فريق المدى تصوير : مهدي الخالديقرار وزارة المالية بأيقاف منح السلف للموظفين، أثارت ردود أفعال تلك الشريحة التي جعلت من مبلغ الخمسة ملايين على الرغم من ضألته نقطة شروع لنسج وبناء العديد من الاصلاح التي من شأنها النهوض بواقع تلك الشريحة، بعضهم أستدان المبلغ مسبقا ودفعه كقسط أولي لشراء سيارة، أو اثاث منزلي، او لبناء غرفة داخل منزل مزدحم بعدد افراد عائلة كبيرة...
 أسئلة مهمة نضعها على طاولة أصحاب القرار... ماذا يفعل هؤلاء؟ وهل الوزارة حين أطلقت السلفة لم تضع في حسابها الموازنة  الكافية لجميع الموظفين؟ سكن لسنوات طويلة مع اهله في البيت الصغير ذي 130 مترا مربعا، وتزايد نفوس الموجودين بعد ان تزوج اخوانه الثلاثة في المنزل نفسه حتى ضاقت بهم الجدران وقلبوا المطبخ الى غرفة نوم لاخر عروس دخلت المنزل الصغير.جاسم حساني (40) عاما، يعمل موظفا في احدى دوائر وزارة الصحة، ومرتبه المتواضع يكاد لايسد نفقاته المقننة، وافواه اطفاله لاتسكت عن طلبات المدارس وشراء الملابس، وجل تفكيره توسيع البيت المكتظ بالساكنين ليجد الراحة مع اطفاله الاربعة. حينها جاء نبأ السلفة التي اعلنت عنها وزارة المالية، واستبشر جاسم بالخمسة ملايين لكي يبني غرفة او اثنتين فوق المنزل، لكن وزارة المالية  قد أبت ان تجعل الامل يدب في بيت جاسم المزدحم حينما اعلنت عن توقف السلفة الممنوحة من قبلها!rnما بعد الوعود! مجموعة كبيرة من الموظفين،وقفوا حائرين من قرار وزارة المالية، بإيقاف صرف السلف المالية  وحتى أشعار أخر فالأمر لايخلو من مخاطرة كبيرة قد يتعرض لها الموظف بعد ان تكفله موظفون آخرون وهكذا أصبح الأمر مثل  الحلقة  التي تدور بين الموظفين وكل موظف يتمنى أن يحصل على المبالغ قبل غيره،وفي الوقت الضائع يأتي قرار وزارة المالية بإيقاف صرف السلف للموظفين ودون سابق انذار. وغالبية الموظفين كانوا يشتكون من الروتين الممل لدوائرهم والتعقيدات التي استنفرتها مصارف الرشيد والرافدين والتي جعلت البعض من الموظفين يقفون في طوابير طويلة تذكرنا بطوابير الأسواق المركزية. بعض مدراء فروع هذه المصارف قام بإجراء قرعة أسبوعية ومن كان سعيد الحظ وسحب اسمه او من كان لدية (معرفة) بأي موظف كان حتى ان كانت درجته الوظيفية لا تمكنه من الجلوس خلف مكتب أنيق! انما لتقديم الشاي لضيوف المدير ومعاونيه،فان معرفة هذا الشخص تعتبر بأن السلفة قد اصبحت في جيبك! rnالحصول على سيارة!حيدر محمد موظف في وزارة التعليم العالي كان لديه رغبة كبيرة في الحصول على سيارة بعدما قضي سنوات طويلة متنقلا بين « التاتات « ومن ثم « الكيات « وكانت الفرحة كبيرة حينما سمعت زوجته واطفاله بأنه سيأخذ سلفة تمكنه مع ماادخره طوال عمره الوظيفي، ولكن بعد ان تأخرت السلفة استدان من  صديق له على حساب السلفة القادمة، وبعد ان توقفت السلفة اصبح حيدر في موقف الحائر. rnقطعة الأرض المهملة بينما كان الحال مع عمار كاظم احد موظفي (وزارة الصناعة) ومن ضمن الكيانات المنحلة في التصنيع العسكري، قد عزم على بناء قطعة ارض كان قد اشتراها قبل سنوات وتركها الى حين تأتي الدنيا بما لايتوقعه! لانه كان مدركاً بأن السنوات الطويلة التي قضاها متنقلا بين مشتمل وشقة والتي تقصم  ظهر مرتبه الى النصف او الاكثر احيانا لن تزول مالم تظهر معجزة في طريق حياته. كانت السلفة التي وصلت الى مسامع عمار قد جددت الامل واعطته فرصة التفكير من جديد في بناء قطعة الارض المهملة، ولكنه الان ادرك بأن زمن المعجزات قد ولى ولن يرى السلفة حتى في الاحلام! rnلا تخلو من «الواسطة»  فيما يقول سلمان محمد مدرس في مدرسة اليافعين لقد قدمنا أوراق الحصول على السلفة منذ مايقارب الشهر تقريبا لكن مصرف الرافدين فرع زوية قال ان موعد استلامنا سوف يكون يوم 5\6\2010مع العلم ان البعض من المدرسين والمعلمين استلموا المبلغ قبلنا  لان لديهم (واسطة)! وما سوف يكون مصير معاملتنا الان الركن على الطاولات ام وضعها تحت أقداح الشاي عند تناول الموظفين فطورهم الصباحي،بينما يقول ثامر حسين موظف في وزارة التجارة،أكملنا كافة الإجراءات المطلوبة من اجل الحصول على مبلغ السلفة وانا من ضمن من كان حظه عاثرا لأنه لم يحصل على مبلغ السلفة حتى وقتنا الحاضر وقت تورطت واشتريت أثاثاً للبيت بالتقسيط وألان انا في حيرة في أمري  فماذ اخبر ألان صاحب المحل هل اخبره بوقف صرف السلفة او ماذا. شريحة مظلومة فيما يرى بهاء شاكر موظف في وزارة الزراعة بأن شريحة الموظفين قد ظلمت في السنوات السابقة ابان حكم حزب البعث وقلص من راتبه حتى جعله اكثرشرائح المجتمع بؤسا  في البلد واصبحت كلمة وظيفة مثيرة للضحك لانه سيقضي حياته يهرب من الديون ويركب الدراجة الهوائية وظهره محني من رزم الازمات. ويقول « بعد التغيير كانت هناك بوادر لانصاف الموظف وتميزه عن بقية الشرائح لاعتبارات الشهادة والخبرة والخدمة الطويلة، لكن هذه التفضيلات كانت تدخل في المد والجزر ويوميا نستلم وعوداً ونرتبها في اذهاننا ونبني عليها الامنيات ولكن بجرة قلم تهدم قصورنا الرملية، وهذا مايحصل الان بعد الوعود