كتاب " اعترافات الحاج باولو كويلو " حوار : خوان ايرياس ، وترجمة : خضير اللامي صدر مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد.ويتضمن الكتاب حوارات في الادب والفلسفة والفن والحياة مع البرازيلي باولو كويلو ، الكاتب متعدد الاوجه ومتعدد الرموز ،
 والعسير على الفهم على كثير من نقاده في مجال الادب. فضلا عن ان علاقته مع قرائه لم تكن علاقة كاتب نمطي بقاريء .كويلو يجب ان يُقرا ابتداء من رواية " الجبل الخامس " عبر سلسلة قراءات ، وبشكل عام ، فان الاف المتلقين يطرحون تساؤلاتهم عبر الكتاب او يجدون الاجابة عليها، كأن الحالة الثقافية فيه تحولت الى مجموعة من جلسات العلاج النفسي والى تساؤلات تطرح على الورق ، ولكن بمواجهة مباشرة مع الكاتب. كثير من القراء يعترفون ان كتب الحاج باولو كويلو قد غيرت مجرى حياتهم ولكنهم في الوقت ذاته يريدون ان  يعرفوا من هو هذا الروائي الذي يبيع  ملايين النسخ من كل رواية يكتبها كان «كويلو» المولود في 24 أغسطس 1947 في ريودي جانيرو، دائما خارجا علي النظام، باحثا عن كل جديد، وأدي به ذلك إلي تجربة كل شيء مر به، حسنا كان أم سيئا. وفي أثناء فوران عام 1968، حين كان رجال حرب العصابات و جماعات الـ «هيبيز يسيطرون علي الساحة، وقع «كويلهو» في حب «ماركس Marx» (فيلسوف سياسي ألماني ومؤلف كتاب «رأس المال»، 1818-1883) و«إنجلز (اشتراكي ألماني، 1820-1895) و«شي جيفارا Che Guevara» (ثائر أرجنتيني، 1928-1967). وقد شارك في الانتخابات والتظاهرات. كما ساهم في كل الحركات التقدمية وكان جزءا من جيل «السلام والحب».وفي ذلك الوقت بدأ «كويليو» يمر بأزمة الإيمان، وانطلق يبحث عن خبرات روحانية جديدة، فلجأ إلي المخدرات وعقاقير الهلوسة والطوائف الدينية والسحر، مرتحلا في كل أرجاء أمريكا اللاتينية علي خطي «كارلوس كاستانيدا Carlos Castaneda» (عالم أجناس بشرية ولد عام 1925 في بيرو أو البرازيل حسب الروايات المختلفة وتوفي عام 1998).وفي النهاية، انصاع «كويلو» لرغبة والده والتحق بكلية القانون في جامعة «ريو دي جانيرو». ولكنه سرعان ما هجر الدراسة للعمل في المسرح، حلمه الجديد. وبالنقود التي جمعها من مهنة التمثيل، وبعد هروبه من مستشفي للأمراض العقلية، رحل «كويلهو» إلي الولايات المتحدة، حيث ساعده رفاقه من «الهيبيز Hippies» عندما نفدت نقوده.كانت عاطفته لا تزال متجهة للكتابة، فبدأ يخوض في الصحافة وأنشأ مجلة فصلية اسمها «2001». لم تستمر لأكثر من عددين، ولكنها كانت ذات أهمية قصوي لـ «كويلهو»، حيث أدي نشر إحدي المقالات بها إلي التقائه بالمنتج الموسيقي «راؤول سيكساس الذي تعاون معه في النهاية كمؤلف لكلمات الأغاني. تلك كانت أولي لحظات المجد بالنسبة لـ «كويليو». كان المغني يعمل في العديد من البلاد، وبدأ المال يتدفق بكثرة علي «كويلو» من عائد كلمات الأغاني لدرجة أنه اشترى خمس شقق سكنية. كما أنه كتب أيضا في صحيفة «الكرة الأرضية El »، إلى أن نشر كتابه الأول عام 1974 عن المسرح والتعليم.تلك أيضا كانت السنوات التي شهدت أقسى تجاربه مع السحر الأسود عبر كتابات وأفكار «أليستر كراولي (ساحر إنجليزي شهير، 1875- 1947)، والتي كانت من أصعب التجارب التي مر بها في حياته، وتحدث عنها بعمق في كتبه. وعندما تمكن «كويلهو» من تحرير نفسه من أغلال السحر الأسود التي كانت تشده إلي شفا الهاوية، كان عليه أن يمر بتجارب قاسية أخري في حياته: فقد تم اختطافه وتعذيبه على يد إحدى الميليشيات أثناء الحكم العسكري الديكتاتوري في البرازيل والذي استمر من 1964 إلي 1985 . وبما يشبه المعجزة، تمكن «كويليو» من النجاة بحياته من الاحتجاز والتعذيب. وقرر عندئذ وضع حد لجنون المخدرات والسحر الأسود وبدأ بالفعل حياة طبيعية، حيث عمل في العديد من شركات التسجيلات. ولكن الولع بالكتابة تحرك داخله ثانية عام 1976، فانتقل إلي إنجلترا كمراسل لعدد من المجلات البرازيلية وقرر أن يكتب قصة حياته، واستغرق منه الأمر عاما كاملا. ومع ذلك، فعند عودته للبرازيل، ترك المخطوط خلفه عرضا في إحدى حانات لندن، ولم تنشر سيرته الذاتية.بعد ثلاث زيجات فاشلة، تزوج «كويلهو» في عام 1981 من الرسامة «كريستينا أويتيسيكا التي كان مقدرا لها أن تشاركه أعظم نجاحات حياته ككاتب عالمي شهير. وهما لا يزالان زوجين سعيدين. ولكن حنين «كويليو» إلي الترحال للبحث عن رسالة حياته لم يضعف. وبالنقود التي كسبها ذهبا في جولة حول العالم لمدة ستة أشهر، إلي أن مر في أحد معسكرات الاعتقال الألمانية بتجربة روحانية عميقة وحادة غيرت مجر