اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بيــوت بلا قبعـات..صبـي المـاء.. فـي مــرآة السـحـــر

بيــوت بلا قبعـات..صبـي المـاء.. فـي مــرآة السـحـــر

نشر في: 7 مايو, 2010: 06:08 م

ريسان الخزعلي.../ الذاكرة /..تترك لدوبها باستمرار،وحين تكون الذاكرة شعرية،فأن  المسميات تأخذ من / الماء / مرآة لتواصلها ..حيث الماء حضور دائم ..،ولابد للذاكرة من ان تنكشف على /السيولة /لتبعد المواجهة عن اليباس الذي حز َّ بها كثيرا ً،والشاعر حين يصحو لاحقا ً على المفقودات المائية،فانه يتعلل بالماء،ومرآة الماء لتوثيق إمتداده ُالوجودي والحسي في الحياة .
والشاعر المبدع /محمود النمر / .. بعد ان تعرت البيوت من السقوف، لايملك إلا ان يندهش ويتحسر كثيراً، ولا يقدر إلا على المشاهدة المائية /بداية الخلق /معلنا ً انها (مرآة السحر ) والذي فيها هو  صبي الماء ... وتلك هي دالة ومدلول (بيوت بلا قبعات ) في المفتح  الاول .... يدخل / محمود النمر /الى الشعر بدهشة الحضور ويتفاعل مع المدركات بدويّ الحوادث،والتواصل الجديد مع الشعر،قصيدة النثر تحديداً،غير ان /الايقاع /يتسلل في  قصيدته وليس الى قصيدته،والفرق واضح بين الجهتين،لانه يمسك بطرف /الغناء /الاول ...،التكوين/البيئة/الجذور وصولا الى الصحوة الحقيقية ،ولأن هذا الايقاع غاطس ٌ في الوعي ..فان القصيدة تنشطر الى موسيقي وما هو غير موسيقي ضمن جماليات تأويل الموسيقى في الشعر :..ربما اخطف العبرة / حتى ارسم في ذاكرة صبي الماء /خطوطا ً اولى / انا  الولد ُ الذي يخطو نحوك / كي اسحق هذا العنف لدي /...،/المندائيات ٌ رغبنَّ هواك ../ فاستترت برغيف الخبز امرأة ٌ المندائية / المندئية قطعت خنصرها طمعاً فيكَ ../ وانت تطرزُ بالقبلاتِ ../ جسد َ امرأة ٍ مخبؤها البردي ../ وشهوتها من ماء .../ ان الذاكرة المائية قد شغلت تكويناتها (صبي الماء، المندائيات ، البردي ، شهوة الماء ).. ما منح هذه الذاكرة سطوة الادراك والمرآتية السحرية التي  يقابلها الشاعر بوجه ٍ ووجه ٍ آخر ./المحيطات ُ التي كانت تضيق بنا ،ولكن غرقنا بوشل ِالبرك /...،/ إن العمارة َ كانت ضفاف َ الخليج ِ وقالت عطشت ُ/....في / بيوت  بلا قبعات / .. تتنوع مستويات البناء الشعري ضمن مناخ قصيدة النثر وما يلحق بها من  الايقاع الاول .. فمن القصيدة ذات الجمل القصيرة الواثبة الى ما يتلوها، تجيء القصيدة ذات الامتدادات  المسترسلة بطواف لانهائي ..قصائد ( عرق ٌ من قصب،فبأي مقبرة ٍ بها حلمي رميم، النازحون من الجنوب، جنوب  الموت )مثالا ً ..وهي قصائد تمثل الهوية الألصق لمزايا شعرية محمود  النمر .  ...ماعادَ خوفي ثوب اطفالي الذين يهزهم طلع النخيلات اللواتي مااستفقّـنَ على الصبا في حقهنَّ / وما بلغن َ الحلم َ حتى كانت الاخرى تمارس ُبغيها في ثوب ناسكة  ٍتقول ُ وتدعي من مهرها بلغت فصول الزهدِ وانقلبت تراودُ أختها عن بعلها ..!!...وقصائد كالتي أشرتُ اليها تراوحُ بفنية جمالية .. حيث / الايقاع والنثر واللغة  التدويرية /تمنح الشاعر مساحته  في السرد الشعري تواشجا  ًمع ذاكرةٍ مائية موصوفة بالسيولة /سيدوري /الحانة / لوندري بولص /  بخار الماء ،الهدام / النهر .... التجربة الشعرية في /بيوت بلا قبعات /مشتعلة بذاكرات اخرى مازالت تمتلك  قوة تشابهها مع واقع  مسكون بالرعب والحنين وصبوات تصطدم بالحواجز (الشاعر كشف عن تجربته الشعرية بوضوح اكبر بعد عام 2003م /- والمجموعة تحدد ذلك ايضا ً،والذي اعنيه  /بالذاكرات الاخرى /.. (الشهادة ،الأم ،المراثي ،الشرنقات ،عرس النار ، الهتاف المسروق ) :... هي امي .. /ترتدي حزني وتستجلي الصواب / وترى ذنبي صغيرا ً/ بين كفيها كفص ِالملح ِ/لاتفضح ُ سري للشجر .../ .... ،/... / حين يموت ُ نيزك ٌ ../محترقا ً في قبضة الكواكب / تجهش ُ بإشتهاء /قافلة النجوم .../ .../. ... الخيل ُ والرغبات ُ تنأى وحدها / في بطن حوت .../ .../ .... آه ٍ .. لو .. ند .. ري / بو ..لص !!/ لارتاب َلصوص الحي / وانت َ تغسلُ الفجر َ بالبياض / وتحث ُ غسيل َالحبل ِ /لغزو  الشمس..../ بيوت بلا قبعات / .. مكتنزة بذاتها لذاتها ،لا تستعير إلا مدركاتها الفنية والجمالية وحدود تجربتها وايقاعها الخاص ،وشاعر هذه البيوت يعي كثيرا ً المعنى الشعري ،وتوليد الصورة الشعرية والوصول الى مساحة الشعر ،مأخوذا ًبحسه وتجربته ،دون افتعال ومواربة ،يمسك ُبالشعر دون تخطيط خارجي سابق للتوليد وغير منشغل ٍ بالتنظيرات التي فارقت اصحابها وفارقوها ...، انه ُ منكشف ٌ للريح ِ والعراء بصوت ٍ عال ٍ../ بيوت بلا قبعات / ./... البيوت ُ .. / لها  بين َ القلب ِ بيوت ٌ / فبعض تداعى /وبعض ٌ تملّك َ للعنكبوت / وبعض البيوت تهيل ُالتراب َ/  بخوف ٍ مسجى  /وبعض البيوت ِ بلا  قبعات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram