TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > إيقونة البوب والجنس كاتبة للأطفال .. من يروقه ذلك؟

إيقونة البوب والجنس كاتبة للأطفال .. من يروقه ذلك؟

نشر في: 8 مايو, 2010: 04:35 م

إعداد / أوراقتبدأ الحكاية الجديدة لمغنية البوب الامريكية، مادونا، من تحولها، فجأة، الى كاتبة لادب الطفل. السؤال الذي تواجهه اليوم أيقونة الغناء والجنس معا انه كيف أصبحت ملهمة للاطفال، ولم فاتها هذا الانشغال السردي المقرون بقضايا اجتماعية؟ الم تكن تتذكر؟ لكي نسبق الاجابات فان البعض يقول:" الامر يتعلق بالة تسويقية كبيرة".
مع ذلك، وان سمح لها مراقبو عالم الادب وعمالقته ولوج عالمهم، فانهم يتخوفون كثيرا من ان بتث مادونا ما يفترضه كتابها الجديد قيما للاطفال، وما يتوجبه ذلك، من استخدام لغة شفافة هادئة، بينما تعج حياتها بضجيج الجنس والشذوذ وهوس مراهقات البيض باغنياتها، حينا، وقفشاتها المثيرة احيانا اكثر. لكن من ناحية اخرى يبدو ان نموذج مادونا لا يختلف كثيرا عن نماذج اخرى مشابهة ولجت عالم الكتابة في سنوات متقدمة من الشهرة ليس الا ان تصبح موادهم علكة طويلة الامد بلسان الصحف والاذاعات المجلات.القصة التي اثارت الرأي العام بدأت بالطريقة التالية: حبس عالم الأدب المعاصر، وتحديدا أدب الأطفال، أنفاسه في انتظار "الورود الإنكليزية"، الجزء الأول من سلسلة كتبٍ للأطفال تحمل توقيع نجمة البوب الأميركية مادونا، وهو عمل من المقرّر أن يصدر في الخامس عشر من ايلول بـ42 لغة في أكثر من مئة بلد على نحو متزامن، منها تشيكيا وليتوانيا والنروج واسبانيا والصين واليونان والبرازيل وروسيا والدانمارك وتركيا وبلغاريا...الخ. حملة الإطلاق المعولمة هذه هي الأكبر والأشمل من نوعها في تاريخ قطاع النشر، خصوصا أنها من المرات النادرة التي تجتمع فيها دور نشر بارزة من جميع أنحاء العالم وتتحد ضمن إطار مشروع مشترك. والكتاب بحسب ناشره قصّة عن الصداقة والبراءة والعائلة والقيم الانسانية، ويُحكى عن حساسية مادونا العالية ككاتبة وعن تميّز موهبتها وسحر اسلوبها وعمق افكارها، كما يُحكى ايضا وخصوصا عن شغفها بالأدب الذي يرافقها منذ الصغر. rnشغف الادبيستغرب البعض عدم ظهور علامات هذا "الشغف بالأدب" على النجمة وأحاديثها من قبل. وبغض النظر عما وراء مشروع كهذا آلة تسويقية ضخمة تسعى الى الاستفادة من اسم مادونا، وبأن الجامع المشترك الذي وحّد دور النشر العالمية العريقة تلك ليس رسالة الأدب النبيلة بل دعوة العملة الخضراء التي لا تُردّ، وبأن المغنية "الحديثة الثقافة" لم تكتب على الارجح سطرا واحدا من القصة بل هي اوكلت الامر، على غرار سواها من المشاهير، الى ظلالٍ مجهولة الهوية.بيد ان امومة النجمة ربما "غيّرتها" وقلبت مواقفها وانعكست على تصرّفاتها. وسرعان ما تتبدد غيوم هذا التفسير عندما نراقب مادونا، عشية اطلاق الكتاب الشهير، في حفل موسيقي ضخم أقامته أخيرا مع كلّ من المغنيتين الشابتين بريتني سبيرز وكريستينا اغويليرا: فجل ما يمكن قوله هو إن القبلات الساخنة التي تبادلتها النجمة مع "تلميذتيها الشاطرتين" أثناء الحفل هي ابعد ما تكون عن عالم كتابها ذي البراءة المفترضة، أو على الأصح الإفتراضية.rnقفشة مادونا وما يشبههاتحيلنا "قفشة" مادونا الأخيرة هذه، وإن على نحو غير مباشر، الى مسألة الشبه بين الأدباء وذريتهم، أعني كتبهم. فهناك كتّاب يشبهون أعمالهم الى مدى بعيد، ونذكر منهم على سبيل المثال الماركيز دو ساد الذي لم يكن يقلّ "سادية" وهلوسة في حياته عن شخصياته وكلماته وتخيّلاته المجنونة. نذكر أيضا الكاتب الروماني اميل ميشال سيوران الذي كان متعاطفا مع النازية ويكره الشيوعية الى اقصى الحدود، والذي لطالما عبّر كذلك عن مواقف مناهضة للديموقراطية. وقد كانت هذه النزعات العنفية والعدائية والسوداوية واضحة في كتابات سيوران كما في سلوكه وخطابه، وهو صاحب جمل شهيرة على غرار: "من لا يتحالف مع الشيطان لا معنى لحياته"، أو "التدمير هو المهمة الوحيدة التي يجب ان يمارسها الانسان". أما الكاتب الفرنسي سيلين والشاعر الاميركي عزرا باوند، فكانا لا يقلان عن سيوران قسوة وتطرّفا، شفهيا وكتابيا على السواء، وهما المتعاطفان مع الفاشية والمناهضان للسامية. ويمكن ايضا ان ندرج في هذا الاطار، وإن في الموقع المقابل، مثل الروائي والشاعر الفرنسي جان جينيه، الذي سجن مرارا بتهم التزوير والسرقة، وذهب حدّ كتابة رواية تحت عنوان "يوميات سارق". كان جينيه إنسانا متمردا وغير امتثالي، وقد عبّر عن عصيانه القدري هذا في كتبه التي تخيّل قسما كبيرا منها في السجن، كما في حياته الحافلة بالمشاركة في حركات ثورية وباتخاذ مواقف مثيرة للجدل، اذ انضم مثلا الى حركة "النمور السود" في اميركا، وكان حاضرا في بيروت أثناء مذبحة صبرا وشاتيلا، فكتب يومذاك أحد أبرز نصوصه السياسية تحت عنوان "4 ساعات في شاتيلا". rnظاهرة ثقافيةتقول الكاتبة هديل غنيم ان مادونا، المغنية الأمريكية الشهيرة أصبحت عنوانًا للعديد من المقررات الدراسية في الجامعات الغربية، لا باعتبارها ظاهرة غنائية أو موسيقية، وإنما لكونها ظاهرة ثقافية تجسد تطورات مهمة لحقت بالعالم في نهاية القرن العشرين.لهذا تم صك وتداول مصطلح ظاهرة مادونا في الدراسات الإعلامية ومناهج النقد الثقافي والدراسات النسوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram