ترجمة: نجاح الجبيليمنذ نشرها عام 1943 أدهشت قصة الأطفال الكلاسيكية " الأمير الصغير" أجيالاً من القراء بحكايتها الخرافية عن العزلة والخسارة.قصة صبي أشقر غامض يختفي في لحظة ما أن تبدأ رواية قصته اضطلعت بموازاة ملازمة أخوين اختفى المؤلف دون أن يترك أثراً بعد سنة. ولم يعثر على جثة أنطوان دون سان- أكزوبري
بعد سقوط طائرته الاستطلاع في الحرب العالمية الثانية في البحر الأبيض المتوسط: وقد أصبحت قصة "الأمير الصغير" ميراثه الذي يعتقد بأنه الكتاب الأكثر قراءة بصورة واسعة في العالم بعد الكتاب المقدس. سوف يعرض في مزاد سوثبي الشهر المقبل فيلم نادر للكاتب الغامض ويحيي سانت أوكزبري. ويستغرق هذا الفيلم القصير دقيقتين و19 ثانية ولم يعرض من قبل للجمهور وقد تم تصويره من قبل مخرج مبتدئ غير معروف بكاميرا 16 ملم من نوع كوداكروم. وقد صنع الفيلم عام 1942 حين كان أوكزبري في منفاه في كندا ويظهر فيه الكاتب على متن قارب ضاحكاً مازحاً ومحاطاً بالنساء. ويُظهر الفيلم أيضاَ زوجته كونسولو التي لم يسجل لها فيلم سابقاً كما يعتقد، والتي كانت لها علاقة صاخبة معه خلال فترة صعبة من زواجهما. ويعتقد بأنه الفيلم المهم الوحيد عن سانت أوكزبري في الوجود ويتوقع أن يحصل في الأقل على 50000 جنيه استرليني حين يعرض في المزاد في باريس في 18 آيار.وصفت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية هذا الفيلم القصير كونه "معجزة صغيرة غير متوقعة"وصرحت فريدريكه بارنت ،خبيرة سوثبي التي تتولى البيع، لصحيفة الغادريان بأنها كانت مندهشة بعد العلم بالفيلم. وتضيف:" كنت افترض أنه سيكون مثل الفيلمين الآخرين الموجودين اللذين يظهرانه بشكل وجيز ومن بعيد. وحين أرسل لي البائع صورتين من الفيلم فوجئت. وكان هنا أوكزبري يتنفس الحياة وهنا "كونسولا" التي لم نرها أبداً في فيلم". وقد صنع الفيلم المبتدئ حين زار سانت أوكزبري وكونسولا مدينة مونتريال. كانا يعيشان في أمريكا وهربا من فرنسا عند اندلاع الحرب العالمية الثانية إذ تعرض الكاتب وهو طيار تجاري إلى النقد بسبب عدم مساندة قوات فرنسا الحرة التابعة للجنرال دوغول في لندن.في عام 1943 ولكي يصلح صورته في عيون مواطنيه التحق بالقوات الجوية الفرنسية في شمال أفريقيا لكن في تموز 1944 وبينما كان في طلعة استطلاع في فرنسا التي يحتلها النازيون اختفت طائرته فوق البحر الأبيض المتوسط.جاء موته بعد سنة من تأليفه كتاب "الأمير الصغير" وهي رواية قصيرة ترجمت إلى 180 لغة وبيعت منها أكثر من 80 مليون نسخة في مختلف بلدان العالم. تقول السيدة بارنت:" أوكزبري في الفيلم محاط بنساء في حين تراقبه كونسولا بعينيها ونراها تسوق القارب. وكان مازحاً وضاحكاً ويبدو ساحراً ومحبوباً؛ وهو تصوير غير مألوف تماماً لسانت أوكزبري وبالأخص حين يقال بأنه كان في ذلك الوقت كئيباً ومريضاً" وتضيف:" يبدو شاحباً وتعباً ولديه هالات سود تحت عينيه لكن ما هو مدهش أننا نراه في غاية السعادة على الرغم من أننا نعلم بأنه كان في ذلك الوقت في كندا من أتعس الأزمان في حياته. الأمر في منتهى الإثارة وبالاخص أن الناس مازالوا مسحورين بسان أوكزوبري".وسوف يباع أيضاً مع الفيلم السجل اليومي لليخت. ويحتوي على صورة شخصية مرسومة له مع كلمات:" تلك صورتي وأنا اكتشف كندا – وأنا في غاية العجب. سوف أعود.. أنطوان دو سان-أكزوبري وكونسولا". الجدير بالذكر أنه في عام 2007 وفي مزاد سوثبي تم بيع عشر رسائل حب بعثها سان أوكزبري إلى فتاة موظفة عسكرية في الجزائر بقيمة 190000 جنيه استرليني كما بيعت العام الماضي إحدى المخطوطات بخط يده في المزاد بقيمة 250000 جنيه استرليني.
يعرضه مزاد سوثبي قريبا..فيلم قصير نادر عن سان أكزوبري
نشر في: 9 مايو, 2010: 05:16 م