TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(اليذب يعرف شلون يطلع)

هواء فـي شبك :(اليذب يعرف شلون يطلع)

نشر في: 8 مايو, 2010: 06:49 م

عبدالله السكوتي واليذب معناها الذي يرمي نفسه في الماء، ويحكى في هذا ان غزالا امضه الظمأ، فاخذ يفتش عن ماء، ووجد بئرا، فانحدر اليه، وشرب منه كفايته، وحينما اراد مغادرته صعب عليه تسلقه، فبقي في حيرة من امره، واثناء ذلك مرّ بقربه ثعلب، فعرف قصته، فقال له: (اليذب يعرف شلون يطلع) وقد ضمنه الشاعر:
واحزم الناس من لومات من ظمأ                                      لايقرب الورد حتى يعرف الصدراومعنى المثل، ان الانسان اذا اراد عبور نهر، عليه ان يتحرى اكثر الاماكن سلامة له في الساحل المقابل، حتى اذا وصله لايصاب باذى، ثم توسعوا في استعماله، فقيل ذلك لمن يقتحم المهالك لابد له ان يعرف كيف ينجو.حين اقبلت الكتل البرلمانية على خوض الانتخابات، لاحظنا في حينه بداية مرحلة مكتظة من المحاولات في الدخول بالائتلافات، لكن ماحدث ان كل كتلة راهنت مراهنة معينة على الشعب ؛ منها من راهن على الجانب الامني، ومنها من راهن على الجانب الطائفي، ومنها من استغل البسطاء في المواعيد والهدايا البخسة، كل كتلة برلمانية كانت تمني نفسها بالفوز، لكن الذي حدث، هو ذات الاحداث القديمة ولكن بصيغة ربما كانت مسيسة بعض الشيء، المهم بقيت جل المراهنات تصب في مصب الاتجاه الطائفي ولم تتحرك بعيدا عنه الا قليلا، وهذا القليل محض محاولات لم تحظ بالنجاح.معنى ذلك ان الفوز في الانتخابات كان الهاجس، ولم تكن الطرق ذات اهمية للبعض، من بعد ذلك اصبح الحكم هو الهاجس لدى الكتل الفائزة والكل ينادي بعالي الصوت انه استحقاقه الانتخابي ؛ هذه الديمقراطية لايمكن لها ان تصمد طويلا بحسب الجذور التي تبدو هشة بعض الشيء، لانها كما نرى سيطرة من نوع آخر، ربما تكون عاطفية مادتها الدين او المذهب، وهذا لن يؤدي بنا الى التقدم خطوة واحدة في سبيل تغيير آليات هذه الديمقراطية.سنبقى ننتظر التحولات التي تحدث في الديمقراطية، لان تجربة السنين الاربع الماضية افرزت نوعاً ما تحولا بسيطا في العملية الديمقراطية، والاجماع او التعاطف الذي نراه لدى المواطنين، اجماعا عاطفيا او دينيا ولايمكن له ان يبقى ثابتا ازاء التحولات، ومع اختلاف المواقف وربما المبادىء لدى السياسيين لكن تبقى الديمقراطية الخيار الاوفر حظا في طريقة الحكم، حتى بالنسبة للذي لايستطيع ان يفصل بين المفاهيم بطريقة السياسي المحنك.مهما تكن الاسباب، اي خلل يصيب المذهب الديمقراطي في العر اق، يعني عودة البديل السابق اي الدكتاتورية، وهذا الامر وبعد ان رأى الفرد ميزات الديمقراطية من الصعوبة تقبله او العودة اليه مرة اخرى، اذن نحن امام خيار واحد يجب ان نؤمن به ونهيء له اساسيات نجاحه ولاندع التجربة مجردة من الاضافات او الاجتهادات، بحيث تبقى جامدة ومتخلفة، وبما ان الديمقراطية في العراق خاصة علينا تطويرها والاستفادة من تجارب الاعوام السابقة، كي نستطيع ان نحرك آليات هذه الطريقة نحو الافضل، وعلينا ايضا ان نخطو خطوة نحو توسيع آفاق المشاركة باتخاذ القرار، واقناع الاطراف المشاركة في العملية بضرورة تثبيت الاسس الصحيحة للديمقراطية، وذلك يتم عبر التخلي عن المفاهيم الضيقة والمؤسساتية، ويستطيع السياسي ان يكون فاعلا في اي موضع يوضع فيه، فالديمقراطية تعني الحياة العادلة والمتوازنة والمرضية للجميع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram