TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : عقوق وقطع صــلات الـرحــم

كلام ابيض : عقوق وقطع صــلات الـرحــم

نشر في: 9 مايو, 2010: 05:29 م

كريم محمد حسين ظاهرة ملفتة للنظر والسمع ألا وهي العقوق وقطع صلات الرحم، وفي الآونة الأخيرة، طفت على سطح المجتمع بعض الحالات من هذا النوع من قطع صلات الرحم أو عقوق الوالدين، وهذه الحالات تعد مؤشرا خطيرا لانهيار قيم اجتماعية عاش عليها المجتمع بكل طوائفه ومكوناته،
 وهذه الحالة لاتنحصر في  مكون اوطائفة او محافظة انما اخذت تظهر نتيجة عوامل اجتماعية عديدة افرزتها الحروب والاوضاع الاقتصادية في زمن النظام السابق وعوامل جديدة ظهرت بعد التغيير خصوصا في فترة الاحداث الطائفية وتصاعد وتيرة العمليات الارهابية واستسهال قتل الابرياء في الاسواق والشوارع والجوامع والكنائس وكل هذه الاحداث تؤثر على بعض الناس، خصوصا الاجيال التي ابعدتها هذه الاحداث عن قيم وفضائل مغروسة في المجتمع بالاضافة الى ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين اوساط الشباب غير الواعي اوغير المتعلم فنرى الجرائم التي تحدث من اجل حفنة دنانير واعمال جنونية يقوم بها شبان مغرر بهم او مخدرون تماما وغائبون عن الوعي فيقدمون على افعال شنيعة يعتبر من ابسطها  عقوق الوالدة او الوالد فتظهر حالة كل يوم ونرى ولدا يأخذ امه المسنة من يدها ويضعها امام جامع او على قارعة الطريق ويتركها دون ادنى رحمة او رأفة وكأنها لاتعنيه بشيء ولا يتذكر بأنها هي التي انجبته واتت به الى هذه الدنيا وتحدث هذه الحالات مع البنات ايضا وهن يتركن امهاتهن في ردهات المستشفيات وهن بين الحياة والموت، وهناك حالات كثيرة من هذا النوع اخذت تظهر مع اهمال واضح من المؤسسات الدينية والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الذي هو الآخر معني بهذه الظواهر التي اذا ماانتشرت ستؤدي الى انهيار كبير في البنى التحتية المجتمعية فعلى هذه الجهات الثلاث مسؤولية كبيرة، فالمؤسسة الدينية عليها التوعية والارشاد والاسهام في معالجة حالات حتى تكون مثلا يحتذى به في التقويم والاصلاح، والمؤسسة الحكومية عليها المسؤولية الكبرى وهي توفير مستلزمات العيش من ايواء وملبس ومأكل ورعاية صحية واحتضان، وعلى المجتمع المدني المتابعة وتقصي الحالات المماثلة ووضعها امام المسؤولين سواء كانوا من الحكومة او رجال الدين كذلك العمل على الجهد التعبوي المجتمعي حول مسألة خطيرة ومهمة الا وهي العقوق، لانها اذا اصبحت حالة مستشرية وتترك من دون معالجات تربوية وتوعوية فكلنا سنصبح اهدافا محتملة لابنائنا وبناتنا في زمن قادم يفسر اهتمام الابناء بالآباءعلى انه عائق امام حمى التطور والتحضر وعصر السرعة، ونحن الآباء سنكون حجر عثرة امام ابنائنا، ونرجو ان لايحدث ذلك لاننا رضعنا القيم وتعاليم الدين مع حليب امهاتنا وهذه الحالات تبقى غريبة ومعيبة وعلينا الاهتمام بها لانها مسؤولية الجميع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram