وديع غزوانبعد ان صادق برلمان إقليم كردستان على موازنة عام 2010 , يتطلع المواطن الكردستاني بمزيد من الثقة الى ان يقطف ثمار ذلك , مشاريع ونموأ مضطرداً في جميع القطاعات .ومع ان حكومة إقليم كردستان قدمت الكثيرخلال المرحلة الماضية وبما متوفر من امكانات , تركزت اغلبها في مراكزالمدن , فان الاقضية والمناطق النائية تنتظر التفاتة اكبر من قبلها,
خاصة وانها كانت الاكثر تضرراً ومعاناة جراء ما تعرضت اليه من عمليات هدم وتدميروقدمت الكثير على طريق التحرير والاعتراف بحقوق الشعب الكردي المشروعة.ومن الامانة القول ان هذا الموضوع لم يكن غائباً عن ذهن مسؤولي الحكومات السابقة في الإقليم وبالاخص التشكيلة الخامسة برئاسة نيجيرفان بارزاني التي بادرت لتقديم العديد من الخدمات ومنها ايصال الكهرباء الى المناطق النائية بواسطة المولدات , الا ان من الموضوعية بمكان القول ان الانشغال بتثبيت اسس التجربة الكردستانية وخطوات توحيد الوزارة وما يتبع ذلك من اجراءات حالت دون ان تنفذ الحكومة كل ما تطمح اليه من مشاريع خدمية في تلك المناطق , كما ان مراكز المدن نفسها كانت تحتاج الى مبالغ وجهود مضاعفة لتنفيذ مشاريع تعكس وجه كردستان كنموذج يحتذى به ليس في بقية انحاء العراق بل في المنطقة بشكل عام , كل ذلك استدعى تاخير تنفيذ ما خططت له القيادة الكردستانية من عمليات بناء واعمار للقرى وتقليص الفجوة بينها وبين المدينة لما لذلك من فوائد ومردودات ايجابية كبيرة لامجال لذكرها هنا .وفي اطار برنامج القائمة الكردستانية وطموحها بان تشهد كل كردستان خلال المرحلة نهضة غير مسبوقة , بدأت الحكومة منذ فترة وفي اطار خطتها قيامها بزيارات الى الاقضية والنواحي والقرى والتباحث مع المسؤولين الاداريين فيها والمواطنين عن اولويات ما تحتاجه من خدمات , اذقام رئيس مجلس الوزراء الدكتور برهم احمد صالح ووزراء البلديات والسياحة والكهرباء والتربية والتعليم العالي والصحة وغيرهم بزيارات منظمة كان آخرها زيارة رئيس الحكومة برفقة عدد من الوزراء الى قضاء آكري ووضع حجر الاساس لاول مدرسة عصرية ضمن حملة وطنية لبناء (100 ) مدرسة في جميع مناطق كردستان .في هذه الزيارة قال رئيس حكومة الإقليم (جئنا كي نسمع ملاحظاتكم ومطالبكم ونريد خدمة هذه المنطقة وجميع مناطق كردستان وفق برنامج حكومي مدروس ..) كما ان تفقد وزير الصحة طاهر هورامي مشروع تنفيذ مستشفى الولادة والاطفال في راوندوز ومشروع بناء مستشفى آشتي في سوران وغيرها , اشارات الى ما سيتم انجازه من مشاريع كبيرة تكون الاولوية فيها للاقضية والقرى التي انتظرت وتحملت الكثير .واذا اضفنا الى كل ذلك متابعات البرلمان ولجانه مستوى اداء الوزارات والتنسيق والتعاون لوضع فقرات البرنامج الانتخابي للقائمة الكردستانية موضع التطبيق ليكون ملموساً من قبل المواطن , تيقنا ان ما حصل هواول الغيث وان الخير كما يقولون آت وكلنا امل ان تشهد المرحلة القادمة تشكيل حكومة اتحادية يحظى من خلالها كل العراقيين بفرص العيش بكرامة وامان والاستفادة من ثروات وطنهم المهدورة بين جشع بعض السياسيين وصراعاتهم وحمى الفساد المستشرية !
كردستانيات: أول الغيث
نشر في: 8 مايو, 2010: 05:10 م