TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : حرب المصطلحات

كلام ابيض : حرب المصطلحات

نشر في: 5 مايو, 2010: 06:21 م

كريم محمد حسين جل اهتمام ساسة العراق حاليا هو الفوز بالمقاعد الوثيرة واللهاث المحموم وراء السلطة فقط وتناسوا شعاراتهم بعد كل حملة  انتخابات يقيمونها على اوجاع الناس ومعاناتهم ، الشعب يخدمهم وهم يرفضون بل يصرون على ادامة المعاناة ولانعرف عن اي شعب يتكلمون، وضعوا الخدمات والازمات وراء ظهورهم ويخرج علينا وزراء الخدمة الوطنية من على شاشات التلفزيون،
 فتارة الكهرباء تحتاج الى خمس سنين حتى تلبي طلب العراق من الكهرباء وهذا الموقف يذكرني بوزير الكهرباء لحكومة بومباي الهندية الهندوسي الذي قدم استقالته لانه عجزعن  ان يسوق سببا وجيها لانقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعة واحدة ولان هذه الساعة تكلف الحكومة ملايين الدولارات استقال وفسح المجال لمن يكون ادق واكثر اهتماما بالمال العام وراحة الشعب، وتارة اخرى يخرج وزير اخر ويفند ما قاله الوزير الأول ويكذبه وكأنهم في حكومتين منفصلتين او دولتين متجاورتين ومرتبطتين بالمصالح وما على المواطن الا ان يستمع الى حرب المصطلحات الكهربائية والنفطية المعقدة والتي لايعرفها الا المختص ، وضعونا وسط حرب العبارات بينما هم ومن تبعهم ينعمون بكل شيء وباتوا يكذبون ويكذبون الى ان تحصنوا ضد الصدق والعمل المثمر الذي يخدم المواطن المبتلى بالفواتير التي تتراكم يوما بعد يوم حتى اكلت كل مدخولاته سواء كان في القطاع العام او القطاع الخاص، جعلنا اولياء امرنا نحلم بالاستقرار والامن الحقيقي بينما يهددون بعضهم البعض وندفع الثمن نحن ، تعهدوا ان يكون عيشنا رغيدا فقلصوا مفردات البطاقة التموينية ، تعهدوا بمحاسبة المفسدين فاطلقوا سراحهم بحجة نقص الادلة واطلقوا العنان الى فاسدين جدد وتحت شعارات جديدة اكثر اقناعا للناس البسطاء الذين صدقوا الوعود والعهود التي ملأوا بها الدنيا بعد ان صرفوا مئات الملايين من الدولارات والتي تعادل موازنة شعب وحكومة وطنية حقيقية، كانوا يوزعون الاحلام مع فتات موائدهم الى المواطن الذي اختلط عليه كل شيء وبات لايميز من هو الصالح ومن هو الطالح فبعضهم يريد من اجل مقعد في البرلمان ان يخوض بامتيازات شرعها اصدقاؤه السابقون ان يبقينا في عهدة البند السابع وبعض اخر يتوعد بالويل والثبور اذا لم يحصل على شيء ما وبالتالي هم الفائزون على المواطن وعلى مقدراته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram