اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > آخر معقلين للماويين فـي آسيا

آخر معقلين للماويين فـي آسيا

نشر في: 11 مايو, 2010: 04:27 م

د. عبد الله المدنيمن  بعد خفوت صوتهم وتراجع نفوذهم في النيبال على أثر الإنجاز الوحيد الذي حققوه - إن كان بالفعل إنجازا - وهو الإطاحة بالملكية وإعلان الجمهورية، لم يعد للماويين معقل ينشطون فيه ويمارسون هواية التخريب والتمرد على النظام وإطلاق الشعارات الخاوية
 التي لم تعد مهضومة حتى في بلاد المعلم "ماو" نفسه، إلا في دولتين هما الهند والفلبين. وسوف نخصص هذا المقال للحديث عن ظروف التمرد الماوي في هذين البلدين الديمقراطيين، والتحديات التي تواجهها حكومتاهما، وأسلوب كل منهما في التعامل معها. rnأولا: في الهندالمعروف للمتابعين أن التمرد الماوي في الهند له من العمر الآن عدة عقود، حيث ظهر على السطح لأول مرة في الستينات من القرن المنصرم إنطلاقا من قرية "ماكسالباري" في ولاية البنغال الغربية، قبل أن ينتشر كالنار في الهشيم وتدعي السلطات أنها تمكنت منه، لكن ليعود وينهض مجددا في مناطق مختلفة من البلاد في الثمانينات، ويصل عدد المنضوين تحت لوائه إلى ما بين 10 -20 ألف عنصر.صحيح أنه بمرور الزمن تضاءلت قوة الماويين الهنود ونفوذهم، لكن الصحيح أيضا أنه لم يسبق أن وجد دليل قط على هزيمتهم أو القضاء المبرم عليهم. بل يمكن القول أن أخطارهم وتهديداتهم صارت تأخذ في السنوات الأخيرة منحى تصاعديا بدليل الإحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية الهندية والتي نقرأ فيها أنه في عام 2003 تأثرت 55 ناحية في 9 ولايات من ولايات الهند الثماني والعشرين بالأنشطة الماوية، وفي عام 2004 تأثرت 156 ناحية في 13 ولاية، وفي عام 2005 تأثرت 170 ناحية في 15 ولاية، وفي عام 2009 تأثرت 223 ناحية في 20 ولاية. ولعل هذه الأرقام التصاعدية هي التي دفعت رئيس الحكومة الهندية الدكتور "مانموهان سينغ" إلى وصف التمرد الماوي في بلاده مؤخرا بأنه أكبر تهديد داخلي تواجهه الهند.والحقيقة أن قول الرجل ليس فيه أدنى مبالغة، ليس بسبب إتساع الرقعة التي يمارس فيها الماويون الهنود أنشطتهم، وإنما أيضا بسبب التغير النوعي في خططهم. فمن بعد أن كانوا محاصرين داخل الغابات والأحراش، ولا يجرأون على الإحتكاك بالمواطنين وقوات الأمن إلا فيما ندر، صاروا يهاجمون السجون لتحرير رفاقهم المعتقلين، ويدمرون خطوط السكك الحديدية وأبراج الاتصالات الهاتفية،ويختطفون عربات السكك الحديدية بحمولاتها، ويزرعون الألغام في الطرق التي عادة ما تسلكها قوات الشرطة، وذلك على نحو ما حدث في الرابع من أبريل المنصرم حينما قتل أربعة من رجال الشرطة بتلك الطريقة في ولاية "أوريسا" الشمالية. تلك الحادثة التي أعادت إلى الأذهان ما فعلوه في فبراير المنصرم حينما داهموا معسكرا لقوات الأمن في ولاية "البنغال الغربية".وبطبيعة الحال، فإن مثل هذه الحوادث، وآخرها نجاح المتمردين الماويين في منتصف إبريل الماضي في قتل 76 من رجال الأمن الهنود في كمين نصبوه لهم في مقاطعة "تشاتيسغار"، ما كان ليمر دون أن يفجر جدلا ونقاشا واسعا في الوسائل والمنابر الإعلامية والسياسية داخل الهند. ففي الوقت الذي إعترضت فيه جماعات حقوق الإنسان ونشطاء منظمات المجتمع المدني وكتاب الرأي وفي مقدمتهم الروائية المعروفة "أرونداتي روي" على إستخدام القوة لمواجهة التمرد الماوي بدعوى أن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من سفك الدماء، وتعريض حياة قوات الأمن للخطر، خرج فريق ينتقد الحكومة بسبب تساهلها في التعامل مع الماويين،أو بسبب إعتمادها في مقاومة المتمردين على قوات لا تملك الخبرة الكافية في حرب العصابات والحرب النفسية والإستخباراتية، وظهر فريق آخر يطالب بأن يزج الجيش في المعركة بدلا من قوات الأمن والشرطة، لأن الأول أحسن خبرة وأفضل تدريبا، وأكثر إمتلاكا للإسلحة الحديثة المتطورة من الثاني. بل ظهر فريق ثالث يطالب الحكومة بضرورة إستخدام المقاتلات الحربية والمروحيات في قصف الماويين من الجو، وذلك على غرار ما فعلته قوات الجيش السريلانكي العام الماضي في حربها مع المتمردين التاميل والتي إنتهت بتحقيقها نصرا مدويا.وكما كان متوقعا، فقد إنبرى للمطالبين بإستخدام سلاح الجو للقضاء على الماويين، بعض رموز جماعات حقوق الإنسان وكتاب الصحافة المحلية، قائلين أن جيش البلاد قد أوجد للدفاع عن حدود الوطن، وليس لسفك دماء المواطنين أيا كانت المبررات والحجج! ومحذرين من أن إستخدام القصف الجوي في مناطق وعرة أومكتظة كالتي ينشط فيها الماويون قد يؤدي إلى وقوع ضحايا كثر من الأبرياء، الأمر الذي قد يبعد الناس عن الدولة ويقربهم من المتمردين. وردا على مثل هذا الكلام قال وزير الداخلية الهندي "بالانيابان تشيدامبارام"، موجها حديثه بصفة خاصة إلى دعاة حقوق الإنسان: "أن حكومتي قد لا تلجأ في الوقت الحاضر إلى القصف الجوي، لكنها ستترك الباب مفتوحا أمام جميع الخيارات في المستقبل"، ومضيفا "على الذين يتباكون على حقوق الإنسان، وعلى الذين يدبجون المقالات الطويلة دفاعا عن حقوق الماويين وسلامتهم، أن يتذكروا كيف ستهدر حقوقهم وتصادر أقلامهم إذا ما حقق الماويون أجندتهم ووصلوا إلى السلطة".rnث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram