اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > متى تتحول الحكومة الورقية الى الكترونية ؟!

متى تتحول الحكومة الورقية الى الكترونية ؟!

نشر في: 10 مايو, 2010: 05:22 م

وائــل نعمة تصوير/ سعد الله الخالديحصل على مكافأة من احدى الدوائر التابعة لوزارة المالية، المكافأة كانت نظير خدمة قدمها لتلك الدائرة، وبعد علمه بمبلغ المكافأة التي كان في امس الحاجة اليها ذهب مسرعا الى الدائرة المعنية وكانت « المطبات « قد بدأت فور وصوله الى باب الدائرة! « وين رايح؟ وشعندك « كانت هذه كلمات رجل (الاف بي اس)
 الذي يقف عن باب المكان والذي انهال عليه بكم هائل من الاسئلة انتهت بدخوله الى الاستعلامات بعد ان افرغ رجل الامن ما في جعبته من أسئلة. ولكن على مايبدو ان القائمة لا تزال طويلة، فالاستعلامات اخذت الدور الاخر فيما تبقى من الاسئلة حتى شعر الرجل « المكافأ» برغبة بالرجوع والتخلي عن مبلغ المكافأة.اخيرا وصل الى الحسابات ليستلم المبلغ الذي وعد به! لكن كانت الورقة التي يحملها تحتاج الى توقيع 7 موظفين لايزيدون ولايقلون عن هذا العدد! وتخيلوا الموضوع، موظف خرج لتناول الفطور، والاخر حشر في الازدحامات، والاخرى لديهااطفال ولاتستطيع تركهم اليوم لوحدهم في البيت، ومن تبقى فأنه مشغول بشرب الشاي! أحمد سعدي كان يريد استلام مكافأته ولكن لو كان لديه معاملة فكيف سيكون الامر؟في الألفية الثالثة ونحن في الألفية الثالثة والعالم يمضي في مسيرته مع التقدم العلمي والتكنولوجي والقفزات النوعية التي برزت في عالم الاتصال والبرمجة الالكترونية. الا ان دوائر الدولة في العراق باقية على ماهي عليه وكأنها تعيش في العصر الحجري، فالمواطن الذي لديه قضية في إحدى دوائر الدولة يبدأ بكاتب العرائض الذي يجب ان يكتب طلبه ويرسله ليجلب طابعاً من احد المح وفايلاً من محل اخر ثم يوجهه الى الدائرة ليستوقفه شخص لا يعرف حتى القراءة وعلى أن يفهمه قد أخذ من وقته 15 دقيقة ثم يتوجه الى الشباك الذي يجده مليئاً بالمراجعين تحرقهم وتصهرهم حرارة الشمس.في حينها قد يتمنى اي مواطن أن لا تكون لديه أي معاملة اجرائية في دوائر الدولة، ومنهم من يضطر الى البحث عن شخصية لها صلة او معرفة مع أحد موظفي الدائرة التي تكون فيها معاملته ويدفع رشوة لتسهيل المعاملة!!.حامد الذهب (39) سنة (كاسب) يقول: قبل يوم من ذهابي لاحدى الدوائر الحكومية لانجاز معاملتي هيأت جميع مستمسكاتي الرسمية وغير الرسمية (الاصل والصورة) المطلوبة وغير المطلوبة خوفا من طلب احد الموظفين أحد المستمسكات ورجوعي ثانيا وهذا ما يؤخر المعاملة ليوم ثان، وعند وصولي الى الموظف المعني ورؤيته لمعاملتي ومستمسكاتي قال: ان (هوية الأحوال المدنية) ليست « ام الفسفورة « وكأن كل المستمسكات لاتغني عن « الفسفورة «. حينها اضطر حامد ان يغير هويته! ويدخل في متاهات دائرة الجنسية وهذا عالم اخر من الروتين.rn(تعال باجر)!!هذه المفردة لا تزال في أفواه اغلب موظفي الدوائر الحكومية، كما تقول ام محمد  مدرسة متقاعدة: لا توجد معاملة في دوائر الدولة خصوصاً العقاري والطابو الا وتحتاج الى أشهور طويلة، وذلك لاعتماد وسائل قديمة للتاكد من الوثائق الثبوتية للشخص ونوع الملك وغيرها، ما يجعل لفظة (تعال باجر) كلمة مألوفة تردد بصورة طبيعية على  لسان الموظفين في مثل هذه الدوائر.rnتكرار المراجعةعدم وضوح المطلوب من المراجع، تجعله يطرق أبواب الدائرة المعنية عدة مرات كما تقول هدى علي (ناشطة في مكافحة الفساد الإداري والتوعية الإعلامية): عدم دقة الموظف وإفهام المواطن ما المطلوب منه خصوصاً كبار السن، وطلبها تباعاً تجعل المواطن دائم التردد على الدوائر، يدور في دوامة لا يعرف الخلاص منها،وأيضاً وجود نقص في الوثائق تجعل الموظف المسؤول يهمل هذه المعاملة،وبالتالي ضياعها في زحمة الأوراق، ولعل الأمر  واضح في دوائر الرعاية الاجتماعية التي تتعامل مع نوعية معينة من الأشخاص اغلبهم من الأميين وكبار السن.rnإجراءات مملة فؤاد حسن وجدناه في أحدى دوائر وزارة التربية حيث قال: لا اعلم ما هو الغرض من كتابة الطلب المعين الذي انا أريده عند الموظف الموكل بهذا الامر ومن ثم (تهميشه) من قبل المعاون ومن ثم رجوعه الى الموظف نفسه ليرسلك الى موظف اخر يطبع لك هذا الطلب وبعدها تعود الى الموظف الاول الذي بدوره يرسلك الى المعاون مرة اخرى ليوقع عليه، هذه من غير الصادر والوارد طبعا؟فيما قال (احمد عبد) المراجع في احدى الدوائر التابعة لوزارة الداخلية: ان مشكلتي بسيطة ولكن لا اعرف متى تنتهي فاليوم هو الرابع لي في هذا الدائرة ولم تنته بعد والسبب هو الموظف الذي اجده اليوم، ولا استطيع ان اصل اليه او ان اجده في اليوم الاخر، وهذا بسبب اجتماعه او خروجه ولا يوجد بديل يحل محله؟اما السيد محمد مرتضى (مراجع) فقال: الروتين قاتل ارجو الخلاص منه، ولكن وفق اساليب حديثة ومتطورة نستغني بها عن هذه المراجعات المملة، نعم هناك حقوق للمواطن والدولة، ولكن ليس على حساب المواطن الذي يتأخر أياماً في بعض الحالات تاركا عمله في سبيل انجاز معاملة معينة، وها انا ومنذ ايام لم تنجز معاملتي والسبب هو خطأ بسيط في تاشير الكتاب (الصادر)، علما ان جميع المعلومات الأخرى صحيحة. اما  حسن حيدر (مراجع) فقال: التطور الحاصل في دول الجوار يجعلنا في حيرة وتساءل متى نصل الى ما وص

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram