعات بخسارة كاميرون، بسبب تحالف محتمل بين العمال والاحرار، ويحصلون بذلك على أغلبية 55%. وبكلمات اخرى فان الفائز يوم غد، سيصبح الزاما عليه وضع القوانين لأجيال قادمة. انها انتخابات حاسمة، تحدد من سيكون الفائز في جولات انتخابية لاحقة.اما الاوضاع الاقتصادية في البلاد فهي سيئة وتنذر بالحظر وتوحي باليأس.وان عاد البريطانيون في هذه الحالة الى الوراء فعلينا الاستعداد. والكثيرون منهم لا يحسون تماماً ان سيكون الاسوأ منذ اعوام «اليأس الكبير»، مهما تقل الارقام الاقتصادية. فهناك الاعداد الهائلة من العاطلين عن العمل وإفلاس للبنوك، وهي تقدم صورة مصغرة عنا حدث في التسعينيات من القرن الماضي . ان الامر لم يحدث صدفة، انه بفعل عمل وتدخل العمال ومنهاجهم. وهذه السياسة لا تنسجم مع المحافظين. وفي المرة الاخيرة التي كان فيها المحافظون في الحكم، كان التراجع بنسبة أقل، والاكثر ضعفاً تحملوا المعاناة بصورة اشد.وبالتأكيد هناك ثلاث علامات تشير الى اتجاهات كئيبة, الاول تعلق المحافظين بايجاد ثغرة في ضريبة الارث لصالح3,000 من اغنى الاسر الغنية في البلاد.  . اما الامر الثاني فهو زيادة ضريبةVAT، وهو أسوأ الضرائب ويتعرض له الفقراء بصورة اشد. اما العلامة الثالثة، فهي تتلخص بقاضي القضاة في بريطانيا: جورج اوزبورن. كما ان التوقعات تشير الى علاقات غير مثمرة مع أوروبا وتعود بوضعها الى اعوام التسعينيات، وقد يطالب كامرون باعادة النفوذ الى ويستمنتر. والمحافظون لا يحبون أوروبا، ولن يمنحوا تأييدهم لكامرون حول أي خطوات لتعزيز العلاقة مع منظمة الوحدة الاوروبية.وبالتأكيد فان التصويت لصالح العمال سيكون أفضل. والانتخابات ونتائجها ستكون العامل الذي يحسم الفوز.عن/ الغارديان