عامر القيسياختتمت في بلاد المسلسلات الطويلة والتي استحوذت على قلوب واهتمامات العائلة العراقية، في اسطنبول اختتمت اعمال القمة الثلاثية، ولاننا منشغلون بهمومنا وما اكثرها فاننا لن نبحث كثيرا في اجواء القمة التي جمعت رئيس الوزراء التركي اردوغان والرئيس السوري بشار الاسد
وامير قطر الشيخ آل ثاني. الوان الاجتماع غريبة ومتنافرة، لكنها كانت منسجمة فيما يخص الشأن العراقي، فهم يباركون انتخاباتنا، ونحن بالمقابل نشكر مباركتهم، لكنهم ينزعون عنّا فرحتنا بمباركتهم السريعة، بتحويلنا الى تلاميذ في مدارسهم الديمقراطية العتيدة، وتلاميذ عند مدارس الروح الوطنية التي يريدون ان يعلمونا اياها، يؤكدون على وحدة التراب العراقي وسلامته، وليس ذاكرتنا من الخمول الى الدرجة التي لانتذكر أو لانعرف ان تركيا، على سبيل المثال، حولت حدودنا الى سوق مريدي، فهي تدخل متى تشاء وتخرج متى تشاء، وتقصف في اي لحظة تراها مناسبة، ومع ذلك فهي تؤكد على وحدة التراب العراقي، يدخل القادة الثلاثة الى المنطقة المحرمة عليهم وهي الديمقراطية والانتخابات، فهم يطالبوننا باحترام نتائج الانتخابات، التي لم تظهر نتائجها النهائية بعد ولم تتم المصادقة على نتائج اي محافظة وما زال السجال الديمقراطي قائما بيننا حول العد والفرز والطعون والابعاد والاصوات المحسوبة وغير المحسوبة. ولو تفحصت وتأملت عزيزي القارئ عن نوع الديمقراطية التي في بلدانهم، لاستغربت كثيرا سبب حديثهم عن احترام نتائج الانتخابات عندنا في الوقت الذي لايحترمون هم شعوبهم التي تتطلع عيونها الى تجارب العالم الديمقراطي ومنها تجربتنا رغم كل مثالبها والانتقادات الموجهة لها من داخل البيت العراقي نفسه. لو نصحنا الاميركان لقلنا ان لهم باعا طويلا في الديمقراطية ومشكلاتها واساليب حل عقدها.لو فعل الشيء نفسه الانكليز لشكرناهم لانهم امة عريقة في ديمقراطيتها وفي فلسفتها. لوقال لنا الفرنسيون هذا الطريق افضل من ذاك لتقبلنا رأيهم بروح رياضية عالية لان لهم تجربتهم وثورتهم وربما مروا بظروف تشبه ظروفنا رغم بعدها الزمني. لو نصحنا اي منصف لشعبه.. لما انزعجنا. لكن ان تأتيك النصائح من الذي يخاف من كلمة ديمقراطية، من الذي يتفنن في طرق محاربتها، من الذين يحبون البيعة الى مداها الاخير ويفضلون وراثة العروش على صناديق الاقتراع. فهذا هو التناقض الحقيقي والنفاق المكشوف في الخطاب السياسي الموجه للعالم ولنا بالدرجة الاولى، وكأننا لا نعلم من حفر البئر و...... دول القمة الاشقاء منهم والاصدقاء، أرسلوا رسالة في خطابهم هذا تحمل الكثير من الاشارات السلبية، دلت، دون اي لبس الى التدخل المباشر في الشأن العراقي، وهم اعرف من غيرهم اننا لم نتدخل يوما لافي شؤونهم الصغيرة ولا الكبيرة، بل اننا فكرنا مئات المرات ان ننتقل الى قارة اخرى لكن المستحيل والقدر الجغرافي سخرا من تفكيرنا، وكما يقال، للحقيقة، ان جلّ مشاكلنا من الذين اصدروا البيان وغيرهم من دول الجوار والاقليم، وصرنا نتحاشاهم ونحن نمشي في طريقنا الى المدرسة! هذا يوجه اعلامه ضدنا وضد تجربتنا، والآخر لايتوانى عن دفع الملايين ليغير ارادة الشعب، والثالث فتح ابوابه وحدوده لحثالة البشرية كي يأتوا ويقتلونا في بيوتنا مع اطفالنا. فكيف نفهم النصيحة على انها بريئة وخالية من الاهداف البعيدة منها والقريبة.
كتابة على الحيطان ..إذا كان الكلام من فضة....
نشر في: 10 مايو, 2010: 08:25 م